في العام 1975م كانت دويلة الإمارات، حالياً، تسمَّى «ساحل عُمَان»، ولم يكن لها أي شأن حتى ظهرت بحيرات النفط تحت خيامهم التي كانوا يحملونها معهم في تنقلاتهم الصحراوية، وساورهم إحساس فرعون حين رأى الأنهار تجري من تحته.
انتفخت الإمارات كبالون كبير.. هذا البالون لا يدري أن بإمكان دبوس صغير أن يعيده إلى العدم، إلى حيث كان في الصحراء يطارد السراب والماء ويأكل بشراهة الوحوش.
تفكر الإمارات كما يفكر فرعون تماماً، وما برج خليفة إلا شاهد على هذا النقص الهائل الذي يحاولون أن يملأوه بكل هذا الخواء الزجاجي الآتي من رعاة الشاة المتطاولين في البنيان.
ولأنها دون تاريخ، ودون أدنى حضارة، جاؤوا إلى اليمن ليصنعوا لهم تاريخاً عبر العدوان ليستعرضوا عضلاتهم، ويصنعوا من أنفسهم محتلين، ويسرقوا بعض ما يظنون أنه سيجعلهم في مصاف الدول الحضارية، فسرقوا أشجار دم الأخوين من جزيرة سقطرى.
لم يكتفوا بذلك.. فقد ادَّعت الإمارات أيضاً أن سكانَ جزيرة سقطرى اليمنية من قبائلَ تعود أصولُهم إليها.. ولا تعليقَ مناسباً على هذا السُّخف.. فأصغرُ شجرةٍ في جزيرةِ سقطرى يبلغُ عمرُها أضعافَ عمر دولتهم، وعمر أجدادهم الذين لم يستقروا بأرض، شأنهم شأنُ البدو الرحل الذين يقضون أعمارَهم في الصحراءِ بحثاً عن الماء والكلأ، لأنهم يجهلونَ أن خارجَ هذه الصحراء جبالاً ومدناً وحضاراتٍ وأناساً غيرهم.. فحالهم كحالِ السمكة التي لا تصدقُ أن هناك عالماً خارجَ الماء، لأنها لم ترَ هذا العالم، ولن يُسعِفَها عمرُها القصيرُ لرؤيته.
كان أول هداياها لمدينة عدن ثلاجة لحفظ الموتى، وبعض براميل الرنج الذي دهنت به بعض جدران المدارس.. وبعض مولدات كهربائية تغطي بها على سوءتها، ثم ما لبثت أن استعادتها، ولم تنس أن تستعيد المراحيض التي ستبقى وصمة في وجه هذه الدويلة التي تجسّد العار بكل معانيه.
الإمارات ليست سوى جبان يحمل سلاحاً، ولم تعرف نكهة غبار المعارك.. وكان أول حدث مهم في تاريخهم هو صاروخ توشكا صافر، الذي جعلهم ينكسون أعلامهم، وصبغ وجوههم بالخزي والمهانة.
سيحدثون أحفادهم عن بطولاتهم المزعومة في اليمن.. وسنحدث أحفادنا عن المراحيض التي أخذتها معها كأنها غنيمة حين خرجت من عدن.