لِمَ لَمْ ننتصر حتى الآن؟
هل كان ذلك بسبب أخطاء تحصل من القيادات المواجهة للباطل انها لم تفعل كذا وفعلت كذا وتأخرت في كذا؟
وارد جدا فهم غير معصومين ولا شك أن أخطاءهم لها ثمن .
لكن تعالوا نرجع إلى القرآن لنكتشف أن الله تعالى قد أمرنا بإعداد القوة لملاقاة العدو فقال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ، وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُون) ونلاحظ في الآية التي ذكرت فيها القوة أن الله تعالى لم يذكر النصر أبدا حسنا أين ذكر النصر؟ هنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ( ونلاحظ أن القوة لم تذكر في الآية وهنا (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ، وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون)َ بل وفي الآيتين 125 و126 من آل عمران، واللتين صرحتا بنزول الملائكة في القتال تجده تعالى يقول: (بَلَىٰ، إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ، وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ، وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم)ِ هل لاحظت؟ نزول 5000 ملك )ملك وليس فارساً أو دبابة أو طائرة أو مدرعة(هذه القوة الجبارة الهائلة قال عنها الله تعالى )وما جعله الله إلا بشرى لكم، ولتطمئن قلوبكم به) فماذا عن النصر؟؟؟ تجد الله هنا يقول بوضوح(وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)بل وفي آيتي الأنفال 65 و66 تجد الله يقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ، إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ) ومن ثم (الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا، فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ( و لاحظت في مواصفات الذين سيغلبون صفتين اثنين فقط لا غير بغض النظر عن العدد) منكم وصابرون) فالوعد الصريح بنصر الفئة المؤمنة في القتال موجود بنص القرآن الكريم مهما حاول بعضهم نفيه لكنه مشروط أيضا بالصبر.
والذي أفهمه باختصار مما تقدم أننا مأمورون بالأخذ بأسباب النصر وفق آخر استطاعتنا (ما استطعتم من قوة (ومأمورون كذلك أن (ننصر الله(عز وجل وأن نكون )من الفئة المؤمنة) وأن نصبر على ذلك.
وهنا قد يقول قائل ولكن هذا لمن يقاتلون الكفار فقط وليس لمن يقاتلون فيما بينهم مسلم لمسلم وهذا طبعا لا يقوله عاقل، كل ما هنالك أن الكفار من اليهود والنصارى جعلوا فئة محسوبة على الإسلام تخدمهم وتقوم بالحرب على كل صوت يقف في وجههم بالنيابة عنهم لكننا بالتأكيد نقاتل اليهود والنصارى لأن الله سبحانه وتعالى يقول) من يتولهم منكم فإنه منهم) اي ولو كان محسوباً على الإسلام فإنه في خندق اليهود والنصارى وهو محسوب عليهم لأنه يقاتل بالنيابة عنهم.
إنني كشخص مسؤول عن نفسي اقيم الأحداث بالعقل وفق الرؤية القرآنية هل تحرك هذا الشخص أو هذه الفئة أو تلك الجماعة يصب في مصلحة الإسلام والمسلمين أم أنهم مجرد خدم لأعداء الإسلام؟، الباطل لن يأتي ليقول لك انا باطل لا يمكن ذلك، لكنه يتلبس بثوب الحق وانت عليك ان تقيمه من خلال أعماله وتحركاته لصالح من تصب.
طيب جئنا للتقييم هل تحرك السعودية وتحالفها المجرم يصب في مصلحة الإسلام والمسلمين؟، بلا شك وبدون تعب وتحليل ستكون النتيجة (لا) بنسبة (100 %)، إنهم ينفقون أموال المسلمين لمصالح الغرب، انهم يقتلون النساء والاطفال ويحاصرون الشعوب الحرة، انهم يحاربون حزب الله في لبنان ليس لأنه شيعي بل لأنه يعادي أعداء الله من اليهود والنصارى ويقاتل إسرائيل وهزمها ،إنهم يحاربون أنصار الله في اليمن ليس لأنهم شيعة أو زيود لا المسألة أكبر لماذا وبالعقل يحاربونهم؟، الجواب بلا شك لأنهم صرخوا في وجه امريكا وإسرائيل ورفعوا الشعار وقاموا بثورة طردوا من خلالها رموز الفساد والإرهاب وعملاء اليهود والنصارى.. إذاً فلنقف مع أنفسنا قليلا ونختار طريقنا مع من نكون، هل مع الحق أو مع الباطل؟ لا يوجد خيار ثالث.