آخر الأخبار
عبدالرحمن راجح
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن راجح
عدن .. بين سندان الإمارات ومطرقة السعودية!!
أطفال اليمن.. بين جشع ترامب وبربرية ابن سلمان
هل فعلا ستنسحب الإمارات من اليمن؟
رسائل يمنية من مشارف نجران

بحث

  
أحداث شبوة وانهيار التحالف السعودي في اليمن
بقلم/ عبدالرحمن راجح
نشر منذ: 4 سنوات و 8 أشهر و يوم واحد
الإثنين 26 أغسطس-آب 2019 09:53 م



تسارعت الأحداث الدامية بين مرتزقة العدوان السعودي – الإماراتي في اليمن وتصدرت أحداث الصراع والاقتتال العنيف فيما بينهم جميع وسائل الإعلام، فبعد حوادث عدن وابين انتقل القتال الى محافظة شبوة النفطية التي تمثل مركزا مهما للأطماع السعودية والإماراتية.

وتشهد مدينة عتق مركز محافظة شبوة الواقعة وسط جنوب اليمن قتالا عنيفا بين قوات ما تسمى بالنخبة الشبوانية التي تدعمها وتمولها وتدربها أبو ظبي منذ عام 2016م وقوات حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يعتبر جناح الإخوان المسلمين في اليمن وتدعمه وتموله السعودية وقطر وينتمي إلى ما يسمى بشرعية عبدربه منصور هادي. القتال الذي اندلع بعد اختلافات لسنوات وعمليات شد وجذب بين الجانبين أدى الى مقتل العشرات من الطرفين وإلحاق أضرار كبيرة بممتلكات المواطنين ويعود الصراع بين هذه الأطراف إلى أكثر من ثلاث سنوات حيث استطاعت الإمارات منذ البداية السيطرة على جميع حقول ومناطق النفط والغاز والسواحل في هذه المحافظة.

وتعد شبوة من أهمّ محافظات اليمن نظرا لاحتياطيات النفط والغاز فيها لذلك شكلت هذه الثروات الهائلة نقطة صراع بين السعودية والإمارات منذ البداية وسعت الرياض هي الأخرى الى تأسيس قوات موالية لها في شمال شبوة أغلبها من الشخصيات والقبائل الإخوانية التي تتلقى الدعم من قطر لكنها توالي السعودية وتحارب تحت رايتها وتستخدم الرياض هذه القوات الإخوانية للقتال في الإطار الطائفي من أجل تحقيق مكاسب عسكرية في اليمن وتدعي هذه القوات التي تعمل تحت إطار ما يسمى بالشرعية أنها تمثل الجيش “الوطني” لليمن على غرار ما يسمى بالجيش الحر في سوريا وأطلقت قطر والسعودية عليهم هذا الاسم في عام ٢٠١٥م غير أن أغلب اليمنيين يعرفون بأن هذه القوات قوات إخوانية تتبع الجيش السعودي.

وتتقاتل هذه القوات اليوم للسيطرة على مدينة عتق مركز المحافظة حيث تسعى قوات النخبة الشبوانية التي تنتمي سياسيا الى مشروع ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على عتق باعتبارها منطقة جنوبية في إطار المساعي الانفصالية لتقسيم اليمن الى دولتين بينما يدافع الإخوان والسعوديون على وجودهم الاستراتيجي واستعادة مناطق النفط في هذه المحافظة وتعتقد الرياض أنها بعد أن خسرت الحرب في اليمن بشكل كامل خسرت أيضا الجنوب لصالح الإمارات لذلك مدت القوات الإخوانية بأسلحة وعتاد عسكري كبير ودعم لوجستي من أجل الاحتفاظ ولو مؤقتاً على عتق خوفا من تمدد المشروع الإماراتي الى محافظة حضرموت والمهرة المحاذيتين للسعودية. كما أنها تحتاج الى محافظة شبوة نظرا لوضعها الاقتصادي، ويعتبر الإخوان أو حزب الاصلاح الذي تم طردهم من قبل الإمارات من أغلب مناطق الجنوب وباتوا ايضا محاصرين من قبل القوات التابعة للإمارات في معقلهم بمدينة تعز إن تمدد القوات الجنوبية الانفصالية الى شبوة يشكل تهديدا عسكريا كبيرا على وجودهم ومستقبلهم السياسي خاصة وأن وصول القوات الانفصالية المعادية للإصلاح الى مشرف محافظة مارب عاصمة دولة الإخوان يعد ضربة قاصمة للإخوان باعتبار التقدم العسكري هذا سوف يحاصر مأرب في المستقبل ويقضي على مستقبل الإصلاح السياسي، لذلك فان معركة شبوة تعد من أهم المعارك بالنسبة للأطراف المذكورة وقد ذكرت أنباء ومصادر ميدانية ان الجميع يحشدون قوات كبيرة الى شبوة في معركة قد تطول فصولها وتنتقل الى محافظة حضرموت المجاورة وعدد من المحافظات الأخرى لاسيما مدينة تعز التي ستسعى القوات الموالية للإمارات فيها للضغط عليها باعتبارها معقل الإخوان بعد مارب واصبح الإماراتيون يحاصرونها بعد سقوط أبين وعدن والسيطرة على الساحل الغربي.

