السياسية – تقرير: صباح العواضي*
تمثل الدورات والأنشطة الصيفية في المناطق الحرة الرئة التي يتنفس بها المجتمع اليمني، فهي سلاح في مواجهة الفكر المغلوط والحرب الناعمة، التي تستهدف النشء والشباب، وشاهدا على انتصارا الشعب اليمني إلى جانب انتصارات القوات المسلحة على العدوان العسكري في ميادين الوغى.
يقول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي: الأساس الذي تبنى عليه الدورات الصيفية في بلدنا، في نشاطها التعليمي، والتربوي، والترفيهي، هو التربية الإيمانية، بناءً على هذه الهوية لشعبنا، هذه الهوية التي هي شرفٌ عظيم.
وأشار السيد القائد إلى أن مرحلة العطلة الصيفية تستحق أن نطلق عليها أنها مرحلة ذهبية في مجال التربية، وترسيخ المفاهيم، والتقويم السلوكي والأخلاقي واكتساب الرشد والمعرفة.
اهتمت المحافظات الحرة منذ وقت مبكر في ترسيخ مواجهة الحرب الناعمة التي تشهدها معظم الدول العربية نتيجة للغزو الفكري لهدم الامة الإسلامية، فمنذ انطلاق ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر توجهت القيادة الثورية والمجلس السياسي الاعلى بتفعيل الدورات والفعاليات والانشطة الصيفية انطلاقا من المسئولية الملقاة على عاتقها، لاستغلال وقت الفراغ للنشء والشباب، وتنفيذا لتعاليم الدين الاسلامي لترسيخ هويتنا الايمانية التي تتبنى مفهوم بناء الشخصية اليمنية منذ الصغر (النشء والشباب)، وبناء أجيال تتقي بالتحاقها بالمدارس والمراكز الصيفية، ضربات العدو في أهم مجال من مجالات الحياة.
وكما هو معلوم فان غزو الاعداء لا يقتصر على الاستيلاء على الأرض، بل يمهد لها بأساليب ثقافية ممزوجة بثقافة الغرب لتمييع الاجيال عبر الحرب الناعمة لتنال من المجتمع المسلم في صميم عقيدته وليسهل النيل منه والتنكيل به بأبسط الطرق.
ومن صور العداء للمسلم تقوم دول الغرب الكافر (دول أوروبا) باختطاف أطفال المسلمين بالقوة من أحضان أمهاتهم وآبائهم، وتقوم بتسليمهم إلى "المثليّين" لتربيتهم في مجتمع الفساد والافساد والانحلال الاخلاقي والتي تشطب الأخلاق من الواقع الإنساني وصولاً إلى أن تتحول مسألة الشذوذ إلى مسألة مقوننة، فالغرب الكافر لا يكتفي بذلك بل يحاول أن يعمّم حضارته على بقية المجتمعات، ويستهدف الناشئة والأطفال والمجتمع البشري للإفساد والتمييع والتضييع وضرب المفاهيم والأفكار والثقافات، ويعمل النظام الصهيوني على ترسيخ العداء للعربي ويعمل جاهدة عبر دورات تدريبية مسلحة لترسيخ مبدأ العداء للشعب الفلسطيني خاصة والعربي بشكل عام.
يدرك مرتزقة العدوان أهمية المراكز الصيفية لذا ينطلق نعيقهم الحاقد على الدورات الصيفية المحصنة لأبنائنا من التأثرات الغربية الانحلالية وتصونهم من ان يصبحوا سوقا استهلاكية لثقافة الغرب وافكارها، فيبتكرون الشائعات المغرضة في المجتمع خدمة لأعداء الشعب اليمني والامة الاسلامية فهم يقلقون من جيل نشأ على التربية الايمانية الاصيلة، الذي تربى على الحرية بمفهومها الصحيح وعلى العزة والكرامة.
الدورات الصيفية.. زخم شعبي ووعي متزايد
شهدت العاصمة صنعاء والمحافظات في العام الماضي 1444ھ زخما واسعا وإقبالا من قبل الطلاب وأولياء الأمور، وارتفاع عدد الملتحقين في الدورات الصيفية إلى مليون و500 ألف طالب وطالبة، تم استيعابهم في 9 آلاف و100 مدرسة مفتوحة ونموذجية ومغلقة، يعمل فيها 20 ألف عامل ومدير ومدرس في المحافظات والمديريات، وحققت نجاحات فاقت التوقعات، بتنفيذ أكثر من مليون نشاط استهدف أكثر من 733 ألف طالب.
الدورات الصيفية مشروع تربوي تثقيفي يبني انسانا واعيا مسؤولا مستنيرا بثقافة القرآن الكريم، يتخللها انشطة مختلفة متنوعة وأنشطة رياضية وكشفية وتنمية المهارات، إلى جانب المادة العلمية.
أمتنا الاسلامية ليس لديها مشروع حضاري اسلامي
تكرس الانظمة العربية على استهداف المواطن وتحويله إلى إنسان خالي من الهوية الايمانية، يلهث وراء اشباع رغباته والتقليد الاعمى للثقافة الغربية، متواطئة مع مشروع استهداف المسلم في دينه وعقيدته، والانحراف نحو انهيار القيم والكرامة والعزة، ليصبح ذليل يسهل استهدافه في عقر داره، الأنظمة العربية لم تكتفي في استهداف المواطن بل تعداه إلى تنفيذ توجيهات الاعداء لينسلخ عن دينه وهويته وازدراء الدين وحقوقه التي يجب ان يوفرها هذا النظام المهترئ اما بتغيير المناهج التعليمة أو حذف آيات قرآنية أو ازدراء الاسلام.
ومن الملاحظ ان أمتنا الاسلامية ليس لديها مشروع حضاري إسلامي، فهي في حالة جمود وتعطيل متعمد، وعندما جاءت الدورات والانشطة الصيفية الهادفة لبناء جيل واعي ينتمي لوطنه وأمته الإسلامية، ويعرف من هو عدوه، نظم المرتزقة حملات منظمة تضليلية لتقويض هذا المشروع واستهداف شباب الامة وتمييعه.
لماذا يجب الالتحاق بالدورات الصيفية
تركز الدورات الصيفية والأنشطة والفعاليات على بناء الطالب وتأسيسه فكريًا وروحيًا، لتحقيق هدف أعلى، وهو بناء جيل حضاري يعرف ربه وينهض بوطنه ويحذر عدو، وتصنع من أبنائنا نماذج إيمانية راقية نفتخر بهم في الدنيا وفي الاخرة، وتنمي الوعي وترسخ الهوية الإيمانية لدى أطفالنا.
الشعب اليمني سيدفع أبناءه إلى التسجيل في الدورات الصيفية لتحصنهم ولتساعدهم على مواجهة هجمات الأعداء الفكرية والثقافية استشعار المسؤولية ليكون جيلاً يمتلك الوعي وحكيماً وراشداً وذكياً وحراً ومؤمناً، يتجه لاكتساب المعرفة للعمل، ولبناء حضارة إسلامية بتوجه قرآني وجهادي، وتكون الأمة المسلمة بهذا الجيل قوية لا تعتمد على الأعداء في قوتها وغذائها ومتطلبات حياتها الضرورية، وتنتج كل ما تحتاج إليه من قوة معنوية ومادية وتأخذ بالأسباب لتواجه أعدائها وتحمي نفسها وتنهض بمسؤوليتها المقدسة.
*نقلا عن : السياسية