لقد تألمت كثيرا عندما رأيت مشهد الفيديو الذي نشره عناصر تابعة لما يسمى فصائل أبو العباس مؤخرا نقلا عن تلك المعارك التي خاضها ويخوضها الإرهابيون في تعز…تلك الأعلام السوداء بجانب أولئك الملثمين في تلك الحارات التي أصبحت بيوتها كبيوت الأشباح بعد تهجير سكانها وخراب وتدمير منازلها وسط تعالي الأصوات بالوعد والوعيد والتهديد بأنهم سيحرقون تعز حريق ؟؟منظر يكشف عمق المخطط الخطير بتحويل تعز إلى مدينة حلب السورية بكل مأساتها وخرابها . .
نستذكر جميعنا المخلافي وعصابته الداعشية من كانوا دعاة الفتنة في محافظة تعز بجرائمهم الوحشية وبتلقيهم الدعم المباشر من العدوان حيث جروها للانهيار وللتشظي ولتكون وكراً لإرهاب العدو وممراً لتنفيذ مخططهم في شمال اليمن إبتداءً من تمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على باب المندب من خلال منطقة(ذو باب) في المخاء وانتهاءً بإنهيار تعز وسقوطها في الأيادي الداعشية العميلة لآل سعود.
كما نتذكر كيف أن اللجان الشعبية اعلنوا انسحابهم من محافظة تعز درءاً منهم للفتنة وتنازلاً ينم عن تعقل وحقناً منهم للدماء اليمنية …فما الذي حدث بعدها؟ برزت الفصائل الإرهابية بجرائمها حين اقتحموا القصر الجمهوري بتعز وقتلوا الجند ثم تلتها جرائمهم في محاولتهم للتطهير العرقي بحق أسرة آل الرميمة وآل الصراري بتلك الطريقة الوحشية حين عمدوا إلى ذبح وقتل وسحل الكثير منهم بلا رحمة ولا إنسانية .
فتلك العواقب الخطيرة كانت نتيجة انسحاب الجيش واللجان الشعبية من مدينة تعز وبذلك انكشفت المزاعم التي كان ينادي بها العملاء والخونة عن نبذ العنف والاقتتال وبضرورة انسحاب اللجان الشعبية وذلك ليخلوا لهم المجال لنشر البراثن الطائفية و تأجيج الفوضى ليتسنى لأعداء الوطن تمرير مخططهم في المنطقة.
ولا ننسى المناداة والتهويل الإعلامي من قبل العدوان ومرتزقته من الداخل والخارج عن أن تعز محاصرة وأن سكانها لا يجدون ما يسد جوعهم ويروي عطشهم ثم ما لبثنا أن رأينا وسمعنا استلام الفصائل المتناحرة الكثير من الأسلحة والمعدات العسكرية والثقيلة من الدبابات والمدرعات في ظل الحصار المزعوم لينكشف حجم التضليل والافتراء الذي يمارسه العدو بين الحين والآخر لتحويل تعز إلى ثكنة عسكريه والذي كان وبالها على المدنيين وإلى جر المنطقة إلى آتون الصراعات والفوضى.
تعز اليوم إما أن تكون أو لا تكون…إما أن تنتصر أو تنهزم وتسقط في وحل براثن الدم والدمار وما يحدث اليوم بمحافظة عدن من الفوضى والقتل والاختطاف والسجن والتنكيل واحتلال قوات خارجية من كل لون وصوب وضياع أبنائها بين الصراعات للمختلفة للطامعين إلا خير دليل أنه لا خير في مؤيدين العدوان من الخونة من يستلمون الأموال الطائلة ويبيعون دماء الأبرياء ويبيعون الأرض والوطن بثمن بخس فهل يا ترى يدرك أهل تعز من المغرر بهم كل ذلك الزيف وينتفضون على دعاة الفتنة والقتل ويلتحقون بركب إخوانهم من الجيش واللجان الشعبية حماة الوطن والعرض ويعيدون تعز لصنعاء وصعدة وإب وحجه والي باقي محافظات الجمهورية اليمنية فتعز اليوم بين خياري إما العزة والكرامة للوطن أو السقوط في براثن العدو الذي عاث في الارض الفساد .فهل سنلمس صحوة الأحرار من أبناء تعز الشرفاء بعد أن جربوا كذب وزيف مايسمى بالمقاومة والتي تكشفت للجميع ما وراء المتاجرة بمحافظتهم وبدماء أبنائها .