إيهاب شوقي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
إيهاب شوقي
هل يرتكب العدوّ حماقة توسعة الحرب مع لبنان؟
المرحلة النهائية للصراع مع الصهاينة ومنظومة الاستعمار
دلالات الخطوة الأميركية بإعلان بايدن شخصيا لمقترح الهدنة
القمة العربية الأولى بعد "طوفان الأقصى" هل تكون الأخيرة؟
المقاومة فضحت العدوان الصهيوني المبيّت على رفح.. وأربكت رعاته
يوم القدس وطوفان الأقصى والمسار الاستراتيجي للتحرير
اليمن يعمّق حصار العدوّ في المتوسط بعد البحر الأحمر
أمريكا نمرٌ ورقيٌ يستند إلى ظهور المتخاذلين
أمريكا تفضح المتواطئين العرب وتفضل اللعب على المكشوف
الصراع البحري ودور محور المقاومة في خلخلة الأمن الصهيو – أميركي

بحث

  
العدو بين سندان وحدة الساحات ومطرقة اليمن
بقلم/ إيهاب شوقي
نشر منذ: شهرين و 24 يوماً
الخميس 25 يوليو-تموز 2024 01:57 ص



لا شك أن التأمل في بيان حزب الله بعد العدوان الصهيوني على اليمن، يقود إلى تقدير دقيق للمرحلة الجديدة التي دخلها الصراع، خاصة وأن حزب الله يزن كلّ حرف يخرج في بياناته ولا يعتمد سياسة التهويل أو المناورة.
وهنا لا بد من التدقيق في فقرة هامة من البيان تقول: “إننا نعتقد أن الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدوّ الصهيوني هي إيذان بمرحلة ‏جديدة ‏وخطيرة من المواجهة بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها، وأن لدينا الثقة ‏الكاملة ‏بأن القيادة اليمنية بما تمتلك من معرفة وشجاعة وقوة قادرة على اتّخاذ الخطوات ‏المناسبة ‏والضرورية لردع هذا العدوّ وحلفائه الإقليميين والدوليين”.
وموضع الشاهد هنا عدة نقاط هامة:
أولًا: توصيف تداعيات العدوان بأنه مرحلة جديدة وخطيرة، وهو ما يشي بقواعد ومعادلات جديدة تتخطّى النطاقات المحدودة نسبيًّا لجبهات الإسناد وربما تتخطّى حرب الاستنزاف لتصل لنطاقات أخطر من المواجهات المباشرة والأهداف الحيوية والمواقع الاستراتيجية.
ثانيًا: تحديد نطاق المواجهة بأنه يشمل المنطقة برمتها، هو تأكيد لخطورة الانزلاقات الجديدة الناجمة عن العدوان واتساع دائرة المواجهة برًّا وبحرًا وجوًّا، وهو ما يشي أيضًا بدخول وتورط أطراف جديدة.
ثالثًا: الإشارة إلى ردع العدوّ وحلفائه الإقليميين والدوليين، تؤكد اتساع نطاق المعركة وقراءة المقاومة أن هناك من يساعد ويدعم دوليًّا وإقليميًّا وأن هؤلاء جميعًا ليسوا بمنأى عن التورط في المواجهة.
وهنا لا بد من التدقيق أيضًا في طريقة العدوان الصهيوني على اليمن وما أعقبته من مشاهد وممارسات لمحاولة استنتاج بعض من دلالاتها:
أولًا: حرص العدوّ الصهيوني على تصدير صورة نيران كبيرة لترميم الردع وبالتالي كانت الصورة أقرب للصور الهوليودية السينمائية، في حين أنها لم تستهدف هدفا عسكريًّا صعبًا، بل أهدافًا مدنية غير خاضعة لتدابير الدفاع العسكري، وكانت لمخازن ومستودعات للنفط والطاقة، فكان طبيعيًّا أن تسفر عن هذا المشهد النيراني، وهو ما يعني أن الطائرة اليمنية “يافا” نفذت عملًا أكثر صعوبة وأكثر نجاحًا من طائرات الـ”إف 35″ وطائرات التزود بالوقود التي قامت بعمليات استعراضية في ظل إفلاس لبنك أهداف استراتيجي.
