تحية/
لسيدي ومولاي الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي (وكلما مر به ملئ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون )
الشاعر /جميل الكامل
10/رجب /1442/هجرية
اللهُ أكبرُ كَم شَعُّوا وكَم غَرَبُوا
وأنتَ كَالشَّمسِ تَروِي ضَوءَك الحِقَبُ
من أين لي لغةٌ قد تحتويك سناً
وأيُّ شعرٍ سيحكي عنك مايجبُ
ياسيدي كيف تروى الدهرَ ثانيةٌ
أم كيف يَكتُبُ مالا يُكتَبُ الأدبُ
وكيف تَكتُبُ أقلامُ الرجال وهم
يكاد يصهرهم من خطبك الغضبُ
فكل ذكرى رحيلٍ أنت سيدها
يكاد حزن الدنا من جرحها يثب
قلتُ الحسينُ فكادت تغتلي أسفاً
من قتله الأرضُ من تحتي وتضطرب
على ثراك سلامُ الشعر مانفحت
ذكراك فينا وشع القادة النجب
ما أزهرت من دماك الأرضُ وانبجست
حدائقا لرؤاك الخضرِ تنتسب
سِرٌّ سيُعيي الدنا تفسير حضرته
ونعمة كل من عنها نأوا سلبوا
أرداه أعداؤه ظلما فلاح لهم
من خلفه علمٌ من عزمه ارتهبوا
ما غاب حتى بدى من أفقه وسرى
بدرٌ أضاء الدنا فعلا كما يجب
عادوا وأردوا حسينا واحدا وإذا
بألف الف حسينٍ من دماه ربوا
من كل حدبٍ وصوبٍ أقبلوا مدداً
لنوره للهدى من بعده انتجبوا
وكلما منهمو أردى عداه فتىً
من نوره الف الفٍ آخر نَشبوا
فأنجم للهدى لطالبين هدى
على الشياطين في آفاقهم شُهُبُ
كانوا الحسين سناه الغض حيث أتوا
-به أزاحوا ظلام الجهل- أو ذهبوا
وواجهوا الشر لا خوفاً ، ولا رهباً
إذ كان كاليث منه الكفر يرتعب
فكلُّ صرخة حق كان مصدرها
وكل بارقِ نصر منه يلتهب
وكل نهرٍ يُرَوِّي الشعبَ من ظمئٍ
من نهره الزاخر المعطاء ينسكب
ياسيدي يا حسين العصر يا مثلا
لكل من للهدى والحق ينتسب
لا زلت أنت معينا منك ترتشف الـ
ـدنيا وغيثا يروي كل من جدبوا
لا زلت فينا هدىً عزما سناً ثقةً
شلال نور على المدجين ينسكب
من نحن إن لم تلح كالفجر ذات سناً
لولاك ما شع أو أسنا أبو وأبوا
من نحن إن إن لم تكبر انت ذات دجاً
كم ظل قبلك صوت الحق ينتحب
هذي المحافل من أصدائك ارتفعت
وعن قريب سيحذوا حذونا العرب
فخبِّرِ الأرض يا هذا الصمود وقل
للدهر ما شاهدت عيناك يارجبُ
وأنت تبصر في الهيجا كتائبنا
منها فلول العدى تَقعِي وترتعب
نستلُّ أرواح من راموا مواجهة
ونغمد الخوف في أرواح من هربوا
ما لاح نصرٌ ، ومالاح الحسين على
آفاقه بدرُ تمٍّ ليس يحتجب
أي الحسينين تعني؟؟!! قلت ملء فمي
كلاهما ابنٌ مضى للمُفتَدى وأبُ
كلاهما دمُه أودى بقاتله
وعاد أعدائُه بالبغي وانقلبوا
كلاهما كان خيرُ الخلق في دمه
وشع في كل فج يوم ان غربوا
كلاهما كان عيسى حاصروه وما
في كهفه قتلوه الأمس أوصلبوا
كلاهما كان موسى شق عزمهما
بحر المحال وما أرداهما الطلب
كلاهما كان إبراهيمَ، كان فتى
لقتله جاء من كل الدنا الحطبُ
كلاهما كان نوحا آخرا كفرت
بنوره الأرضُ لكن أهلُها غُلبوا
ويصنعُ الفلكَ والأعرابُ في سفهٍ
عليه يضحكهم من جده اللعبُ
وكلما سخروا من نور منهجه
وكلما من ردى طوفانه اقتربوا
وحان يومُ قصاص الله كم قُصمت
قرىً عليها أتى ماكان يرتقب
فتلك خاليةٌ منهم مساكنهم
عتابها الصمتُ إذ لا ينفع العتب
مذ فار كالماء من تنور قتلهما
طوفان ظلمهما والناس تحترب
والأرض تعصر والأحزان في نهم
كالنار في طرق الآوين تلتهب
والأرض تغرق إلا مَن بفلكهما
في كل عصر به نادوا اركبوا ركبوا
يا شعبنا اليمني الحر لاتهنوا
وكالحسين انهضوا نحو العلى وثبوا
وأبشروا إن وعد الله حان وقد
رأيتموا كيف من عادوا الحسين كبوا
وأُطفؤا وخبت أوهام خيبتهم
ليملئِ الأرض نورا بعد ما ذهبوا
وهاهي اليوم تروي الأرض قاطبة
خُطَاهُ مكتنفاً قراءَه العجب
ما زال كالشمس يسني وجهها رشدا
والمبغضون له في حقدهم غربوا
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين