أربعة أعوام من العدوان الغاشم والحصار الجائر جسد خلالها أبناء شعبنا اليمني الأبي بجيشه المغوار ولجانه الشعبية الأشاوس ملاحم في الصمود والثبات والتضحية والفداء، أربعة أعوام جرعوا خلالها قوى العدوان ومرتزقته كؤوس المنايا ، وأسقوهم السم الزعاف في أكثر من أربعين جبهة داخلية وخارجية ، أربعة أعوام كانت الغلبة وكان التمكين فيها لجيشنا ولجاننا الذين مرغوا أنوف الغزاة والمرتزقة في الوحل وكسروا شوكتهم وأسقطوا رهاناتهم ، وأفشلوا مخططاتهم ، وكانوا لهم بالمرصاد رغم فارق الإمكانيات ورغم الدعم والإسناد الهائل المتاح لهم .
أربعة أعوام جسد أبطال الجيش واللجان الشعبية خلالها أنصع صور الشجاعة والبسالة والإقدام ، يساندهم تلاحم أبناء الشعب ووقوفهم إلى صفهم وإسنادهم لهم في معركة النفس الطويل ، معركة التحرر من الاحتلال والغزو والوصاية والتبعية ، معركة الدفاع عن السيادة والشرف والكرامة ، معركة التحدي والتصدي لفلول الغزو والاحتلال ، ومليشيات العمالة والارتزاق والخيانة ، معركة الحق ضد الباطل ، والعدل ضد الظلم، معركة الوطن والمواطن المصيرية التي كان الصمود اليمني عنوانها الأبرز، وأسطورته التي تحدث عنها العالم بكل ذهول وإعجاب .
أربعة أعوام وشعب أعزل بأسلحته التقليدية العادية ، وبعد تدمير دفاعاته الجوية والطائرات والأسلحة وكافة عتاده العسكري يواجه أكثر من 17دولة ومعها العالم بصمته وفرجته على عدوان غاشم أنهى عامه الرابع ويوشك أن يدخل عامه الخامس، واجه كل ذلك شعبنا اليمني بثبات ورباطة جأش وشجاعة وإقدام ، وبتطوير متنام للقدرات العسكرية وقوة الردع الصاروخية والجوية ومختلف أدوات الردع اليماني التي تم تطويرها بأياد وعقول يمنية وبإمكانيات محدودة جدا ، ليصل بنا الحال اليوم إلى الانتقال من مرحلة الدفاع وتلقي الضربات إلى مرحلة الهجوم ، ومواجهة التصعيد بالتصعيد ، والقوة بقوة مضادة ، قوة يمنية الصنع وصل ضررها ليطال عمق العدو السعودي والإماراتي ، وما يزال التطوير والتحديث قائما ومتواصلا بوتيرة عالية ونحن على أعتاب العام الخامس الذي ينتظر الأعداء فيه ما لم يكونوا يتخيلونه أو يتوقعونه على الإطلاق .
أربعة أعوام قهر خلالها شعبنا وجيشنا ولجاننا المستحيل ، وتجاوزوا كافة الصعاب والعقبات والعراقيل والضغوطات متعددة الأشكال والأوجه ، وأصابوا العدوان وأذنابه ومرتزقتهم في مقتل ، بعمليات قتالية نوعية ، وضربات حيدرية مسددة ، في مختلف الجبهات ، أسقطوا خلالها العديد من المواقع والقرى السعودية ، وقتلوا الآلاف من جيش الكبسة السعودية وعشرات الآلاف من المرتزقة المحليين والأجانب ، وكانوا سهاما في نحورهم وطلقات قناصة تصطاد رؤوسهم وتختطف أرواحهم ، أربعة أعوام كلفت البقرة الحلوب وحليفتها الإمارات تريليونات من الدولارات التي تم انفاقها خلال أربع سنوات من العدوان والحصار .
بالمختصر المفيد، بعد أربعة أعوام من العدوان خسرنا فيها الكثير من خيرة رجالنا وقادتنا الأفذاذ ، وقدم الوطن كوكبة من الشهداء من الرجال والنساء والأطفال وتعرض الوطن لخسائر فادحة وأضرار جسيمة ، إلا أننا جعلنا منها ذكرى للصمود الأسطوري الذي أذهل العالم ، الصمود الذي سيدرس في الجامعات والمدارس والمعاهد للأجيال المتعاقبة ، وفي ذكرى الصمود الرابعة نرسل رسالة للغزاة والمحتلين والمرتزقة بأننا لن نزداد بعد أربع سنوات من العدوان إلا صمودا وتطورا وثباتا وتقدما وقدرة ولن يحصدوا غير الفشل والهزيمة التي تنتظرهم في العام الخامس لعدوانهم الهمجي الوحشي الإجرامي ، وسيرينا الله في آل سعود وآل نهيان وتحالفهم السلولي ومرتزقتهم ما يشفي غليلنا ، وما تطمئن به قلوبنا ، وترتاح به نفوسنا ، وكما كان صمود وثبات وبأس جيشنا ولجاننا في الأعوام الأربعة الماضية ، فإنه سيكون في العام الخامس أشد فتكا وأصلب عودا وأكثر بأسا وأبلغ ضررا وتأثيرا ووجعا لقوى العدوان ومرتزقتها وسيكون عام النصر بإذن الله وتوفيقه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .