تسعى أمريكا جاهدة من أجل جر الجارتين الهند وباكستان إلى حرب نووية تطحنهما وتذهب بقوتهما وبرامجهما النووية نحو التدمير ، لتتحول الدولتان الكبيرتان إلى بؤرة صراع دموي و أرض محروقة ، وتظل أمريكا هي صاحبة الحل والعقد والأمر والنهي في العالم ، وتظل المهيمنة على دول العالم وخصوصاً تلك التي تمتلك إمكانيات وقدرات دفاعية فائقة الدقة وواسعة التأثير .
كان المخطط الأمريكي الذي يدعمه ويسانده بقوة اللوبي اليهودي العالمي والذي ظلت تشتغل عليه الاستخبارات الأمريكية يهدف إلى الدفع بالعلاقات الباكستانية الإيرانية نحو التوتر ، بغية جرهما إلى حرب نووية تستغلها أمريكا وإسرائيل للانقضاض على إيران والقضاء عليها ، وما يزال هذا المخطط قائما ، وما يعتمل على الحدود بين البلدين من تحركات ونشاط لجماعات متطرفة ومتشددة مدعومة وممولة من السعودية والإمارات تنطلق من الأراضي الباكستانية لتنفيذ عمليات إجرامية وعدوانية ضد القوات الإيرانية والمصالح الإيرانية والتي كان آخرها الهجوم الذي استهدف حافلة تابعة للحرس الثوري الإيراني في محافظة سيستان وبلوشستان ، يندرج في سياق هذا المخطط القذر ، حيث لا يزال التوتر قائما ، والكل في حالة ترقب للرد الإيراني المرتقب وما سيترتب عليه من ردود أفعال باكستانية ودولية إزاء ذلك .
ومع دخول المهفوف محمد بن سلمان على الخط ، اشتعل فتيل التوتر بين الهند وباكستان عقب الهجوم على الأراضي الهندية مما اضطرها للرد على الجماعات التي قالت الهند بأنها نفذت الهجوم من داخل كشمير الباكستانية ، ومع استهداف هذه العناصر من قبل الطيران الهندي بدأ المواجهات على الحدود بين البلدين ، وسط تحركات أمريكية سعودية تدعي في الظاهر أنها تتجه نحو دعم خيار خفض التوتر بين الطرفين ، في حين أنها في حقيقة الأمر تعمل على تأجيج الفتنة ، والدفع بها نحو الانفجار للإيقاع بالهند وباكستان وجرهمها إلى حرب مدمرة لن تقتصر تداعياتها على الحدود الجغرافية للبلدين ، وقد تمتد لتشمل المحيط الإقليمي والدولي ، وهو الأمر الذي يجب أن تعيه جيدا القيادة الباكستانية والهندية ، فأمريكا والسعودية لا تريدان لهما الخير وتعملان بكل إمكانياتهما لخلق صراع نووي في المنطقة الآسيوية .
بالمختصر المفيد، لا أمريكا ولا السعودية ولا الكيان الصهيوني لديهم رغبة في إحلال السلم والاستقرار في العالم ، ولا يتوفر لديهم أي توجه للتعايش وعلاقات حسن الجوار بين دول العالم، فمصالحهم تقتضي إشعال الحرائق والفتن والحروب والصراعات بين الدول، وعلى باكستان بدرجة أساسية أن تكون أكثر وعيا وإدراكا لما يحاك ضدها ، وما تسعى إليه أمريكا وإسرائيل والسعودية من وراء تأزيم العلاقات التي تربطها مع الهند وإيران، لأنها ستكون الخاسر الأكبر وستدفع الثمن بمفردها ولن ينفعها أحد مطلقا.
لذا على باكستان أن تعالج سوء الفهم والتباينات في المواقف مع إيران والهند بحكمة وعقلانية بعيدا عن الانفعالات والتوترات ولغة التصعيد والتهديد والوعد والوعيد ، هي مطالبة بضبط حدودها مع إيران لمنع تسلل الجماعات الإجرامية إلى الداخل الإيراني لتنفيذ عمليات تشكل تهديدا للأمن والاستقرار الإيراني ، وهي مطالبة بذات الأمر مع الجانب الهندي ومنع أي جماعات أو حركات تتخذ من الأراضي الباكستانية منطلقا لشن عمليات ضد المصالح والقوات الهندية ، بموجب القوانين والمعاهدات الدولية ، وبحق الجوار الذي يحتم على باكستان والهند احترامه ومراعاته وعدم الانجرار خلف التحريضات والدسائس الأمريكية الإسرائيلية السعودية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .