محمد الكامل- المسيرة نت:
تضمن خطاب السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في اليوم الوطني للصمود الكثير من الرسائل والدلالات.
ورسخ خطاب السيد القائد معادلات استراتيجية محلية وإقليمية، حَيثُ كشف عن استراتيجية قتالية جديدة وامتلاك اليمن قدرات وصناعات عسكرية محلية أرعبت المعتدين خلال 9 سنوات، وسترعبهم وتقلقُهم أكثرَ في حال استمروا في عدوانهم وحصارهم، ولم يستجيبوا للسلام، وتحقّق معادلة توازن الرد والردع وتغيير قواعد الاشتباك.
ويؤكد عدد من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين أن السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي كان حريصاً على تحذير ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل من عدوانهم على اليمن، وأن عليهم أخذ العبرة من العدوان السعودي الأمريكي طيلة السنوات الماضية والذي فشل فشلاً كبيراً، مؤكداً على ثبات الموقف اليمني في نصرة إخواننا في فلسطين، واستمرار العمليات العسكرية اليمنية وتوسع رقعة المواجهة مع ثلاثي الشر لأماكن لم يتوقعها.
وفي السياق يقول الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية مهيوب الحسام إن خطاب السيد القائد تضمن رسائل عديدة في اتجاهات متعددة للخارج سواء كانت رسائل نصح، أو تحذير، منها أنه على هذا العدوان أن يأخذ العبر والدروس من عدوانه لمدة تسعة أعوام وفشله وهزيمته، وأن عدوانه على الشعب الفلسطيني سيكون مآله الفشل والهزيمة وأن استمراره في عدوانه سيكون مصيره الهزيمة النكراء المخزية، وسيغرق وهو يغرق الآن في البحرين الأحمر والعربي وفي المحيط الهندي.
ويرى أن استمرار العدوان الأمريكي البريطاني لن يجدي نفعاً في حماية كيان الاحتلال، ولن يوقف مساندة الشعب اليمني القيمية والأخلاقية والأخوية والدينية والإنسانية لأشقائه المستضعفين في غزة، بل سيزيدها، مؤكداً أن هذا في النهاية سيؤدي إلى رحيل أمريكا وقواعدها من المنطقة وزوال كيان الاحتلال الصهيوني.
ويواصل كلامه: الرسالة الثانية كانت موجه للأدوات التنفيذية الأعرابية السعو إماراتية للعدوان مفادها أن لا تضعوا في حسابكم بأننا مشغولين بمساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبأننا تناسينا عدوانكم على الشعب اليمني وقتله واحتلالكم لأراضيه، وأن عليكم أن تمضوا بتنفيذ التزاماتكم التي تم الحوار والتفاهم عليها معكم، وأن تحولوا مرحلة خفض التصعيد إلى مرحلة تنفيذ استحقاقات السلام الدائم والمتمثلة في الإنهاء للحصار، والإنهاء للعدوان، والإنهاء للاحتلال، وتبادل الأسرى، وتعويض الأضرار.
ويضيف: "فيما تضمن خطاب السيد القائد رسالة طمأنة للأمة بأن الشعب اليمني المؤمن العظيم بمبادئه وقيمه الدينية والأخلاقية والإنسانية وبعزته وكرامته وبما يملكه من الإيمان بالله وبحقه وحق شعوب أمته في الحرية والاستقلال، وبما يمتلكه من القوة والرباط هو سند ونصير لشعوب أمته ولكل المستضعفين فهو شعب أخ وشقيق لكل شعوب أمته.
ويكمل حديثه: "الرسالة الرابعة كانت موجهة للداخل بأننا لن ننسى ولن نترك حقوق الشعب اليمني، وأن موقفنا من حرية الشعب اليمني وسيادته واستقلاله لم ولن يتغير، ولا مساومة عليها.
ووجه رسالة أخرى لقوى الاستكبار والاستعمار وللصهيونية العالمية بقيادة أمريكا بأننا ورغم العدوان والحصار والتجويع الذي عشناه ونعيشه كشعب يمني لن نترك فلسطين، وأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وأن العدوان على الشعب اليمني لم يفت من عضده ولن يوهن عزمه، وأن الشعب اليمني يستقبل العام العاشر من العدوان عليه وهو أشد قوة وأكثر عزماً وقوة على مناصرة الشعب الفلسطيني المستضعف المظلوم ، مؤكداً أن الشعب اليمني اليوم بات أكثر وعياً وأكثر عزيمة وأشد قوة وبأساً وإرادة في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه ونصرة فلسطين.
