بريطانيا حية رقطاء سامة، وقاتلة. معظم الشعوب والأمم التي احتلتها واستعمرتها عاثت فيها فسادا، وقامت ضدها ثورات قاومتها بالقوة والعنف، من الهند إلى أمريكا إلى أفريقيا، والبلاد العربية.
دخلت في صراعات دموية وحروب غير متناهية في أوروبا ضد الأمم الأوروبية عبر التاريخ، وكانت تضرب ذات اليمين وذات الشمال، ضد فرنسا وألمانيا وروسيا وإسبانيا وإيطاليا، وبالتأكيد ضد الدولة العثمانية.
وكان لها دور سلبي للغاية في الحروب الصليبية بالقرون الوسطى ضد بلاد مصر والشام أيام العباسيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك، بقيادة ملوكها مثل ريتشارد قلب الأسد وغيره.
وهي إضافة للشرور المتأصلة فيها والرغبة في احتلال العالم وتجييره لمصالحها، تحاول دائما أن تصطنع عملاء وطبقات سياسية وإدارية موالية لها في كل الشعوب، للسير في ركابها بعد خروجها إذا قامت ضدها ثورات أو ضعفت اقتصاديا.
صنعت طبقة سياسية عميلة موالية لها في دول الخليج وبعض الدول العربية، لينفذوا كل سياساتها بعد مغادرتها، ولا يزالون.
وبريطانيا بارعة في صناعة الصراعات الدائمة في المناطق التي تغادرها، وهي صاحبة مبدأ "فرق تسد" الشهير، سيئ السمعة.
وهي التي أعطت "وعد بلفور" المشؤوم ليهود أوروبا ليقيموا دولة في خاصرة البلاد العربية لتكون نواة صراع دائم.
وهي التي افتعلت مشكلة كشمير في الهند بعد انقسامها لدولتين: الهند والباكستان، ولم تفصل في حدود كشمير بينهما لتصبح مشكلة كبيرة حتى الآن.
وهي التي صنعت حدود "سايكس بيكو" للحدود الجغرافية المشبوهة بين البلاد العربية في الشام والعراق، وبالتعاون مع فرنسا.
واليوم هي التي تلعب بالملف اليمني بشكل مستفز، وتصر على ديمومة الصراع والاستنزاف لليمنيين.
إذا وضعنا في أذهاننا التاريخ الاستعماري البغيض للبريطانيين سندرك قيمة الجهود الطيبة التي قام بها الآباء والأجداد اليمنيون لمقاومة استعمارها في أراضينا بالمحافظات الشرقية والجنوبية، ومن ساعدهم في المحافظات الشمالية والغربية، وسنعلم أهمية الاحتفال والاستذكار لذكرى تلك الثورة اليمنية، ثورة 14 أكتوبر المجيدة.
* (من حائطه على فيسبوك).