مثلما هو دور الجندي المقاتل المجاهد في المعركة هجوم وتصد وثبات وتحد فإن دور الإعلامي لا يختلف كثيراً عن ذلك وكما نعلم ان المعركة بين الحق والباطل ليست عسكرية فحسب بل معركة سياسية وإعلامية واقتصادية وفي مختلف المجالات لهذا فإن علينا أن ندرك أن الإعلامي المجاهد في هذه المعركة له دور فاعل ومؤثر على جميع الأطراف لأنه يملك الحق والموقف والقضية.
وعندما نفهم أسلوب الصراع الإعلامي مع عدو يمتلك إمكانيات إعلامية ضخمة ويعتمد في وسائل إعلامه على الكذب والإرجاف والتشكيك والتضليل فعلينا أن نعرف ما يجب علينا القيام به في مواجهته وهذا لا يعني ان ننتظر العدو حتى يخلق لنا مشروع عمل فنصبح العوبة بيديه يرمي بكذبة أو بنشر إشاعة ثم نصبح نحن في حالة إثبات ونفي وكأنه ليس لدينا قضية أخرى أكبر.
بل ينبغي علينا أن نتحرك بشكل كبير ومكثف للحديث عن طبيعة المعركة بمختلف جوانبها السياسية والعسكرية والأمنية والإنسانية ونشر انتصارات رجال الله وإبراز حجم خسائر العدو وفضح كذب العدوان ونشر الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين وكشف الحقائق للناس ومن ابرز الأشياء التي يجب أن نركز عليها في المعركة الإعلامية مواكبة الأحداث والمستجدات وإعطاء كل حدث حقه من النشر بمختلف الأساليب وليس فقط نشر اخبار حتى لا نتحول كلنا الى موجز للأنباء ونشرات أخبار.
وكما هو معلوم أن هناك في كل معركة توجيه معنوي يعتمد على تنمية معنويات الجنود من خلال اساليب متعددة في مقدمتها الحديث عن عناصر القوة وعن الحاضنة الشعبية وعن الدعم اللوجستي والعسكري ومختلف الأمور فعلينا أن ندرك أن هذا دور وعمل الإعلاميين أنفسهم ولدينا الكثير من الحديث الصادق وليس الكاذب في إبراز مقومات القوة لدينا في المعركة والحديث عن عوامل النصر والحديث عن وقوف الشعب اليمني إلى جانب المجاهدين وفوق ذلك الحديث عن معية الله وعن تأييده وعن قوته وعن نصره للمؤمنين وهذا ما يتحاشى الكثير من الإعلاميين الحديث عنه ويعتبرونه عملا ثقافيا ومواعظ ليس لهم دخل فيها وهذه مشكلة تعبر عن انعدام وعي وقصور ثقافي وعلينا ان نأخذ دروسا وعبرا من السيد القائد عبد الملك حفظه الله كيف يحرص في كل كلمة له سياسية أو عسكرية على الحديث عن معية الله وتأييده وثقتنا بالله وتوكلنا عليه.
في هذه المرحلة بفضل الله لدينا وسائل إعلامية مختلفة ومتعددة قنوات وصحف ومواقع وإذاعات ولدينا ميدان حافل بالأحداث والمستجدات على مختلف الأصعدة ولكن يبقى الشيء المهم هو معرفة دورك أنت كإعلامي ومعرفة طبيعة الصراع ولكي يكون عملنا مؤثراً ومثمراً ينبغي أن يكون منطلقاً من واقع الحرص والإخلاص والمسؤولية أمام الله في نصرة دينه وفي مواجهة أعدائه.