ويشير إلى أن خطاب السيد القائد قد تضمن جانبين في رسائله، تحذيرات ونصائح، وهو في مركز بقوة، ويدعو تحالف العدوان وأدواته لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه رغم الفارق الزمني وتغير الموازين، وامتلاك المزيد من القدرات ونقاط القوة، مؤكداً أن هذا دليل على صدق النوايا والإيفاء بالالتزامات وعدم نقض العهود والمواثيق، وأن هذه من موجبات النصر ، ومن باب إقامة الحجة على تحالف العدوان، موضحاً أن كلام قائد الثورة جاء من باب التحذير والنصح لتحالف العدوان، ولم يأت من باب التهديد والوعيد رغم امتلاك الشعب اليمني لنقاط القوة التي ستجعل تحالف العدوان يرضخ ويجنح للسلام مرغماً.
موقف اليمن واضح
من جانبه يقول الخبير العسكري ورئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الشورى اللواء يحيى المهدي أن السيد القائد تحدث عن فشل العدوان فشلاً ذريعاً رغم كل التحشيد وعقد الصفقات من دول العالم وحجم الجرائم الذي ارتكبها والتي لم توهن عزيمة هذا الشعب اليمني.
ويضيف في تصريح خاص لصحيفة "المسيرة" أن اليمن الدولة الضعيفة أصبحت دولة كبرى لها وزنها وثقلها في المنطقة، وتضاهي دول العالم تحت راية هذا القائد العظيم السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي.
ويوضح أن خطاب السيد القائد حمل الكثير من الرسائل والدلالات والتي من أهمها تجلي رعاية الله ونصره ومعونته لهذا الشعب العزيز، وهو ما تجلى في الانتصارات التي يحققها اليمنيون اليوم في البحر الأحمر أمام ثلاثي الشر، وسابقاً العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
ويؤكد على أهمية التطور العسكري وهي مسألة مهمة شدد عليها السيد القائد في خطابه بمناسبة اليوم الوطني للصمود لتحقيق النصر، ودحر العدوان ومواصلة الصمود والقتال حتى طرد الاحتلال الأجنبي من اليمن، لافتاً إلى أن هذه رسالة قوية يجب على الأعداء إدراكها وفهمها، ومفادها أن هذه القيادة، وهذا الشعب لا يمكن أن يفرطوا في شبر واحد من هذه الأرض، ولا يمكن أن يتنازلوا عن كامل سيادة اليمن أو يرضخوا تحت أي مبرر وتهديد، وفي مقدمتها الاحتلال البريطاني الأمريكي لبعض الجزر اليمنية، وكذلك عدوانهم اليوم على اليمن.
ويكرر التأكيد على أنه سيتم تحرير كل الجزر اليمنية مهما كان الثمن، وأن الجيش اليمني أصبح اليوم يصنع سلاحه بنفسه ولديه العزيمة والقوة الإيمانية، والعقيدة القتالية التي جعلت يسطر ملاحم أسطورية تدرس في أكبر الكليات العسكرية، كما أن لديه من المقومات العسكرية التي تفتقدها معظم الدول الأخرى وفي مقدمتها الدول العربية.
ويوضح أن الجيش اليمني يتحلى بالصبر والشجاعة الفريدة وتطوير قدرات عسكرية إلى أعلى المستويات باعتراف العالم، وكذلك الإيمان الراسخ والقضية العادلة تحت لواء قيادة ربانية حكيمة تدعو إلى السلام من منطلق قوة لا خنوع واستسلام.
ويضيف أن من الرسائل كذلك دعوة السيد القائد إلى السلام وحرصه الكبير على التفاهم والسلام مع كل الدول وخاصة الدول العربية والإسلامية، مؤكداً أن اليمن لا يملك أي أعداء ضد أي دولة عربية أو إسلامية كانت، وأن اليمن يحترم المواثيق والمعاهدات الدولية، وحق الجوار وحقوق الإنسان، وأن موقفه واضح، حيث يعمل على إعادة الأمة العربية والإسلامية إلى مكانتها الطبيعية بين الأمم، وإلى كرامتها وعزتها وثقلها.
*نقلا عن : المسيرة نت