كل المؤشرات والتحركات الإقليمية توحي باقتراب موعد انتهاء العدوان والحصار المفروض على اليمن. وفي ضوء الإنجازات الصاروخية والضربات المتتالية لسلاح الجو المسير والانتصارات الساحقة في جبهات الحدود والتحركات الدبلوماسية والرسائل الواردة من واشنطن ولندن والرياض وأبوظبي، كل المسارات تتجه صوب انتهاء العدوان والحصار، وقد يحدث ذلك في أي لحظة، فهل حان الوقت لأن نتساءل: ماذا لو انتهت الحرب؟!
اعتبروها فضفضة أو تفكيراً بصوت عالٍ. كل الحلول السياسية المطروحة فوق الطاولة وتحتها لا تخلو من الشراكة السياسية وعودة الجميع إلى صنعاء لإدارة البلاد، فكيف سنتعامل مع هذا الأمر؟ وكيف سنتقبل التعامل مع «المرتزقة» بعد أن يتم دمجهم في مؤسسات الدولة؟ وإلى أين سيذهب الآلاف من المسؤولين «الجدد» من درجة نائب وزير إلى درجة مدير عام، بالذات المسؤولين القادمين من «البسطات» إلى الوزارات في الداخل والخارج؟
الحكومة اليوم لا تصرف الراتب، بحجة «العدوان». طيب بعدين من فين بتجيب رواتب لكل الموظفين اليمنيين؟! والسؤال الأصعب كيف بتدفع الرواتب المتأخرة منذ عامين؟! الناس لم تعد تتذكر أن هناك شيئاً اسمه «كهرباء»، بسبب الحرب، لكن بعد انتهائها من وين «بتولع» لهم الحكومة، وكذلك المياه والمدارس والطرقات والمشافي... وغيرها؟!
المواطن الغلبان الذي تهدم بيته وتشردت أسرته بعدما كان مستوراً مجبوراً في بيته وماله وأملاكه، وبغمضة عين تحول إلى لاجئ في صندقة أو دكان أو مدرسة... من سيعيد له كل ما خسر؟! هذا على فرض أن خسارته تقتصر على الماديات، أما إذا كان خسر أسرته أو زوجته أو أولاده فالسؤال سيكون أكثر مرارة ولا بد أن نفكر في ذلك مليون مرة.
كذلك رجال الأعمال والتجار الذين تدمرت مصانعهم وشركاتهم ومحلاتهم وتجاراتهم، أين سيجدون حقوقهم؟! وإلى أين يتوجهون في حال تم إعلان انتهاء الحرب، وإلى جانبهم مئات الآلاف من الأيدي العاملة الذين فقدوا أعمالهم ووظائفهم بفعل همجية القصف وتدمير الاقتصاد الوطني؟! إلى أي سوق عمل سيتجهون بعد الحرب؟! لأنهم بكل تأكيد لن يستطيعوا أن يقولوا لأطفالهم ناموا بدون أكل أو عيشوا على وجبة واحدة في اليوم واليومين فأصغر طفل سيبادر والده ووالدته بالسؤال: ألم يتم إعلان انتهاء الحرب؟!
سؤال آخر: الفاسدون الذين اعتادوا أن يعتاشوا على أوجاع الناس والأزمات التي خلفها الحصار، والسوق السوداء، وين «بيروحوا» بعد الحرب؟! وهل هناك جهة معنية بمحاسبتهم، أم أن الشعب هو المعني باسترداد ما سرقوه منه طيلة أعوام العدوان والحصار؟!
عاد باقي الذين تزوجوا من 3 و4 نسوان خلال العدوان باعتبار أنهم كانوا متنفذين أو من أصحاب المراكز المرموقة في الوظيفة العامة ومؤسسات الدولة، بعد انتهاء الحرب وتقليص مهامهم وإغلاق الحنفيات عليهم أو إقالتهم أو تعيين أشخاص غيرهم أو حتى البدء بمحاسبتهم على الإثراء غير المشروع وين «بيروحين» نسوانهم وأطفالهم؟! يخرجين يشحتين في الجولات والشوارع مثلاً؟!
كل هذه التساؤلات ومثلها ألف سؤال وسؤال بحاجة إلى إجابات مشتقة من سؤال واحد: ماذا لو انتهت الحرب؟!
* نقلا عن لا ميديا