هذه أَيَّـامٌ شديدةُ الوطأة على محورِ الجهاد والمقاومة، الألمُ في أوساطِه عظيم، الخسارةُ فداحة، ثقلُ فَقْدِ القائدَينِ هنية وشُكر كبيرٌ، وَالمعسكرُ المُعادي مُنتَشٍ.
تصفيةُ هاتَينِ الشخصيتين الاستثنائيتين والمقاتلتَينِ في السياسة وميدان الحرب، إنجازٌ مدوٍّ وَرسائلُ ومكاسبُ العدوّ كثيرة وغير تغييبهما ودورهما من يوميات الصراع والمواجهة، كيانُ العدوّ الإسرائيلي يتغيَّا أَيْـضاً ضربَ ثقة شعوبِ وجماهير المحور وكل أحرار الأُمَّــة وإيمانِهم بالقُدرة الأمنية والعسكرية وَالاستخباراتية والردعية لمحورٍ يمتدُّ من طهرانَ ويمُــرُّ ببغدادَ، ويتعرَّجُ ليصلَ صنعاءَ ثم بيروتَ ودمشقَ وحتى فلسطينَ المحتلّة.
لا حصانةَ لأيِّ مكان وَأيَّةِ شخصية كانت في حالِ سبق ووضَعَها الموسادُ هدفًا له أَو على قائمته.. هكذا تحدث عدوُّنا، وبشكل عملياتي.
هذا تصعيدٌ خطيرٌ يضعُ طهرانَ وَكُـلَّ محورِ القدس أمام لحظة مصيرية وفارقة توجبُ رَدًّا قويًّا ووازنًا أَو حقيقيًّا وَليس شكليًّا، كما شدّد على ذلك الأمينُ العام لحزب الله؛ رَدًّا يتجاوَزُ المحدوديةَ والرمزية، ولا يعبِّرُ عن حالة ضعف ولا يُشجِّعُ العدوَّ، وينالُ من المخادعة الأمريكية ويدهسُ محاولاتِ الدبلوماسية الأُورُوبية المكثّـفة لاحتواء ثأرنا أَو ردنا، كما نبَّه لذلك السيدُ القائد -يحفظه الله-.
عدوُّنا قَلِقٌ يترقَّبُ الآتيَ، وَيجبُ أن يدفعُ ثمنًا باهظًا ترضاه النفوسُ الأبية، وقد استهدفت في صميم روحِها المعنوية، جماهير محورنا لم ترضَ حتى اليوم عن الرد على اغتيال الرئيس الصمَّاد ولا القائدَينِ سُليماني وَالمهندس، ولن يشفيَ غليلَها إلا ما يُحبِطُ كاملَ الأهداف المتوخَّاة من اغتيال هنية في قلبِ طهران واستهدافِ شُكر في عُمق الضاحية الجنوبية لبيروت.
يجبُ أن نصعَقَ جبهةَ الكفر والنفاق ونعيدَ تعريفَ الردع معها، ذلك أن من الواضح جِـدًّا أن هناك استراتيجيةً أمريكية غربية صهيونية مشتركة تهدفُ إلى إخراجِ أبرز قادتنا من ساحة الصراع، ويجبُ أن يضعَ المحورُ حَدًّا لذلك، يجب الحفاظ على مكاسب (طوفان الأقصى) جميعِها.
ويجبُ صونُ إنجازاتِ العقول، التي حلَّقت بهدهد حزب الله في عُقر دار العدوّ وَسيَّرت يافا اليمنية إلى قلبِ مركَزه التجاري، وما هو بمثابة عاصمة له؛ لتضرِبَ فيها هدفًا مُحدَّدًا.
*نقلا عن : موقع أنصار الله