يخطى من يظن أن الحروب عسكرية فقط ، وذلك لان تلك الحروب هي الحلقة الاخيرة في مسلسل السياسة الذي لا ينتهي ، فالحروب تبدأ على مستوى اللغة والمصطلح - تبعا لفهم كل فريق لدور اللغة ولوظيفة المصطلح - هكذا يمكن أن تفهم جملة الامام علي - كرم الله وجهه - لمن خرجوا عليه - مستخدمين كلمات ومصطلحات حق يُراد بها باطل - قائلاً : قاتلناكم على تنزيله بالأمس واليوم نقاتلكم على تأويله
.
وهكذا يمكن ان نفهم أن الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي - بقيادة الاتحاد السوفيتي سابقا - والمعسكر الغربي - بقيادة أمريكا - كانت حربا أيديولوجية بين الرأسمالية والاشتراكية يسعى فيها كل فريق لفرض أفكاره ومصطلحاته ورآه على الفريق الآخر .
ومن المفارقات العجيبة أن عملاء ومرتزقة العدوان السعودي أدركوا أن العدوان على اليمن كان عدواناً إعلاميا بامتياز ، خاطبوا من خلاله العواطف المناطقية والحزبية وهيئوا العقول الفارغة من خلال ضخ المعلومات الكاذبة عن الجيش اليمني واللجان الشعبية وأستخدموا في سبيل ذلك مصطلحات حق أرادوا بها باطلاً ، فهم يسمون الجيش اليمن واللجان الشعبية ( مليشيات ) وتحرص كل قنواتهم وكل مواقعهم الإخبارية على إبراز هذا الاسم الكاذب على أساس ان تكرار الاسم سوف يُعلّم شطارهم أن كذبهم سوف يصبح حقيقة مع التكرار والتعود .
. ومن المؤسف حقاً أن الناس الشرفاء والوطنيين يستخدمون في كلامهم وفي كتاباتهم لفظ ( المقاومة ) عندما يتحدثون ويكتبون عن العملاء والخونة والمرتزقة.
. مع العلم أن ذلك اللقب الشريف لا يُطلق الا على كل وطني حر يُقاوم الغزو والعدوان الخارجي على أرضه وعرضه ولا يطلق على العملاء والخونة والمرتزقة الا من باب التهكم والسخرية - كما تطلق العرب على الأعمى لفظ البصير - ويجب أن ننتبه لذلك وأن نحاربهم إعلاميا من خلال تسمية الأشياء بمسمياتها وعلى مستوى إطلاق المصطلحات ايضا.
. فنرجو من كل متحدث وكاتب أن ينتبه لذلك وأن يسمي العملاء والخونة بالمرتزقة أو ( المقاولة ) لأنه الاسم الحقيقي الذي ينطبق عليهم لأنهم يرتزقون من قتل دماء الأبرياء وقد تقاولوا على تخريب أوطانهم بالريال السعودي أو يسميهم فريق الريال السعودي . إذا كانوا مقاومة - كما تدعون في كتاباتكم - فهم على حق اذا وأنتم على باطل (والحق أحق أن يتبع ) اللهم إني بلغت ، فهل من مُدكّر ؟