مثلما يولد الياباني وهو محب للعلوم بالفطرة ومثلما يولد البرازيلي وهو لاعب كرة قدم
بالفطرة ، ومثلما يولد أولاد نطف النفط من رعايا عيال سعود وهم جبناء بالفطرة
- لأن رأس المال جبان - فإن القبيلي اليمني يولد وهو محارب بالفطرة ولذلك أخبر
عنهم الله بأنهم قالوا عن أنفسهم :( نحن أولو قوة وأولوا بأسِ شديد ) ولو
كانوا خلاف ذلك لم يخبر عنهم القرآن ، فالله يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .
فيجب على أبناء نطف النفط وعيال العاصفة وأحفاد أمل أن يفقهوا كلام الله اولاً وأن يقرئوا
التاريخ ويدرسوا الجغرافيا ليدركوا ذلك ويحفظوا أرواحهم من الموت المحقق ،
ويجب عليهم أن لا يفكروا بسقوط صنعاء تحت اقدام الغزاة والمحتلون ،لأن ذلك سوف يسبب لهم صداعاً مزمناً ،
ويجب عليهم أن لا يحلموا بذلك لان أحلامهم تلك سوف تتحول الى كوابيس تسرق النوم من عيونهم .
ويمكن القول أن بين سقوط صنعاء بيد الغزاة وبين حراثة البحر علاقة قوية ،
كلاهما مستحيل منطقيا و من يفكر بذلك كمن يطلب من المجبوب أن ينجب اولادً ومن
العقيم أن تلد . لقد أكد التاريخ تلك الاستحالة المنطقية ، فقد احتل الغزاة
معظم المناطق اليمنية في فترات التاريخ المختلفة وبقيت صنعاء بعيدة عنهم بُعد
النجوم ، فالقريب منها من الأعداء والغزاة بعيد عنها ولا يمكن أن يصل اليها
حتى يلج الجمل في سم الخياط .
هذا ما حصل مع المعتدين سابقاً ، من برتغاليين
واتراك ومصريين ، ومن يقرأ التاريخ يعرف ذلك ، فقد أدرك تلك الحقيقة كل من جاء
حارب في اليمن ، ففي خريف عام ١٩٦٣م نصح القائد المصري صلاح الدين المحرزي
وحذر القيادة المصرية من مغبة التدخل العسكري وخوض حرب برية في اليمن قائلاً
لهم : (خذوا العبرة من التأريخ ، فاليمن قد قضت على أربعة ألوية عسكرية تركية
في القرن التاسع عشر ولم يعد أحد منهم الى بلاده ، ولا توجد اي قوة على مدى
التاريخ كانت كافية لاحتلال اليمن) . وفي بداية الحرب التي خاصتها مصر في
اليمن لمحاربة القوات الملكية أرسل الرئيس الثاني في الجمهورية التركية عصمت
اونونو - كان قائداً لسرية حربية في اليمن - بنصيحة الى الرئيس عبدالناصر - مع
أحد أعضاء الوفد المصري الذي زار تركيا - واصفاً فيها شدة بأس اليمنيين بالقول
:( حاربت جميع الدول : الإنجليز والصرب واليونان والروس وحاربت في اليمن ولم
أشاهد في حياتي مثل اليمنيين محاربين أشداء ،
هم لا يحتاجون معدات حربية متطورة
، هم يملكون الجبال التي تحارب معهم ويحاربون بها والرصاصة في بندقية المحارب
اليمني لا تذهب سدى ،لا بد ان تقتل احدا وهم محاربون يكتفون بالقليل ) . وعلى
مدى خمس سنوات أرسلت مصر سبعين الف جندي الى اليمن ، قتل منهم حوالي عشرة الف
وأهدرت مصر الملايين دون أن تحقق ولو هدفا واضحا لحملتها العسكرية .
أدرك عبد الناصر نصيحة الرئيس التركي بعد فوات الأوان ، وقد عبّر عن ذلك
للسفير الامريكي بالقاهرة في ربيع عام ١٩٦٧م بقوله : أرسلت بسرية لليمن
وأنتهت الأمور بإرسال سبعين ألفا لتعزيزها ، إن حرب اليمن أصبحت فيتنام مصر .
هي فعلا كذلك وستكون فيتنام لكل من تسّول له نفسه المريضة بغزوها . وهاهي
اليمن التي حلم عيال نطف النفط باحتلالها - في أسبوع أو عشرة أيام بالكثير
كما صرّحوا - تعصف بأحلامهم وتحولها الى كوابيس سوف تقضي عليهم قريبا .
وكل الأسلحة الذكية التي أتوا بها أثبتت غبائها وفشلها أمام شجاعة وبسالة
وصلابة المقاتل اليمني ، ليس بالسلاح الذكي وحده تنتصر الجيوش الجبانة والغبية
ولا بكل عملاء ومرتزقة العالم يشترى النصر ، متى سيفهم علوج نجد وتيوس الحجاز
ذلك ؟ متى سيفهم عملاء وقفازات عيال سعود الذين يرددون القول : قادمون يا صنعاء أنها لا تقبل المتردية والنطيحة من أشباه الرجال إلا إذا كانوا امواتا أو أسرى ؟ ولو سألوا التاريخ واستشاروا الجغرافيا عن سقوط صنعاء ، لسخرت الجغرافيا
منهم ، ورد عليهم التاريخ بصوت مسموع مرددا كلام السيد عبدالملك : سقوط صنعاء ... ! ( هذا غير وارد )
الا على أفواه جميلات الجزيرة والحدث الأكبر من العربية والذين لم يبلغوا
الحلم بعد من فتيان الواتس آب والفيس بوك .