جلست ام الاسير حمزة امام شاشة التلفزيون تشاهد لحظات الافراج عن الاسير السعودي موسى عواجي وتتابع صعوده الى طائرة الصليب الاحمر في مطار صنعاء تستعد لنقله الى أهله وهو يلوح بيده مودعا لمن أسره في مشهد يجسد العلاقة الصادقة بين الاسير ومن أسره نتيجة للتعامل الانساني الذي وجده لربما لم يجد مثل هذه المعاملة بين أهله أو من قبل النظام السعودي الظالم وتذكرت الام ابنها الاسير حمزة المعتقل في احد السجون التابعة للتحالف السعودي وراح بها الخيال والتساؤل: هل يعامل ابنها الاسير كما نعامل اسراهم؟،
وفاضة عيناها من الدمع قائلة :اين ابني، اطلقوا سراح ابني ،لقد افرجنا عن اسيركم ،لماذا لا تفرجون عن اسرانا وهنا تدخل الاب وراح يهدئ من روع وألم الام على ابنها وبعد ايام رن هاتف التلفون وجاءها خبر رضوخ التحالف السعودي وقبوله بتسليم بعض الاسرى للصليب الاحمر وسيتم نقلهم الى مطار صنعاء وابنها الاسير من بين هؤلاء الاسرى وكادت الام تطير من الفرح لسماعها هذا الخبر لكن لم تدم فرحتها طويلا ،فعندما وصلت طائرة الصليب الاحمر التي تقل بعض الاسرى الى مطار صنعاء ومن بينهم الاسير حمزة الذي تم نقله بعد وصول الطائرة الى المستشفى مباشرة حيث كانت حالته الصحية حرجة وذهبت الام لتراه وعندما شاهدت ابنها ممددا على السرير صدمت حيث لم يعد ابنها كما رأته آخر مرة ،
لقد عاد حمزة نصف انسان مقعد غير قادر على الحركة والجراح تملأ جسده المنهك من شدة التعذيب، فاقتربت الام من ابنها تحتضنه وتبكي وتقول بحرقة ماذا فعل بك يا ولدي هؤلاء الوحوش الجبناء؟، نظر حمزة الى امه بصمت والالم يملأه ثم روى المعاناة التي لاقاها قائلا: من شدة التعذيب فقدت اجزاء من جسدي ،فقدت اصابع يديَّ وقدميَّ نتيجة لربط اطرافي بالسلاسل وتعليقي من السقف لأيام واسابيع وكان يمنع عني النوم والشرب لفترات طويلة وكنت وبقية الاسرى نتلقى الاهانات بشكل مستمر آه ماذا اقول لكم لو تعلمون كم يلاقي الاسرى من العذاب والمعاناة في سجون التحالف السعودي ،
فبعض الاسرى تم اعدامهم والبعض الآخر ترك للكلاب لتنهش لحمه، لا يوجد اي حقوق تذكر للأسرى هناك ،على المجتمع الدولي والصليب الاحمر القيام بمسؤوليته وتشكيل لجنة تحقيق دولية لرفع معاناة الاسرى في المعتقلات التابعة للتحالف السعودي، يجب ان تتم محاكمة ابن سلمان وابن زايد كمجرمي حرب.
الشرائع السماوية تحرم تعذيب وإعدام الاسرى والقانون الدولي الانساني يعتبر ذلك جريمة ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم .