لم يستطع الإعلام اليمني أن يوصل حقيقة الإنجازات العسكرية والقدرات المتنامية على استهداف عمق المعتدين سواء في السعودية أو الإمارات، فجاء غباء هذا العدو بنفسه لإظهارها بأفضل الوسائل، قمم عربية واسلامية وتغطيات كبيرة في عموم عواصم الدول المشاركة، ستسمح لكل العرب والمسلين اليوم بالاطلاع على إنجازات اليمنيين وصمودهم على مدى خمسة أعوام وكيف يطورون قدراتهم ويقاومون هذا العدو في ظل الحصار الخانق برا وبحرا وجوا.
يظن حكام الرياض انهم يسيؤون لليمن عندما افتتحوا معرضا للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي وصلتهم كالحمم وأهانت كبرياءهم ومرغت بأنفهم التراب، وهم الذين دفعوا مليارات الدولارات للولايات المتحدة لتوفير أحدث أجهزة الدفاع الجوية والتي فشلت بدورها في صد هذه الهجمات سواء الصاروخية او المسيرة.
كان اليمنيون يبحثون أكثر كيف يوصلون للعالم انهم أرسلوا صاروخا الى الرياض، وبالكاد كان يسمع صوتهم، حتى أن الرياض نفسها أنكرت عشرات الضربات بداية الأمر قبل ان تضطر إلى الإعلان على مضص، واليوم تقيم معرضا للقادة العرب والمسلمين لمشاهدة باس اليمنيين، لعلها تحصل على نوع من الاستعطاف أو تجد من ينقذها ويحميها حين عجز ساكن البيت الابيض عن حمايتها.
المعرض الذي أقامته وزارة الدفاع السعودية في جدة على هامش القمم المنظمة للعرب والمسلمين قال غير ما أراد منظموه ان يقول.
الرياض تقول أن هذا السلاح هو إيراني، وتريد أن تثبت بهذا أنها تحارب إيران، وبعيداً عن مناقشة هذا الأمر، لكن ألا يدل هذا على أن السعودية وكل من يقف معها وخلفها وبإزائها في هذه الحرب غير المتكافئة قد عجزوا أمام هذا السلاح، وإذا اخذنا بالاعتبار زيف صحة هذه الدعوى، وقد سمعنا كل هذا العويل ، فكيف بالرياض وهي تسعى بأسنانها لهذه الحرب، أن يكون حالها إذا ما واجهت ايران، ومن جهة مقابلة إذا طبقنا قاعدة اعتبار أن سلاح بلد ما يستخدم في هذه الحرب دليلا على أن من يستخدمه مجرد أداة بيد مورد تلك الأسلحة، اليس في هذا دليل على أن السعودية والإمارات مجرد أدوات بيد واشنطن وينفذون مشاريع امريكية؟ ورغم أن هذا الامر ليس بحاجة إلى هذا النوع من الاستدلال، وإنما من باب المسايرة والتعامل بمثل مايحتجون به، وعليه ماذا لو نظم اليمنيون معرضا للسلاح والقنابل والصواريخ التي تصبها الرياض وابو ظبي على رؤوس الأطفال والنساء والآمنين في منازلهم ومدارسهم وأسواقهم و و ووستظهر كل تلك الاسلحة امريكية وبريطانية، وبناء على الحجج السعودية أين هو السلاح السعودي؟ لتكون السعودية تخوض حربها هي لا حرب الغرب؟
على كل فان منظمي المعرض أرادوا من القول بان هذا السلاح إيراني حسب زعمهم ليقللوا من اهمية التطور العسكري اليمني والتغطية على عجزهم في فرض أو تحقيق أهدافهم في اليمن طوال هذه السنوات وإلقاء اللائمة على ايران، وإن لم يكن هذا هو الهزيمة وهذا هو العجز ، فماهي الهزيمة والعجز إذن؟
عندما يتحدثون عن سلاح ايراني تشعر وكأن سلاح الرياض المستخدم في قتل وحصار الشعب اليمني سلاح سعودي أو إماراتي وقد تم إنتاجه في الرياض او ابو ظبي ولم تهدر مليارات الدولارات من ثروة الشعوب المغلوبة على امرها لشراء ذلك السلاح من أعداء شعوبنا وأمتنا، علاوة على ذلك فهم لايحسنون استخدامها، لو لم تكن غرف العمليات مليئة بالضباط الامريكان والبريطانيين وغيرهم.
إذن هذه هي الصورة التي أظهرتها الرياض في معرضها بجدة، أربع سنوات من الحرب والسلاح الحديث والخبرات الغربية عجزت في مواجهة شعب أعزل او بالكثير بأسلحة بدائية كما يصفها الإعلام السعودي بشكل دائم، وفي آخر المطاف ها هي الرياض تستنجد بكل العرب والمسلمين لإنقاذها في اليمن، وإن وضعت العنوان ايران.
نختم بالقول : لو اجتهد اليمنيون في إظهار انتصارهم على السعودية في سنة خامسة صمود في وجه عدوانها على اليمن لعجزوا في إظهاره بالشكل المطلوب، اولا لتواضع إعلامهم ومحدوديته مقابل المكنة الضخمة والمنتشرة لإعلام العدو، وثانيا لحجم الحصار الإعلامي الكبير المفروض على اليمن، لكن ثلاث قمم في مكة ومعرضاً عسكرياً في جدة أظهرت هذا النصر العظيم.
ويمكرون ويمكر الله والله خير المكارين.