قالها سيِّدُ القولِ والفعل في ختام كلمته الأخيرة عن آخر مستجدات العدوان على غزة ومعركة البحر الأحمر.
وكعادته كُـلّ خميس يتحدث السيد عبدالملك الحوثي مع جماهير وشعوب أمتنا، مهدِّدًا للأعداء، وموضِحًا لأبناء شعبه كُـلَّ جديد يتعلَّقُ بالمعركة التي يخوضُها معهم جنبًا إلى جنبٍ لنُصرةِ المستضعَفينَ من أبناء غزة.
وتتجلَّى من خلال هذه الكلمات منهجيتُه القرآنيةُ العظيمةُ في صناعة الوعي ومواجهة تضليل العدوّ، المنهجيةُ التي تربطُ النظريةَ والرؤيةَ بالواقع، وتؤكّـدُ القولَ بالفعل.
المنهجيةُ التي تعتمدُ أُسلُـوبَ خَلْقِ القناعات الكاملة لدى جميع أبناء اليمن بعدالة القضية وصوابية الموقف وأهميّة التحَرّك، والذي يؤدي إلى إيجاد اندفاع عملي قوي في كُـلّ ما هو مطلوب منهم في هذه المعركة.
المنهجيةُ القرآنية التي تشاركُ فيها القيادةُ شعبَها وجيشَها اتِّخاذَ قرار المواجهة والتصعيد والاستمرارية، كما تتشاركُ معهم تحمُّلَ تبعات المواقف التي يقفونها عن رضا تامٍّ ووعيٍ عالٍ ويقينٍ راسخٍ وقناعةٍ كاملة، وكُلُّ ذلك ينتجُ الاستمراريةَ والتصاعُدَ في المواقف والثباتَ عليها.
وكما أن اليمنَ يخوضُ المعركةَ العسكريةَ والصاروخية والبحرية العنيفة؛ فهو أَيْـضاً يخوض معركة الوعي، وسلاحُه فيها هذه البصائرُ العظيمة التي يقدِّمُها القائدُ في كلمته كُـلّ خميس.
وميدانُ معركة الوعي هم الشعوبُ المخدوعةُ التي أصبحت ضحيةً للتضليل، والتي احتل العدوُّ نفوسَها قبل أرضِها.
ولذلك يركِّزُ السيدُ -يحفظه الله- على هذا الجانب لأهميته وتأثيره حَـاليًّا ومستقبلاً.
ويستهدفُ وعيَ شعوب الأُمَّــة التي تمتلكُ المقوماتِ الكافيةَ للاستقلال والانتصار وقهر الأعداء، ولكنها تفتقدُ الرؤيةَ الصحيحة، والسيدُ القائدُ يعملُ على إيضاحِ الرؤية الصحيحة وفقَ التقييم الصحيح، ويقدِّمُ للأُمَّـة حقائقَ الصراع الصحيحة، ويقدِّمُ أَيْـضاً مع الشعبِ والجيشِ اليمني الشواهدَ العمليةَ على صحه هذه الرؤيةِ وصوابيتها.
كما أنه يوضحُ أَيْـضاً ويؤصِّلُ لأسباب المواقفِ العربية الضعيفةِ والمتواطئة وحقيقة تورُّط الأنظمة ومسؤوليتها في ذلك وانخراطها مع الأعداء في مؤامراتِهم لضربِ الشعوبِ وإلهائها وفصلِها عن هُــوِيَّتها.
وإضافةً إلى كُـلّ ذلك ينسفُ السيدُ القائدُ عناوينَ القِيَمِ الحضارية الزائفة للغرب ويوضِّحُ إساءتَهم للإنسانيةِ المخزية والمعيبة ويعرِّي كُـلَّ تلك العناوين.
ويقدِّمُ الشواهدَ الدامغةَ على ذلك بتذكيرِه بالإبادةِ الجماعية لأبناءِ غزةَ وعرض مظاهرها من أنواع القتل والتنكيل واستخدام التجويع وسيلة للقتل.
ولم ينسَ السيدُ -يحفظه الله- تفنيدَ دعاياتِ المساعدات الجوية، وأوضح أنها ضئيلة وهزيلة، وبتنسيق مسبق مع العدوّ؛ بهَدفِ الاستفادة منها كنوع من أنواع القتل والإبادة، وأكّـد أنها تعتبرُ جريمةً حقيقيةً، مقارنةً مع ما يقدم من الدعم لـ “إسرائيل” لإبادة أبناء غزة.
أَمَّا الأعداءُ فقد خسروا الروحَ المعنويةَ لجنودهم ولحق بهم من الأضرارِ الاقتصادية ما يشهدُ على خيبةِ أملِهم وضَعفِهم وإمْكَانيةِ هزيمتهم.
فَقَاتِلُوا أولياءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا.
والقادمُ أعظم.
نقلا عن : السياسية