لماذا يدفع التحالف بدمية «شيخ المقاومة» إلى الواجهة تزامناً مع «تصفية الحمادي»؟!
باسم الأقلمة و«المقاومة» دشن تحالف العدوان سيناريو سَلْخ تعز عن الوجود اليمني الجامع، فتشظت رقعة المحافظة إلى رقعتين؛ إحداهما متماسكة اجتماعياً ورافضة ومناهضة بالقول والفعل لمشروع التحالف ومنضوية في الأطر السياسية والعسكرية الوطنية المواجِهة للعدوان، ورقعة أخرى واقعة في نطاق الاحتلال والفوضى يعمل التحالف عبر أدواته على تشظيتها إلى أكثر من رقعة مجهرية.
في الساحل الغربي التابع إدارياً لمحافظة تعز «بمديرياته الثلاث المخا وباب المندب وذوباب» يتموضع مرتزقة الاحتلال «الجنوبيون والديسمبريون» ولا حضور لما يسمى «مقاومة تعز»، وهناك توجه جدي غير خافٍ لسلخ هذه المديريات إدارياً عن تعز تحت مسمى «محافظة باب المندب»، امتداداً لخارطة الاستعمار البريطاني التي تتمظهر اليوم بلسان محلي كمطلب جنوبي يرى في الساحل الغربي بما فيه جزيرتا «ميون وكمران» جزءاً من «الجنوب العربي».
بالتوازي يكرس التحالف هوية مناطقية انعزالية في مديريات جنوب تعز المحتلة بمركزها «تربة ذبحان». هوية مضادة لبقية نسيج المحافظة الاجتماعي.. في هذا السياق، جرى ويجري تظهير العميل المقتول «عدنان الحمادي» كرمز لهوية «حجرية» مجتزأة عن تعز المجتزأة عن الهوية اليمنية الجامعة، لا كـ«رمز عسكري تعزي مقاوم لانقلاب حوثي» كما تم تسويقه مطلع العدوان، فالحاجة اليوم -بالنسبة للتحالف العاثر والمهزوم- هي لجهة تفتيت ما تحت يده من جغرافيا محتلة إلى كانتونات مجهرية محتربة تؤلف في مجملها حقل ألغام جيوسياسياً يطوق به الاحتلال مد الثورة الوطنية المناهضة لمشاريع الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الامبريالية والساعية لتحقيق السيادة الناجزة على أراضي الجمهورية اليمنية براً وبحراً وجواً برافعة وجود يمني مقتدر وكريم تتكتل فيه مكونات النسيج الاجتماعي في مشروع تحرري كقوة جامعة وازنة ومؤثرة في محيطها العربي والإسلامي، وفاعلة على مستوى قضاياه المركزية الكبرى، ومنفتحة على الفضاء الإنساني الفسيح بناظم الحرية والاستقلال والانحياز لقضايا الشعوب العادلة، وذات حضور دولي ندي.
إن تبسيط مشروع سلخ تعز وغيرها من تراب يمني بتوصيفه توجهاً انفرادياً للإمارات جنوباً، هو تضليل لئيم وتعمية مقصودة على حقيقة الغايات الاستعمارية الغربية التي تنهض بها دول تحالف العدوان مجتمعة كذراع تنفيذية بلبوس عربية بالإنابة عن المدير التنفيذي الأمريكي - البريطاني - الصهيوني.
ينبح فصيل العمالة «الإخوانجية» من أزقة تعز المحتلة اليوم بوجه الفصائل الأخرى، واصفاً إياها بالخارجة على الـ«شرعية» والعميلة لـ«الإمارات»، بينما تنبح تلك الفصائل بوجهه واصفة إياه بـ«الإرهابي العميل لقطر». ومن مجمل النباح تتكشف أزمة مشروع الاحتلال وتوجهاته الرامية لتدوير هذه التناقضات كوقود لمخططات التمزيق والفرز المناطقي والطائفي، فالمحتربون هم سواسية كأسنان المشط في لحية شيخ النفط، ومنذ البدء تسربلوا قميصاً طائفياً واحدا اسمه «تعز» ذات «الهوية المذهبية والمناطقية المتجانسة والمستهدفة من غزوات مجوس فارسيين قادمين من كهوف صعدة»، بحسب ماكينة الدعاية «الإصلاحية الاشتراكية الناصرية المؤتمرية البعثية السلفية» الجامعة لخلطة عملاء ومرتزقة التحالف في تعز.. غير أن القميص التضليلي الجامع تجري اليوم إعادة تفصيله لبضعة قمصان سابغة لتناقضات قروية تجهز على ما تبقى من نسيج اجتماعي في تعز ضمن نطاق استهداف النسيج الاجتماعي الوطني لليمن ككل.
تصفية «عدنان الحمادي» كـ«رمز متوهم للحجرية»، يقابلها اليوم، وبالتزامن، الدفع بدمية «شيخ المقاومة حمود سعيد» إلى الواجهة مجدداً كـ»قائد يحشد عشرات آلاف الجنود بتغريدة من إستانبول على «تويتر» لاستكمال تحرير المحافظة من مليشيا الانقلاب الحوثي»... تحشيد «إصلاحي» يسربله المخرج لبوساً قروية (شرعب - جبل حبشي - صبر) على تخوم «الحجرية» التي يتعين أن تستنفر مستشعرة أن اجتياحها وشيك وهو المقصود من هذا التحشيد، لاسيما بعد تصفية «الحمادي الحامي المتوهم لها».
إن تعز هي محطة مستهدفة بمشاورات قادمة يدفع باتجاهها المبعوث الأممي، ويرسل البعثات «الإنسانية» إليها بصورة ممنهجة تسعى لتأليب دعوى مضادة للوطن عبر أكاذيب «الحصار والأقلمة»، بينما يرتب المخرج لسلخ ساحل المحافظة الذي يبدو فائضاً عنها في نباح المحتربين الموحد ضد المدافعين عن الوطن والواقفين بوجه مخططات العاصفة ومشاريع الاحتلال.
* نقلا عن لا ميديا