ويذهب العديد من المحللين إلى أن الاقتتال الحاصل اليوم بين القوات الموالية للسعودية من جهة والإمارات من جهة أخرى يأتي كنتيجة متوقعة للهزيمة المدوية لهذا التحالف الفضفاض غير المتجانس منذ البداية في حربه على اليمن وقد أدى طول الحرب الى نتائج عكسية على التحالف نتج عنها صراع بين الامارات والسعودية من جهة وصراع بين المرتزقة على الأرض من جهة أخرى. فبعد فشل الحرب التي كلفت الدولتين خسائر اقتصادية ومادية ومعنوية وعسكرية كبيرة رجحت على ما يبدو هذه الدول أن تتقاسم فيما بينها المناطق التي سيطرت عليها في الجنوب لذلك اختارت الإمارات عدن وبعض المناطق مثل أبين ولحج والساحل الغربي بينما تسعى السعودية للاستحواذ على المهرة ومارب وحضرموت وتشكل شبوة مركز صراع بين الدولتين نظرا لموقعها الاستراتيجي والاقتصادي لذلك عملت كل دولة على دعم طرف معين من المجموعات التي تواليها لمد نفوذها والسيطرة على هذه المحافظة.

ويذهب العديد من اليمنيين إلى أن الصراع الحاصل اليوم بين السعودية والإمارات مجرد مسرحية فيما أبوظبي والرياض متفقتان حول التقاسم وقد اعدوا عملية التقاسم الحاصلة ويعتبرون أن القتال اليوم بين هذه المجموعات ما هو الا عمليات ترويض مصطنعة من قبل ابوظبي والرياض تؤججها بين المجموعات اليمنية التي تتبع هذه الدول لكي ترضى كل جماعة وفصيل بما تحت أيديهم من مساحات وأراضٍ ومن ناحية أخرى لا تريد السعودية والإمارات أن تظهر بشكل علني في الإعلام أنها سبب تقسيم اليمن لذلك اصطنعوا هذا القتال لكي يظهر في الإعلام أن عمليات التقسيم الحاصلة هي نتيجة للاقتتال بين اليمنيين أنفسهم وليس للسعودية والإمارات أيّ يد في الموضوع.

وعلى أي حال فإن الاقتتال الحاصل في الجنوب اليوم يمثل انهياراً كبيراً لتحالف العدوان وانكساراً لسياساته التوسعية وتلاشي المبررات الإعلامية التي كان يروج لها تحت اسم استعادة ما يسمى بالشرعية حيث أصبح القتال اليوم فيما بين قوى ما يسمى بالشرعية نفسها وأصبح رئيسها محنطاً في غرفة بفندق في الرياض لا يستطيع حتى أن يصدر بياناً أو خطاباً بل إن قصره الذي بناه له السعوديون في عدن تم نهبه واقتلاع حتى الأحجار من اسواره وغرفه من قبل المؤيدين والمناصرين لهادي نفسه وهذا يعني نهاية حقبة من حقبات التحالف السعودي الاماراتي ودخول التحالف واليمن مرحلة جديدة من الصراع ولكن هذه المرة يمثل تحالف العدوان الحلقة الأضعف بعد فشل جميع رهاناته في إسقاط اليمن بشكل كامل.

ومهما كانت الأحداث والنتائج الحاصلة في جنوب اليمن اليوم حول موضوع التقسيم ونجاح هذه الدول في تنفيذ مخططاتها التفتيتية غير إن هذه السياسة قد لا تنجح ويكون لها انعكاسات سلبية اخرى على الرياض وأبوظبي خاصة مع تضاعف قوة الجيش واللجان الشعبية وما يقومون به من استهداف للعمق السعودي والإماراتي كما أن القوى أيضا التي تتبع الإمارات والسعودية في الجنوب أصبحت في حالة تذمر خاصة مع طول الحرب وقلة المصالح المادية التي تحصل عليها من قبل هذه الدول كما أن تغذية الصراع بين قوى المرتزقة حتى لو كان ترويضا سوف يمتد لسنوات وهذا يشكل استنزافاً مادياً كبيراً لهذه الدول ما سيؤدي في نهاية المطاف الى انعكاسات سلبية على ابو ظبي والرياض.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
وديع العبسي
فيتو في وجه العالم
وديع العبسي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي الدرواني
اليمن يستنزف أسطول العدوان في البحر الأحمر
علي الدرواني
مقالات ضدّ العدوان
محمد الوجيه
الداخل السعودي.. إلى أين؟
محمد الوجيه
عبدالفتاح علي البنوس
تغير معادلة المواجهة والتحدي
عبدالفتاح علي البنوس
إسماعيل المحاقري
منظومات دفاع جوية يمنية جديدة.. مسمار في نعش تحالف العدوان
إسماعيل المحاقري
د.أسماء الشهاري
وأخيراً عُرف السر والقادم أكبر
د.أسماء الشهاري
عبدالحافظ معجب
الدبلوماسية اليمنية تنتصر
عبدالحافظ معجب
د.حمود عبدالله الأهنومي
صراعُ الأدواتِ والدُّمَى
د.حمود عبدالله الأهنومي
المزيد