ربما.. انتظر الشعب اليمني كثيرا التغييرات الجذرية إعلان حكومة الكفاءات؟
قرابة العام؛ ولكن ليست المسألة بتلك البساطة والسهولة، وكأنها مجرد اختيار أسماء وتعيينهم كوزراء كما كنا نعتاده دائما.
من خلال كلمة السيد عبدالملك الحوثي بمناسبة السنة الهجرية الجديدة أوضح المسارات التي سارت عليها ولازالت طريق التغييرات الجذرية..
حيث كان المسار الأول مراجعة هياكل ونظم الحكومة، ووزرائها، ومؤسساتها، وتشخيص الخلل والتضخم والتداخل فيها، هذا المسار يحتاج وقتاً طويلاً، خاصة ونحن نعلم أن هياكل المؤسسات والوزارات فيها خلل كبير جدا، حيث كانت معظم المؤسسات تنشأ للمحسوبية والمراضاة، من لم يجدوا له عملا فكروا وأنشأوا له مؤسسة، وكذلك معظم الوزارات عملها معطل تم سحبه للمؤسسات والهيئات التابعة لها، وليس للوزير إلا صفة الإشراف فقط، لا يتدخل في عملها ولا موازناتها وهذا خلل وتضخم كبير، بالإضافة إلى التداخل في الاختصاصات والمهام بين الوزارات وبين القطاعات، المؤسسات والهيئات، وهذا مما يعيق العمل ويعطل الخدمات، وهذا يتطلب تعديلاً في القوانين واللوائح والأنظمة التي كانت سائدة، ناهيك عن الأعداد الكبيرة للوزارات والمؤسسات، حيث تعد اليمن من أكثر الدول في عدد الوزارات.
والمسار الثاني كما ذكره السيد القائد هو استقبال الترشيحات والاقتراحات المتعلقة بمسألة التعيينات والمسؤولين والموظفين، وهذا يحتاج إلى معايير، للاختيار والذي نتمنى أن يكون معيار الإيمان والتقوى، والنزاهة، والأمانة والكفاءة، وبعدها التخصص والمؤهل، والخبرة هو المعيار الذي يتم من خلاله اختيار الأسماء بعيدا عن المحسوبية، والحزبية، والقرابة التي كنا نعتادها في اختيار أسماء الوزراء والوكلاء والمدراء، وأن يتم تطهير المؤسسات من الفاسدين واجتثاث الفساد المالي والإداري. وكما قال السيد القائد فقد وصلت الآلاف من الأسماء المقترحة والمرشحة.
والمسار الثالث كان إعداد موجهات وبرنامج عمل الحكومة، هذا المسار لا يقل أهمية عن المسارين، وما نتمناه أن يكون برنامج وعمل الحكومة هو الأولويات الثلاث.
أولا العسكري: مواصلة بناء القدرات العسكرية للدفاع عن الدين والأرض والعرض، حتى تحقيق النصر، وتحرير كل شبر من تراب اليمن،
ثانياً: سياسي تحقيق السلام الشامل والعادل، والحفاظ على الوحدة اليمنية من المهرة إلى الحديدة، ومن صعدة إلى عدن.
ثالثاً: النهوض بالاقتصاد الوطني ودفع مرتبات الموظفين وإعادة إعمار اليمن، من خلال الاهتمام بالقطاع الزراعي، واستغلال كل المقومات والموارد التي تمتلكها اليمن، حتى نتحرر من الاستعمار الغذائي.
هذه الأولويات تعد هي الأهم وبعدها تندرج بقية المهام والخدمات.
فالتغييرات الجذرية مطلب شعبي ،وتحقيقها يحتاج إلى تضافر وتكاتف الجميع، فالشعب اليمني عانى كثيرا، وتجرع الويلات، وتحمل طيلة العقود الماضية، وقد حان الوقت لينال حقوقه، وأن يعيش حرا عزيزا مستقلا ً، ينعم بخيرات أرضه، رافعا رأسه، لا ينتظر المساعدات والسلال الغذائية من الأعداء والمنظمات الدولية