يغدو ويروح البريطاني مارتن غريفيت من وإلى صنعاء الحضارة والتاريخ والشموخ والإباء والصمود في سياق زياراته المكوكية التي تندرج ضمن مساعيه الرامية لإزالة العقبات والعراقيل التي تحول دون تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة ، ومع كل زيارة تظل العقبات والعراقيل ذاتها حاضرة ، ويظل مرتزقة العدوان من يضعونها للحيلولة دون تنفيذ الاتفاق ، والمشكلة اليوم أن مرتزقة العدوان يواصلون مماطلتهم وتسويفهم وتمردهم وانقلابهم على أي تفاهمات أو توافقات تصب في جانب تهيئة الأرضية المناسبة لتنفيذ الاتفاق ،
فبعد الاتفاق على تنفيذ خطة اعادة الانتشار وانسحاب المسلحين وفق مرحلتين مزمنتين ، عاد المرتزقة للتراجع عن التنفيذ الذي كان مقررا أن يبدأ صباح الثلاثاء الماضي بعد أن تلقوا أوامر وتوجيهات من أسيادهم السعوديين والإماراتيين بعرقلة وإعاقة التنفيذ .
رئيس لجنة المراقبة الأممية الجنرال الدنماركي لوليسغارد طلب من لجنة إعادة الانتشار الوطنية منحه فرصة للتواصل مع لجنة مرتزقة العدوان من أجل اقناعهم بالشروع في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار والابتعاد عن سياسة المماطلة والتلكؤ التي ينهجها المرتزقة بإيعاز من قوى العدوان ، وحتى يتمكن لوليسغارد من إقناع المرتزقة بذلك ، تبرز الكثير من المخاطر التي لا تتهدد خطة إعادة الانتشار في الحديدة فحسب ، بل تذهب إلى نسف اتفاق السويد برمته ، وفي مقدمتها عمليات التحشيد المكثفة التي يقوم بها مرتزقة العدوان إلى المناطق التي يسيطرون عليها ، حيث يواصلون نقل المرتزقة والآليات من الخوخة والمخا نحو محيط الحديدة ، في إشارة إلى أنهم يحضرون لهجوم واسع على الحديدة ولا تفسير آخر لهذه التحركات غير ذلك .
وهو ما يتعارض مع خطة الانسحاب وإعادة الانتشار ، فلغة العقل والمنطق تؤكد أن من يريد السلام ويسعى من أجله ويحرص على تجنيب الحديدة وسكانها ويلات الحرب والخراب والدمار ، عليه أن يثبت ذلك جديا من خلال اتخاذه لخطوات عملية تعزز هذا التوجه ، لا أن يحشد آلاف المرتزقة إلى محيط الحديدة ويقوم بخطوات تصعيدية استفزازية ، وخروقات وانتهاكات يومية لقرار وقف إطلاق النار ، هذه التحركات تؤكد وبما لا يدع مجال للشك أن الإمارات ومرتزقتها تخططان لشن عدوان واسع على الحديدة بهدف السيطرة عليها وإحكام السيطرة عليها بهدف الإمعان في تعذيب وتجويع وتجريع الشعب اليمني ومضاعفة حجم معاناتهم وتضييق الحصار والخناق عليهم ، كل المؤشرات والشواهد تشير إلى ذلك وتؤكد عليه ، وينبغي أن يتعامل الجيش واللجان الشعبية مع هذه التطورات بحذر ، فالمسألة ليست عبارة عن تحليلات وشائعات وتكهنات ، بل هي حقائق وشواهد حية ومشاهدة .
بالمختصر المفيد، يجب أن تتفرغ القوى الوطنية للتحشيد والإسناد لمعركة الساحل الغربي الكبرى المرتقبة ، وأن تترك للوفد الوطني مهمة التفاوض والتشاور والاجتماعات ذات الصلة بتنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة ، الأعداء ومرتزقتهم يخططون لشن هجوم مكثف على الحديدة من عدة محاور ، بمشاركة أمريكية بريطانية إسرائيلية ، وهذا ما خلص إليه اجتماع الرباعية في وارسو ، وهو ما يستدعي إعلان حالة نفير كبرى لإسناد أبطال الجيش واللجان الشعبية ، لإفشال كافة مخططات ومؤامرات الأعداء ومرتزقتهم التي تحاك ضد الحديدة قبل أن يقع الفأس على الرأس .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .