وقعت نسختان من كتاب “رحلة خلف القضبان” إلى بيتنا، وإذا بجميع أفراد العائلة صغارهم وكبارهم قد قرأوه كاملا، بل كل من وصل إلى يده لم يتركه حتى نهايته، بل إن أكبر أولادي حمله إلى المسجد في خطبة الجمعة الماضية وخصص الخطبة الثانية لاستعراض بعض ما ورد فيه، وقد عزمت أنا أيضا على أن أعرضه للمصلين في الجمعة القادمة.
أسرتنا جميعها قرأت الكتاب، حتى الحسين في الصف الخامس قرأه بدون أن أحب ذلك لما فيه من نقل لصور التعذيب البشعة والفظيعة، أما أريج الزهراء 3 سنوات فأي زائر لنا لا بد أن تريه صور التعذيب الملحقة في الكتاب مع محاولاتنا الفاشلة أن لا تطلع على تلك الصور بدون جدوى.
رب ضارة نافعة .. لو لم يعتقل الدكتور أميرالدين جحاف لما أخرج تلك الدرة الثمينة. لما قرأت الكتاب استرخصت أن يسجن الكاتب ويعتقل لكي يخرج مثل ذلك الكتاب.
كم أناس اعتقلوا وسجنوا وأسروا وأصابهم من التعذيب والنكال لكنهم لم يؤثوا حظا في أن يتمكنوا من نقل تلك المعاناة وتصويرها إلى غيرهم، لكن الدكتور أمير الدين اجتاز هذه المهمة بنجاح منقطع النظير.
دخل السجن وعُذِّب لكنه كما أشار في آخر الكتاب هو الآن يعذب جلاديه وسجانيه بذلك التوثيق الرائع لتلك المظلوميات الخطيرة والتي كشفت عن عفونة العقول التي تمسك بزمام السلطة في مأرب.
أنصح الجميع أن لا يتركوا قراءة الكتاب ولا التفاعل معه، ومن الأهمية بمكان نشره ورقيا وإلكترونيا وبطرق مختلفة، وتحويله إلى فيلم وثائقي وتمثيلي لما في ذلك من فرصة إعطاء جرعة جيدة من التوعية بما يرتكبه مجرمو إخوان مأرب بحق الشعب، ولإيصال رسالة إلى المجرمين أن جرائمهم لا يمكن التستر عليها أو السكوت عنها، فكل شيء مرصود، وسيطالهم العقاب عاجلا أو آجلا.
كتب الله أجرك يا دكتور أمير الدين وبارك فيك .