بينما كنت أتصفّح في أروقة وسائل التواصل الاجتماعي لفتت انتباهي الكم الهائل من الرسائل الإلكترونية المتداولة في منصاتها على شركات الاتصالات للهاتف النقال: "يمن موبايل - سبأفون - يو"، على خلفية رفع الأخيرات تعرفة خدمة الإنترنت بتقنية الـ4g.
وفي رأيي، مثلما يراه أهل المنطق ما كان يجب نشر وتداول منشورات ومشاركات، وشن حملات إعلامية عشوائية ومسيئة، في الوقت نفسه، على مستخدمي الخدمة والوطن والمواطن؛ نتيجة ردة فعل يقف ورائدءها جمهور افتراضي له أهداف لا ترى بالعين المجردة؟! لماذا هكذا سؤال؟ لأن من يقوم بتوجيه رسائل دعائية في قالب عشوائي، مستغلا ردة فعل جمهورها المستهدف، يعي جيدا أن رسالته تحريضية بالدرجة الأولى؛ هدفها الإضرار باقتصاد الوطن، وإثارة الفوضى، وزعزعة الثقة بين موفر الخدمة ومشتركيه، خصوصا وأن أول من يستغل مثل هكذا قضايا هم أبواق العدوان الإعلامية، ومرتزقته، التي تدار من الخارج، ومن داخل فنادق الرياض وأنقرة والقاهرة، وسواحل جدة ودبي.
وكان الأجدر من الإنجرار خلف حملات دعائية يقف وراءها -على الأغلب- جمهور خفي، مخاطبة شركات الاتصالات لمعرفة حيثيات رفع التعرفة السعرية، ومن ثم بدء مرحلة التعبير عن الرأي المبني للمعلوم لا المنتهي إلى هدف مجهول. ومن ثم طلب التوضيح من الجهة المنظمة لسوق الاتصالات بين شركات الهاتف النقال، التي تقدم خدمات الاتصالات والإنترنت وجمهورها، التي هي المؤسسة العامة للاتصالات، وهكذا نكون قد طرقنا الأبواب على حسب الأصول، وسلكنا الأسلوب الحضاري الذي يواكب تقنية العصر، وتعاليم الحكمة اليمانية، التي وُصفنا بها نحن -اليمنيين.
حتى لا يُفهم مقصدي بالمقلوب، أنا هنا لست وكيلاً للدفاع عن شركات الإتصالات، حتى لو كانت شركة "يمن موبايل"، التي تقدم لي خدمات الاتصالات والإنترنت من ضمن 13 مليون مشترك، والتي كان لها الحظ الأوفر من الحملة الإعلامية، التي قام بها بعض رواد عالم النت، وإنما أكتب في إطار مهمتي ككاتب إعلامي وصحفي يتقصّى الحقائق، وينقل الحقيقة، وما يدار من خلف دهاليزها.
وعلى حسب حيثيات الرفع، التي كان سببها حمى المنافسة السوقية بين شركات الاتصالات دون مراعاة التكلفة الفعلية لخدمة الـ"فور جي" في محاولة لجذب مشتركين أكثر، التي أدت إلى تقديم خدمات الفورجي بتعرفة مخفضة؛ إرضاءً للمشتركين، وكان ذلك في بادئ الأمر، لكن مع مرور الأيام خرجت الشركات العاملة في مجالات خدمات الاتصالات والإنترنت في اليمن بإعلان رفع أسعار باقات خدمة "فور جي"، ما أثار غضب مشتركيها، وهذه كل الحكاية.
هكذا نحن -اليمنيين- شعب الجود والأجواد والإنسانية أحيانا تدغدغ عواطفنا بعض العناوين الإعلامية دون أن نمنح العقل فرصة المرور الخاطف لفك رموزها.
لكن ما نتمناه من كل هذا الضجيج الإعلامي غير المسؤول هو عدم الإضرار بالمواطن والوطن، واقتصاده، وأمنه الوطني.
رسالتي لشركات الاتصالات هي أن تراعي معاناة هذا الشعب، الذي عانى ولا يزال يعاني من ويلات الحروب العدوانية، التي تقودها تحالفات الشر مُنذ عقد من الزمن، ولا تزال دول العدوان الأمريكي - الصهيوني - البريطاني تشن حربها على الوطن، وتُحكم الحصار على اليمن إلى اللحظة.