في الوقت الذي توعّد فيه قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، مساء أمس، كيان الاحتلال بعمليات عسكرية انتقامية رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، والقيادي في «حزب الله» فؤاد شكر، وأعلن اليمن الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، رفعت القوات المسلحة اليمنية حالة الاستنفار إلى الدرجة القصوى، استعداداً لتنفيذ عملية عسكرية واحدة في إطار جهود محور المقاومة.
وأكدت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن «الرد اليوم لم يعد يمنياً فقط، بل جنباً إلى جنب مع حركات المقاومة اللبنانية والعراقية والفلسطينية. وسيكون هذا الرد حرباً مفتوحة تستهدف عمق الكيان وكل مصالح داعميه في المنطقة»، في إشارة إلى القواعد الأميركية.
وتابعت المصادر أن «الرد سيكون أقوى وأكبر من قدرات إسرائيل الدفاعية»، لافتة إلى أن «العدو، بهذه الجرائم، يستعجل رد المحور، والذي لا يخطر في باله ويفوق قدراته وقدرات واشنطن» التي أمرت وزارة دفاعها البوارج «يو إس إس واسب»، و«يو إس إس أوك هيل»، و«يو إس إس نيويورك»، بالإضافة إلى 2500 جندي، بالانطلاق إلى شرق البحر المتوسط لحماية إسرائيل.
وقالت المصادر إن الوجود العسكري الأميركي البحري والبري سيكون في مهداف محور المقاومة، معتبرة أن «الهجمات الإسرائيلية التي طاولت الضاحية الجنوبية لبيروت والعراق وإيران خلال اليومين الماضيين، تستوجب رداً واسعاً، وهو ما يجري التنسيق بشأنه، وعلى الكيان تحمّل تبعات هذه الجرائم النازية».وبالتوازي مع ذلك، أكّد الحوثي، في بيان نعى فيه الشهيدين هنية وشكر، أن اليمن لن «يألو جهداً في التعاون مع محور الجهاد والمقاومة للانتقام للشهيد هنية وسائر الشهداء ولمظلومية الشعب الفلسطيني»، مضيفاًَ أن «الحركة الإسلامية أصبحت جبهة صلبة وقوية في وجه الإجرام الصهيوني، الذي لن يحقق شيئاً من آماله في كسر المقاومة وإخماد الروح الجهادية والإرادة الفولاذية للإخوة المجاهدين في فلسطين وفي كل جبهات الإسناد».
واعتبر أن تورط كيان الاحتلال في عملية اغتيال هنية، نقل المعركة إلى مستوى أوسع وأبعاد أكبر ستكون عواقبها على العدو وخيمة، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرّض لإبادة جماعية يرتكبها العدو الصهيوني باشتراك أميركي على مدى عشرة أشهر. وتوجّه الحوثي «بأحر التعازي إلى حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله وجماهيره الوفية الأبية والشعب اللبناني ومحور الجهاد والمقاومة والأمة الإسلامية».
وكان رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط، قد دان، في بيان، «جريمة اغتيال الشهيد هنية الآثمة، ولتي نفّذها العدو الصهيوني المتخبّط في فشله الذريع على كل الصعد منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم»، مؤكداً أن اليمن يقف وسيقف بكل قوة إلى جانب المجاهدين في حركة «حماس» وكل محور المقاومة، ومحمّلاً أميركا وإسرائيل مسؤولية توسيع ساحة الحرب جراء الجرائم التي ترتكبانها. كما أكد المجلس، في بيان سابق، وقوفه إلى جانب الشعب اللبناني ولبنان دولة ومقاومة، واعتبر استهداف بيروت «تجاوزاً للخطوط الحمر وجريمة مدانة بكل المقاييس تأتي بدعم أميركي».
وفي سياق متصل، كشف موقع «فلايت رادر 24»، عن قيام إسرائيل بالتلاعب بإشارة طائرة خاصة بها يبدو أنها مُسيّرة استطلاعية، رُصدت في البحر الأحمر وانعطفت في اتجاه منطقة حرض بالقرب من الحدود السعودية - اليمنية في محافظة حجة، متجهة نحو محافظتَي صعدة والجوف اليمنيتين الواقعتين تحت سيطرة حركة «أنصار الله». وتبيّن أن الطائرة كانت حقيقة تعبر في أجواء الدول الخليجية متّجهة نحو مياه الخليج، وفقاً لمصادر تحقّق يمنية مفتوحة، وأن التلاعب بالبيانات الخاصة أظهر أنها تجوب سماء محافظتي صعدة والجوف. وتزامن ذلك مع توقيت استهداف الشهيد هنية فجر أمس، في مقر إقامته في شمال طهران، بصاروخ موجّه.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية