علي الدرواني
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
علي الدرواني
دول الطوق ولعنة الجغرافيا والرد المرتقب لجبهة الإسناد
دماء الشهداء توحِّد الأمة وتسقط أوهام المستكبرين
العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة.. لا ترميم للردع
بعد عدة تحذيرات للرياض.. "يافا" تقصف "تل أبيب"
رهان الرياض على واشنطن.. انتهاء الوهم
عن الفرط صوتي والثغرات القاتلة في حاملات الطائرات الأمريكية
التنسيق المشترك بين اليمن والعراق يثمر قلقًا أميركيًّا
“ايزنهاور”.. هل يمكن أن تغرق؟
الفشل الأميركي في البحر الأحمر وخيارات توريط السعودية
اليمن يصل إلى المتوسط.. وبعض العرب يغطّون في المنامة

بحث

  
خلية التجسس الأمريكية تعيد تعريف الدبلوماسية والتنمية والتطوير
بقلم/ علي الدرواني
نشر منذ: 5 أشهر و 9 أيام
الأربعاء 12 يونيو-حزيران 2024 08:18 م


بعيدًا عن أهمية الإنجاز الأمني، وكف يد الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، وقطع أذرعها، عبر الإمساك بواحدة من أهم الخلايا التي عملت معها لعقود من الزمن، فإن هذا الإنجاز يمكن أن يعيد تعريف الدبلوماسية الأميركية، ويمكن له أيضًا أن يضع قوانين جديدة للعمل الدبلوماسي في العالم.

السفارة الأمريكية في اليمن ليست مجرد نافذة لرعاية المصالح الأمريكية في صنعاء، ومد جسور التعاون الثنائي بين البلدين "الصديقين" كما كان يحلو لساسة البلدين وصفها طوال العقود الماضية، بل هي وكر تجسس وصناعة المؤامرات، وبث السموم في كلّ نواحي الحياة، وإشاعة الفوضى والخراب الأمني والاقتصادي والخدمي.

هذا الحديث اليوم لم يعد مجرد تخمينات، ولا ضربًا بالرمل، بل أصبح حقيقة واقعية، مكشوفة لكل من له عين أو ألقى السمع وهو شهيد.

الاعترافات التي أدلت بها عناصر خلية التجسس الأمريكية "الإسرائيلية"، والتي كشفتها الأجهزة الأمنية اليمنية مؤخرًا، تقول الشيء الكثير عن هذا، رغم أن ما تم كشفه ليس إلا القليل مما بحوزة جهاز الأمن والمخابرات، الذي لا يزال يحتفظ بالكثير منها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن سفارة واشنطن في صنعاء تقوم بجمع المعلومات بعيدًا عن السلطات الرسمية، وأحيانًا، وهي الطامة، عبر السلطات الرسمية، وبشكل مشروع وغير مشروع، وتجمع معلومات لها أهداف تخريبية أكثر منها أهدافًا لتطوير العلاقات المشروعة بين البلدين، وهذا يخالف المادّة الثالثة من اتفاقية فيينا، التي تنص في الفقرة على: د - التعرف بكلّ الوسائل المشروعة على ظروف وتطور الأحداث في الدولة المعتمد لديها وعمل التقارير عن ذلك لحكومة الدول المعتمدة. والفقرة التالية: هـ - تهيئة علاقات الصداقة وتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة المعتمدة والدولة المعتمد لديها.

الفقرة دال السابقة لطالما كانت محل جدل دبلوماسي، حيث إن جمع المعلومات بالوسائل المشروعة، يفصلها خيط رفيع عن التجسس، وفي مثال السفارة الأمريكية في صنعاء، ومن خلال اعترافات عناصر الخلية، ونتائج التقييم الأمريكية لهم، فقد كانت الاعترافات تؤكد الطبيعة الاستخباراتية التخريبية، وليس جمع معلومات لمجرد الاطلاع على الأوضاع وتطوراتها.

التدخل في رسم السياسات، والتأثير على صناعة القرار، والتخريب الثقافي والتعليمي، والتدمير الزراعي، هذه كلها ليست إلا في مجال الإضرار بالدولة المضيفة، وليست أبدًا ضمن مهام دبلوماسية.

هناك تعريفات جديدة للدبلوماسية، هي التجسس، والتطوير هو التدمير، والتنمية هي الإفقار والفشل، والتعليم هو التجهيل، وتحسين البذور، يعني القضاء على البذور. كلّ شي يجب أن يقرأ بالإنجليزية الأمريكية بالمقلوب.

الوكالة الأمريكية للتنمية، أيضًا، يمكن إعادة تعريفها، بأنها أحد أذرع المخابرات الأمريكية، وليست منظمة إنسانية بالمطلق.

إن نهج السفارة الأمريكية في اليمن، لا يبدو مختلفًا عن نهجها في عدد من السفارات لا سيما في المنطقة العربية، وإن كان الأرجح هو أن كلّ سفارات واشنطن في العالم لها أهداف استخباراتية تجسسية، وتدير مخطّطات خبيثة.

النتيجة الأولى لهذا الكشف المهم، هو أن على الدول الصديقة والشقيقة أن تأخذ حذرها من أنشطة السفارة الأميركية، وطبيعتها التجسسية، والاطلاع على الأساليب والاستراتيجيات الخطيرة، سواء في التجنيد والاستقطاب، أو في العمل والوسائل، والسواتر التي تستخدمها لتنفيذ أعمالها.

قد يكون المخبر العميل الخائن، موظفًا بسيطًا يعمل بصفته حارس أمن في السفارة، أو مترجمًا، أو يعمل في أحد مراكز الأبحاث والدراسات، وقد يكون أيضًا، مدربًا في معهد لغات، أو مركز لبناء الديمقراطية، أو في البنك الدولي، أو منظمة أممية إنسانية، لا يهم، فالمخابرات الأمريكية تعرف جيّدًا كيف توظف وأين.

الأجهزة الأمنية اليمنية مستعدة كما قالت في بيانها، لتبادل المعلومات والخبرات من أجل كشف أعمال التجسس الأميركية، وتقديم كلّ العون لأجهزة الأمن في البلدان العربية والإسلامية، لإحباط المؤامرات والخطط التدميرية في بلداننا.

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
هنادي محمد
سقوطٌ أمريكي غيرُ مسبوق
هنادي محمد
د.شعفل علي عمير
تاريخٌ من المؤامرة يكشفُه إنجازٌ تاريخي
د.شعفل علي عمير
مرتضى الجرموزي
البيانُ الذي مثّل الصفعةَ الأكبرَ للأمريكان
مرتضى الجرموزي
رشيد الحداد
عودة العليمي إلى عدن بحماية سعودية: أزمة «الانتقالي» - «الرئاسي» تتفاقم
رشيد الحداد
هاشم أحمد شرف الدين
نصرٌ أمني ودعوةٌ إلى اليقظة
هاشم أحمد شرف الدين
عبدالفتاح علي البنوس
فتح الطرقات.. العيد عيدان
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد