يستغل نظام بني سعود مواسم الحج والعمرة في استدرار أموال طائلة من المسلمين من مختلف دول العالم، من أجل ملء جيوب الحكومة السعودية وبعض الشركات هناك وأصحاب الفنادق وشركات الباصات وغيرهم من السعوديين.
هذا الاستغلال الدنيء، والذي دأب عليه بنو سعود منذ عقود طويلة، تزايد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، بسبب المصاعب الاقتصادية لتلك الدولة الأكثر تصديراً للنفط في العالم، والتي ينخر الفساد في أرجائها، ويقوم الأمراء المتنفذون بسرقة موارد الدولة والتلاعب بها في دعم مغامرات سياسية وعسكرية وطائفية في عدة دول إسلامية تستنفد مداخيل الدولة السعودية.
كل تلك المشاكل في المالية السعودية -رغم السقف المرتفع لتصدير النفط السعودي- أدت لتفاقم الأزمة وبحث النظام الحاكم عن مداخيل أخرى، وخاصة مع إصدار ما تسمى رؤية (2030م)، والتي حاولت الاعتماد على مداخيل أخرى غير النفط الذي كان يشكل 90% من الميزانية السعودية، ويحاولون إنقاصه بحلول 2030 إلى 30%، والتركيز على بعض الموارد المهمة، وفي مقدمتها السياحة، التي تشكل ما تسمى السياحة الدينية الجزء الأهم والأبرز منها، ويقصدون بها الحج والعمرة وزيارة المواقع الدينية.
ورغم هذا التوجه، إلا أن السعوديين لا يستطيعون تجاوز حالة الحقد التاريخي تجاه اليمن واليمنيين، ولا يحسنون التعامل مع المعتمرين والحجاج القادمين من اليمن، لمحاولة عكس سمعة حسنة لتلك السياحة الدينية التي يستغلونها.
فمازال التعامل السعودي الدنيء في المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن، وفي أماكن الإقامة في المدن المقدسة، وفي الرسوم المجحفة لـ(فيزا) العمرة ورسوم السكن والمواصلات والمخيمات، ومحاولة فرض أنظمة مجحفة في نوع وموديل السيارات اليمنية الخاصة التي تدخل بالمعتمرين للسعودية، وغيرها من الأساليب.
وقمة الاستهتار السعودي هو ما يلاحظه المعتمرون والحجاج وغيرهم في منفذ الوديعة السعودي، المنفذ البري الوحيد بين البلدين، بعد أن أغلق النظام السعودي بقية المنافذ البرية الأخرى.
وتتلخص معاناة اليمنيين في المنفذ السعودي بتعمد التأخير الطويل والمتعمد للمعتمرين في إجراءات تختيم جوازات السفر، مما يجعل عشرات الباصات وفيها آلاف المعتمرين كثير منهم كبار سن ونساء، تتكدس أمام المنفذ لعدة أيام تصل أحياناً إلى 5 أيام، في تلك الصحراء التي لا تحتوي فنادق ولا مساكن ولا محلات تجارية، وترتفع فيها درجات الحرارة نهاراً، وتنخفض بشكل كبير ليلاً كعادة الأجواء الصحراوية الجافة.
يقوم العسكريون السعوديون بالمماطلة والتأخر والتطويل في إجراءات ختم جواز المعتمر اليمني، ويتعنتون مع أي معتمر أو مسافر أو مقيم يجدون أية ملاحظة في جوازه، ويستغلون إيقاف العمل وقت الصلوات للراحة وشرب الشاي، وكذلك الانصراف في وقت نهاية الدوام وترك عشرات الباصات، بحجة أن وقت العمل قد انتهى، ولا يوجد عمل إضافي.
والحاصل أن هذه التصرفات وغيرها تؤدي لمزيد من تكدس الباصات وتجمعها لتصل بين 50 إلى 100 باص كبير (40 راكباً)، إضافة لعشرات السيارات الخاصة التي تتكدس في ذلك المنفذ، مما يتسبب في استمرار المعاناة.
كل هذه أدلة على مدى الحقد والاستهتار السعودي تجاه اليمنيين، وسوء التعامل معهم، ويؤكد أن خيار مناهضة ومواجهة هذا النظام الفاسد هو أفضل الخيارات لليمنيين حاضراً ومستقبلاً.
* نقلا عن موقع لا ميديا