ثانيًا: حرص العدوّ على استثمار صورة انفجارات مخازن النفط في ترهيب الساحة اللبنانية بتكثيف غارات ليلية على الجنوب، وكأنه يوحي لساحات وجمهور المقاومة بأنه بدأ مرحلة جديدة من العدوان، وهي لعبة مكشوفة وساذجة لهذا العدوّ المردوع والذي لم يجرؤ على استهداف مواقع أو أهداف تستدعي توسيعًا وانزلاقًا، وربما كان العدوّ يحاول مخاطبة جمهوره وجبهته الداخلية أيضًا بعدما أصابهما من إحباط وانعدام للثقة بعد عمليات حزب الله في شمال فلسطين المحتلة.
ثالثًا: حرص نتنياهو على تصدير صوره في غرفة العمليات مع رئيس الأركان، كما حرص غالانت على تصدير نفس الصور، وحرص كلاهما على الخروج بكلمات تعقيبية على العدوان لترميم الردع الساقط وتصدير أي صورة من صور النصر.
وعند رصد الواقع العملي على الجبهات بعيدًا عن محاولات العدوّ لتصدير صور وهمية ومغالطات، فإننا نرصد واقعًا معاكسًا:
أولًا: نجد تصريحًا لجدعون غولبر- الرئيس التنفيذي لميناء “إيلات” الإسرائيلي، يقول إن عددًا كبيرًا من عمال الميناء تم تسريحهم بسبب الأزمة المستمرة في البحر الأحمر، وقال المسؤول “الإسرائيلي” نصًّا: “خسرنا 50 مليون شيكل وسنواصل الخسارة إذا لم تتّخذ “دولة إسرائيل” إجراءات مع دول التحالف، ومنذ نوفمبر 2023م، تم إغلاق الميناء، وانتقل كلّ شيء إلى ميناءي “أشدود” وحيفا”.
ثانيًا: نجد اصطفافًا شعبيًّا يمنيًّا وتظاهرات امتدت لساعات الفجر تطالب بالثأر، وأصبح اليمن جبهة مواجهة مباشرة بعد أن كان جبهة إسناد.
ثالثًا: نجد أن الردود من المقاومة في لبنان تتسع وتفي بوعد السيد نصر الله باستهداف مستوطنات جديدةًّ، ردا على اختراقات العدوّ للخطوط الحمر والاغتيالات واستهداف المدنيين، وهو ما يعني الثبات والاستمرارية، بل والتصعيد.
رابعًا: نجد التساؤلات عن مسارات الطائرات الصهيونية وإمداداتها ومَن تعاون معها في الإقليم، وهو ما يدخل أطرافًا إقليمية بشكل مباشر في الصراع والمواجهة، بعد أن حرصت على النفاق والتواري خلف الإدانات الجوفاء، وهو ما يعقد المشهد ويحرج هذه الدول، وقد يدفع إلى تغيرات في سياساتها خشية انتقام المقاومة، وهو ما لا يصب في صالح العدو.
في المحصلة فإن اليمن بعد تطوير قدراته أصبح قوة لا يستهان بها، والأهم من القوّة هو امتلاكه للشجاعة والمصداقية في مواجهة العدو، حيث يمتلك قرارًا حرًّا وإجماعًا شعبيًّا وهو غيرمقيَّد بأي نوع من القيود، ما يشكّل مواجهة من أصعب وأخطر المواجهات على الكيان وحلفائه.
كما أن اليمن الذي كسر الردع الأمريكي واستهدف حاملة طائرات أمريكية، لن يعجز عن كسر وردع الذيل الأمريكي المتمثل في الكيان الصهيوني، ومن نجح في إهانة الأصيل لن يعجز عن إذلال الوكلاء.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
كلمة السيد25-7-2024م1
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
كلمة السيد25-7-2024م2
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
كلمة السيد25-7-2024م3
الجبهة الثقافية
ناصر قنديل
فجأة.. اتفاقات.. فما الحكاية؟
ناصر قنديل
د.نجيب علي مناع
الهجوم اليمني على تل أبيب.. دلالات وأبعاد
د.نجيب علي مناع
رشيد الحداد
تحرّك أميركي لإجهاض التهدئة | صنعاء تحذّر الرياض: الاتفاق ملزم
رشيد الحداد
المزيد