ما يحدث الآن من الرد الموجع للكيان السعودي هو إصرار الموجوعين على تحدي سلمان وحاشيته من دول تحالف العدوان، الموجوعين الذين سيأخذون بثأر اليمن من المملكة، الساقطة لا محالة، بسبب الدماء التي تسفكها كل يوم في اليمن.
يطلق المقاتلون اليمنيون الصواريخ على السعودية، لم يقتلوا طفلاً ولم يهدموا منزلاً، رغم بدائية الصواريخ، ورغم أسلحتهم التقليدية، إلا أنهم يصيبون أهدافهم بدقة عالية، ويمرغون أنف السعودية في التراب، ويحرجونها أمام العالم، لأنهم يعرفون معنى فداحة قتل طفل، بينما الكيان السعودي، ومرتزقته الذين جمعهم من دول العالم، يقصفون تجمعاتٍ بشريةً كبيرةً ثم يبررون بأنها ضربات خاطئة، وأحياناً يعترفون ويصرون بأنهم استهدفوا قيادات كبيرة وخطيرة، كتلك القيادات التي كانت بداخل حافلة ضحيان، أو كتلك القيادات التي قصفتها في مستبأ- محافظة حجة!
لا تفتأ السعودية تُظهر حقدها الصحراوي ضد الحضارة اليمنية، فمنذ بداية العدوان وهي تريد أن تقصف صنعاء القديمة، لكنها تخشى من المجتمع الدولي ومن المنظمات المهتمة بالآثار والتراث الإنساني، فقصفت العرضي، الذي يبعد أمتاراً قليلة عن سور صنعاء.
قصفته لكي تتناثر بيوت صنعاء داخل سورها العتيق، بذريعة أنها قصفت منطقة عسكرية. لكن صنعاء بقيت شامخة كشموخ تاريخها.
وحين اشترت ذمم المنظمات وصمتها تجرأت مرة أخرى وقصفت وسط مدينة صنعاء القديمة، ما أدى إلى تساقط بعض البيوت وقتل سكانها. ويوقن بنو سعود كل اليقين أن مملكتهم...
بكل نفطها وأبراجها الزجاجية، لا تساوي أصغر زقاق في صنعاء، لأنهم لا يملكون ما يفاخرون به سوى سروال جدهم، عبدالعزيز بني سعود، وحذائه الذي وضعوه في المتحف. هذا الحذاء لا سواه يعكس حضارتهم وإرثهم المليء بالخزي والعار، حتى وإن دبَّج الشعراء القصائد في مدح هذا الحذاء، وأفتى القرني والعريفي ببركته، فهو ليس أكثر من حذاء ارتداه قاطع طريق في يوم ما، وأصبح يعكس حقيقته وحقيقتهم.
تقصف السعودية اليمن وكأنه واحدٌ من مخاليفها، وحين يرد المقاتلون اليمنيون عليها بصاروخ صغير تصرخ وتولول وتشكو إلى ساداتها في أمريكا و"إسرائيل" بأن اليمنيين يقصفون مطاراتها، كما روَّجت يوم وصل صاروخنا إلى مدينة جدة بأننا نريد هدم الكعبة! أي عقول يفكر بها هؤلاء؟!
استخدمت السعودية ضد اليمن كل أسلحتها، وكل مرتزقتها، وكل فقهائها، وجعلتهم يصرخون في المنابر ويدعون على اليمن بالويل والثبور، وكان أئمة الحرم المكي يتضرعون إلى الله بأن يهلك أعداءهم اليمنيين!!
واستخدمت كل الدول والمحافل السياسية ومجلس الأمن والبنتاغون والبيت الأبيض، واشترت تأييد الزعماء والحكام، ودفعت ثمن صمت منظمات حقوق الإنسان، واشترت الجيوش وصفقات الأسلحة... كل هذا لقتل شعب أعزل تحقد عليه تنفيذاً لوصية جدها المؤسس الحاقد على اليمن أرضاً وإنساناً.
ستسقط مملكة بني سعود، فما بُني على باطل فهو باطل، والمدماك الهشّ الذي وضعته بريطانيا في تأسيس السعودية لن يصمد طويلاً.
* نقلا عن موقع لا ميديا