يكثر الحديث عن المنظمات الخارجية وأوجه ومجالات الدعم التي تقدمها ، حيث يمكن تصنيف هذا الدعم إلى صنفين دعم سلبي ، ودعم إيجابي ، ومحور حديثنا اليوم عن الدعم السلبي ، كون الدعم الإيجابي لا غبار عليه ولو أن عليه بعض الملاحظات فيما يتعلق بالنسبة الكبيرة من الدعم المقدم والتي تذهب للجان العاملة لدى هذه المنظمات والوسطاء المحليين المنفذين للبرامج الخاصة بها ، وعدم مراعاة الأولوية في تحديد الاحتياجات والمناطق المستهدفة.
والحديث عن الدعم السلبي ، هو حديث عن الدعم الذي يهدر في أوجه ومجالات صرف غير ضرورية ، ويمكن الاستغناء عنها ومن ذلك ، مشاريع إنارة المدارس بالطاقة الشمسية ، وهي مشاريع عبثية لا جدوى لها ، فالكل يعرف بأن المدارس تعمل في الصباح وحتى الرابعة عصرا بالنسبة للفترة المسائية ولا حاجة للطاقة الشمسية على الإطلاق ، وكان الأحرى بهذه المنظمات أن توجه دعمها لإعادة إعمار المدارس التي دمرها العدوان ، وتوفير الدعم المالي والحوافز النقدية للمعلمين والمعلمات لضمان استمرار العملية التعليمية والتربوية في ظل انقطاع المرتبات ، فلا حاجة للمدرسة بطاقة شمسية ، عرضة للسرقة في ظل عدم وجود حارس لها ، ترك عمله بسبب انقطاع راتبه.
ومن الدعم السلبي دعم المشاريع الكمالية وغير الضرورية مثل مشروع توزيع الصابون على المواطنين تحت شماعة محاربة الكوليرا ، في مناطق تفتقر لمشاريع مياه الشرب ، حيث كان الأجدى نفعا بأن يوجه الدعم ، في جانب دعم مشاريع مياه الشرب ، ومن الدعم السلبي دعم مشاريع مسح (رفارف ) وجنبات الطرق وتنظيف ممرات السيول المدفونة وغير الجاهزة للعمل والتي تصرف عليها الملايين هدرا ، ومشاريع ترقيع الطرق الإسفلتية العبثية وغير المطابقة للمواصفات والمقاييس ، ومن الدعم السلبي الدعم الموجه لورش العمل والدورات والندوات غير الضرورية والتي تتناول قضايا سطحية وهامشية ، كأن تصرف الملايين على دورة دريبية لتعليم رعي الأغنام ، أو على تعليم فنون الطبخ ، أو أهمية غسل اليدين ، وغير ذلك من القضايا والمواضيع التي لا فائدة ولا جدوى منها وتمثل حالة من العبث والإهدار لهذه المساعدات.
ومن الدعم السلبي دعم المنظمات والمراكز المحلية تحت يافطة الدعوة لإيقاف الحرب وتحقيق السلام ، والتي تنشط في المجتمع المحلي للحيلولة دون التحاق أبناء الشعب بجبهات العزة والكرامة دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة ، وخصوصا أن الكل يعلم علم اليقين من الذي يرفض السلام ويحول دون ايقاف العدوان ، ومن الذي يتعامل بسلبية مفرطة مع دعوات السلام والمصالحة التي طرحتها القيادة الثورية والسياسية ، ويعرفون من بيده قرار ايقاف الحرب والعدوان ، ولكنهم يتحركون في الداخل اليمني لتثبيط عزائم المواطنين وثنيهم عن الجهاد بصورة غير مباشرة تحت شماعة السلام وشعار (أوقفوا الحرب) وغيرها من الشعارات التي يستخدمونها لتنفيذ وتمرير أجندتهم ، فلم نسمع عن منظمة تفاعلت مع دعوة السيد القائد للمصالحة الوطنية وقرار العفو العام ، ولا مع مبادرة الرئيس المشاط لتحقيق السلام وتعمل على تبنيها ، ولكنها تذهب لتأليب المجتمع المحلي على القوى الوطنية المدافعة عن الوطن والشعب ومساواتهم بالطرف المعتدي على البلاد والعباد والتحالف مع قوى الغزو والاحتلال ، رغم معرفتهم بالطرف المعتدي والمعتدى عليه.
بالمختصر المفيد ،المرحلة التي يمر بها الوطن بالغة التعقيد ، والأوضاع المريرة التي يعيشها السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني ، تحتم على السلطات الرسمية في الحكومة ممثلة بوزارة التخطيط والتعاون الدولي والهيئة الوطنية لتنسيق المساعدات الإنسانية ، ضبط إيقاع عمل المنظمات ، والتنسيق معها لتحديد الأولويات التي يتطلب تدخلها فيها ، والعمل على التخلص من الدعم السلبي ، أو الحد منه على الأقل ، ليتحول إلى جوانب وأوجه و مجالات الدعم الإيجابي المثمر الذي يلمس خيره ونفعه وأثره الوطن والمواطن على حد سواء.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.