شهدت مياه البحر الأحمر اشتباكاً واسعاً بين القوات اليمنية والبحريّتين الأميركية والبريطانية، خلال الساعات الماضية. وأكد مصدر ملاحي، لـ«الأخبار»، أن الاشتباك يُعدّ بمثابة «بروفة» لعمليات أوسع ترتّب لها قوات صنعاء البحرية منذ أسابيع. وكان المتحدث الرسمي باسم تلك القوات، العميد يحيى سريع، قد أعلن الاتجاه نحو التصعيد، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي غزة في الآونة الأخيرة، والتي أدّت إلى استشهاد المئات من الأبرياء.من جهتها، أكدت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان، حدوث أكثر من اشتباك بحري خلال اليومين الماضيين، معلنة اعتراضها سرباً كبيراً من الزوارق الحربية غير المأهولة التابعة لصنعاء. كما تحدّثت عن اعتراضها طائرة مسيّرة بدون طيار في سماء البحر الأحمر. وأشارت، أيضاً، إلى تمكن قواتها من تدمير مسيّرتين وزورق مسيّر في هجوم آخر في البحر نفسه. وقبل ذلك، أعلنت «القيادة المركزية» حدوث اشتباك بحري واسع امتد من البحر الأحمر حتى أطراف خليج عدن، وقالت إنها واجهت هجوماً مكثفاً نُفّذ من قبل قوات صنعاء بواسطة خمسة زوراق مسيّرة وتمكنّت من تدمير بعضها. وكانت مصادر محلية في سواحل اللحية الواقعة جنوب البحر الأحمر، قد أكدت وقوع انفجارات عنيفة في المياه الإقليمية والدولية في المنطقة المحيطة بباب المندب، سواء من اتجاه البحر الأحمر أو من اتجاه خليج عدن، مشيرة إلى مشاهدة صواريخ وطائرات مسيّرة، إضافة إلى إطلاق صواريخ اعتراضية من قبل بوارج أجنبية.
في الإطار نفسه، أكدت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية في بيان لها، أمس، أنها تلقت بلاغاً بتعرّض سفينة تجارية لهجوم من قبل ثلاثة زوارق صغيرة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غرب الحديدة، مشيرة إلى أن زورقاً صغيراً مسيّراً اصطدم بالسفينة مرتين، فيما أطلق الزورقان الآخران المأهولان النار عليها. ووفقاً لما نقلته الهيئة البريطانية عن قبطان السفينة، فإن الزورقين المأهولين كان على متن كل واحد منهما ثلاثة مسلحين يستخدمون أسلحة متوسطة. وفي حادث آخر، أعلنت الهيئة أيضاً تعرّض سفينة تجارية لهجوم في البحر الأحمر، بثلاثة صواريخ؛ أحدها انفجر بالقرب من السفينة.
سُجل استهداف أكثر من سفينة تجارية في البحر الأحمر
في المقابل، شنّ الطيران الأميركي والبريطاني سلسلة عمليات هجومية طاولت عدداً من المناطق الساحلية الواقعة في محافظتَي حجة والحديدة. وقال مصدر أمني في الحديدة، لـ«الأخبار»، إن طيران العدوان استهدف اللحية ومناطق ساحلية بنحو أربع غارات، وهو ما تزامن مع تأكيد مصادر محلية في محافظة حجّة تعرّض منطقة بحيص في مديرية ميدي في المحافظة الواقعة على الحدود الشمالية مع السعودية لهجوم بغارة جوية طاولت منطقة مهجورة منذ سنوات. وأثار ذلك تساؤلات في صنعاء حول مكان انطلاق الطائرات الأميركية التي نفّذت الهجوم، والذي قد يكون القواعد الأميركية في المملكة.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية