عندما كتب الكاتب الصحفي والمفكر والمحلل السياسي المخضرم الراحل محمد حسنين هيكل قبل وفاته العبارة التي قال فيها ( ستحارب السعودية اليمن ، وستغرق السعودية في اليمن ، وتنتصر اليمن ، وإن لم يحصل هذا أخرجوا جثتي من القبر وأحرقوها ، وأحرقوا مؤلفاتي) ، فإنه لم يكتب ذلك من فراغ ، فهو أدرك جيدا خواء هذه الدولة ، وهشاشة وحماقة وضعف الأسرة السعودية الجاثمة على صدور أبناء نجد والحجاز ، وفقدانهم للرشد والصواب ، وإغراقهم في التيه والطيش بلا حساب ، حيث يتعاملون مع بقية الشعوب العربية والإسلامية بنظرة دونية مشبعة بالاحتقار والاستخفاف ، ويظنون أن ثروتهم المالية والنفطية ستمنحهم القوة والغلبة وهم يتزعمون جبهة الباطل ويتحدثون باسم الطاغوت ، ويمارسون مهام الشيطان الرجيم في الإغواء والإفساد في الأرض.
ويبدو من الشواهد الحية ، والوقائع الملموسة على الأرض أن نبوءة الأستاذ هيكل باتت قاب قوسين أو أدنى من التحقق ، وما الهزائم النكراء التي يتجرعها ويتكبدها هذا الكيان المحتل الباغي في مختلف الجبهات على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية ، والعمليات النوعية التي ينفذها أبطال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر داخل العمق السعودي مستهدفة المطارات والمنشآت الحيوية السعودية المدرجة على جدول بنك الأهداف المشروعة لنا ، في سياق الرد على جرائم العدوان الوحشية التي دخلت العام الخامس ، هذه الانتكاسات والصفعات اليمنية المتتالية التي يتلقاها المهفوف السعودي تأتي متزامنة مع ممارسات وتوجهات داخلية يقوم بها المهفوف محمد بن سلمان لإظهار مرونته وانفتاحه أمام أمريكا وأوربا ليحظى بدعمهم وإسنادهم لتولي مقاليد الحكم خلفا لوالده الزهايمري سلمان بن عبدالعزيز.
ممارسات رعناء ، وقرارات ارتجالية خرقاء كصاحبها، يتخذها بن سلمان تحت مسمى رؤية المملكة 2030م والتي تعد بمثابة البرنامج الخاص للمهفوف خلال الفترة المقبلة ، هذه الرؤية التي بدأت بإلغاء ما كان يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واستبدالها بهيئة الترفيه ، والسماح للمرأة بقيادة السيارة ، والسماح بحرية تعدد الأديان وتعطيل العمل بالأحكام الشرعية ، وتغيير المناهج الدراسية وفق الرؤية الأمريكية الإسرائيلية ، واعتقال وإعدام الناشطين والناشطات والمفكرين والباحثين والباحثات والحقوقيين والحقوقيات والإعلاميين والإعلاميات والأكاديميين والأكاديميات المعارضين لسياسة بن سلمان الطائشة وغير المسؤولة ، والتقارب الخفي والمعلن مع الكيان الإسرائيلي والتحالف معه ضد فلسطين والقدس والحق الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف ، ولأن رؤية التفسخ والانحطاط التي ينفذها بن سلمان تتطلب تفشي السفور والسقوط والانحلال الأخلاقي فقد ذهبت هيئة الترفية السعودية إلى التوسع في إقامة البارات والنوادي الليلية وصولا إلى إفتتاح أول ناد للديسكو الحلال -حد تسميتهم ، ديسكو على الطريقة السعودية التي يفهمها جيدا ملوك وأمراء آل سعود باعتبارهم أصحاب خبرة في هذا المجال ، الديسكو معروف ،لكن الجديد هو مصطلح حلال ، أيش يعني، هل هناك شروط ومعايير له ، هل يُلزم الداخل إليه بالدخول على وضوء مثلا برجله اليسرى والخروج باليمنى ؟! وسيكون على الراقصة أن تلبس الملابس المحتشمة وتستفتح رقصتها بالبسملة، وكذلك بالنسبة لشارب النبيذ ؟!!! وهل سيكون التمايل والاهتزاز في حدود الضوابط الشرعية ؟!! وإيقاف الرقص والغناء والهز والتمايل خلال أوقات الأذان والإقامة وأداء الصلوات ؟!!!
بالمختصر المفيد: بن سلمان يكتب بصنائعه الشينة وأعماله الشنيعة ، وجرائمه الوحشية ، وسلوكياته المنحرفة ، وسياسته الساقطة الهابطة نهاية مملكة الشر ، ونهاية حكم عصابة هذه الأسرة الملعونة التي تقف خلف كل الشرور والمصائب والنكبات في المنطقة ، وحديثهم عن ديسكو حلال ، يشبه إلى حد كبير حديثهم عن المساعدات التي يقدمها مركز الملك سلمان لليمنيين ، نزع منهم الحياء ، وسُلبت منهم الرجولة ، وماتت في داخلهم الغيرة ، فأضحوا أكثر تصهينا وتيهودا وتفسخا من اليهود والصهاينة أنفسهم ، هذه هي ثمار رؤية “إم بي إس” المبكرة جدا ، ولذلك علينا أن نتوقع منهم ما هو أفظع وأشنع ما دام يحكم هذا المهفوف الأخضع الأقذع.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.