عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
عن عملية الوعد الصادق الإيرانية.. “رؤية”
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 7 أشهر و 16 يوماً
السبت 20 إبريل-نيسان 2024 08:48 م


منذ السابع من أُكتوبر 2023م إلى اليوم مضت سبعة أشهر أَو تزيد، وخلال هذه الفترة خفت صوت الحرب في أوكرانيا ليرتفع صوت المعركة في غزة، ثم خفت صوت المعركة في غزة لينتقل الضوء إلى البحر الأحمر، وبعد أن خفت ضجيج البحر الأحمر انتقلت دائرة الضوء إلى عملية الوعد الصادق الإيرانية، هذا التبدل والانتقال من دائرة إلى أُخرى ليس اعتيادياً ولكنه اشتغال مدروس على الرأي العام العالمي وتحريكه وفق قضايا ومصالح وأهداف يشتغل عليها النظام الدولي القديم حتى يحافظ على قدراته اللوجستية في صناعة الأزمات وإدارتها.

“إسرائيل” تقصف القنصلية في دمشق في سابقة غير معهودة تخترق القانون الدولي فيسكت المجتمع الدولي عن الجريمة، بحجّـة عدم وضوح الرؤية للحدث، وتصمت “إسرائيل” دون أن تعلن مسؤوليتها عن الحادث حتى لا تضع مجلس الأمن في موقف محرج، وعلى إثر ذلك يتعثر قرار إدانة تبنته روسيا في مجلس الأمن، وتعمل إيران على الثأر لكرامتها السياسية فترد بعدد كبير من المسيّرات والصواريخ البالستية وتقوم بإبلاغ أمريكا قائلة إنها لا تريد تصعيداً في المنطقة ولكنها مضطرة للثأر لنفسها مما قامت به “إسرائيل” التي استهدفت أحد عناصر المقاومة في قنصلية إيران بدمشق.

ومثل ذلك الاستهداف الذي حدث في قنصلية إيران في دمشق نهج قديم في السياسة الإسرائيلية؛ فهي تحاول اغتيال كُـلّ القادة الذين تكون أدوارهم مؤثرة على وجودهم الاستيطاني في فلسطين، وغالب أُولئك من إيران أَو من محور المقاومة على وجه العموم، بلغت “إسرائيل” غايتها من العملية العسكرية للقنصلية من خلال الاغتيال لأحد عناصر المقاومة مع عدد آخر من الجنود.

اليوم كاد الحديث في الرأي العام ينحصر في الرد الإيراني الذي كان مشروعاً وفق كُـلّ القوانين الدولية، وبه ومن خلاله تم الانتقال من موضوع البحر الأحمر إليه، حتى تمارس “إسرائيل” أَو تستمر في ممارسة غواية القتل والتشريد والتهجير لسكان غزة لبلوغ الغاية من ذلك وهي بسط النفوذ على قطاع غزة –وقد ورد ذلك في غالب التصريحات للمسؤولين الإسرائيليين– وُصُـولاً للحلم الذي يتجدد في دولة “إسرائيل” الكبرى وقناة ابن غوريون.

وقناة ابن غوريون ترتبط بمشروع دولة “إسرائيل” الكبرى ارتباطاً عضوياً؛ ففي جل التقديرات أنها تتحكم بالملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية وقد تدر دخلاً قومياً كَبيراً للدولة /الحلم التي ترغب “إسرائيل” في الوصول إليه وفق مرجعياتهم الثقافية والعقدية التي يجدونها في كتبهم.

سيناريو الرد الإسرائيلي والضغط الأمريكي على “إسرائيل” واستعداد “إسرائيل” للرد وتراجعها في اللحظة الأخيرة كان معداً بطريقة ذكية جِـدًّا حتى يصدق الرأي العام العالمي ذلك، ولو أرادت الشروع في الرد لما رضخت كما تفعل بكل التصريحات المتعلقة بحرب الإبادة في غزة، فالمتعارف عليه وفق كُـلّ المعطيات أن أمريكا هي من تدير الحرب في غزة ولكنها تحاول أن تقف موقفاً يقنع المتابع بقدر وافر من الحيادية في التعاطي مع ما يحدث.

نحن اليوم معنيون بدراسة الأحداث بكل تواترها وتتابعها، وتقييمها وفق قياسات ومعايير منطقية تراعي المصالح المرسلة للأُمَّـة وبما يحفظ لها التوازن النفسي والثقافي والحضاري والاجتماعي، فالقضايا الكبرى تتطلب معرفة ووعياً واستراتيجيات كبرى، فالمعرفة هي من تدير المعركة اليوم ولذلك يستخدمون كُـلّ المعارف والعلوم الإنسانية في المعركة من حَيثُ التدبير وصناعة المقدمات والوصول للنتائج بأيسر جهد وبأقل التكاليف.

وبعيدًا عن تمجيد الرد الإيراني من عدمه إلا أن الضرورة كانت تفرضه حتى يحدث التوازن السياسي والعسكري في المنطقة من حَيثُ الردع ومن حَيثُ الحد من الكثير من الطموحات للعدو الأمريكي والإسرائيلي، وربما ترك الرد ظلالاً على الكثير من القضايا العالقة وشكل نفطة تحول في قابل الأيّام في مسار القضية والأحداث.

*نقلا عن : موقع أنصار الله

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الثورة نت
كيف صنعت دعاية الأنظمة العربية من إيران عدواً للعرب …؟
الثورة نت
الثورة نت
تحديات ما بعد اليوم التالي
الثورة نت
سند الصيادي
التعبئةُ المختلّة!
سند الصيادي
رفيق زرعان
عمليةُ “الوعد الصادق”.. أهميتُها وتداعياتُها
رفيق زرعان
عبدالفتاح حيدرة
هيا بنا نفهم.. أهم أسباب وعوامل استمرار الوضع المزري
عبدالفتاح حيدرة
الجبهة الثقافية
نخب سياسية يمنية - عربية ل"السياسية": "الوعد الصادق" كسرت حاجز الخوف وكشفت ضعف "إسرائيل"
الجبهة الثقافية
المزيد