خرج اليمنيون في مسيرات جمعة الغضب اليمني العارم في عاصمة العواصم صنعاء وصعدة الصمود والحديدة وذمار وإب وحجة لإعلان رفضهم القاطع لصفقة ترامب وتنديدهم بالتطبيع العربي الفاضح للعديد من الدول والأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني ومشاركتهم العلنية في هذه المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين وقضيتهم المصيرية ، المتمثلة في القضية الفلسطينية ، التي تحاك ضدها منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى اليوم .
خرج اليمنيون يرفعون أعلام فلسطين الحبيبة قبلة المسلمين الأولى ومهبط الأنبياء والرسل ،يهتفون بعبارات التنديد بالسياسة الأمريكية الرعناء التي عليها دونالد الترامب في تعاطيه مع القضية الفلسطينية ، وانحيازه المفضوح للكيان الصهيوني واستهدافه الواضح لفلسطين والفلسطينيين ، ابتداء بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومن ثم قيامه بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس في استفزاز وقح لمشاعر العرب والمسلمين الذين تمثل القدس رمزية كبرى لهم بوصفها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، خرج اليمنيون من مختلف مكونات المجتمع اليمني وتكويناته السياسية يصرخون بشعار البراءة ، بعد أن أدركوا خطر السياسة الأمريكية والكيان الإسرائيلي الصهيوني المحتل الذي يتهدد المقدسات الإسلامية .
مسيرات تعكس الروحية الإيمانية الجهادية المقاومة للمحتل ، المقارعة لأذنابه في مختلف جبهات العزة والكرامة ، مسيرات خرجت من رحم العدوان والحرب والحصار ، رغم كل الظروف العصيبة والأوضاع الكئيبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني نتيجة انقطاع المرتبات وتعاقب وتراكم الأزمات ، إلا أن كل ذلك لم يشغلهم عن القضية المركزية ، فكان خروجهم مشرفا يليق بمكانة اليمن واليمنيين وقيادتهم الثورية والسياسية التي ما فتئت تدافع عن فلسطين والقدس والقضية الفلسطينية وحركات المقاومة الفلسطينية وتضعها ضمن أولويات القضايا الخاصة بها ، وهنا تتجلى عظمة القيادة والشعب اليمني ، حيث تتصدر اليمن اليوم المشهد العربي المناهض لمشروع الهيمنة والتسلط الأمريكي والذي ظهر في أقذع صوره من خلال ما تسمى بصفقة القرن ، حيث كان اليمنيون واليمنيات على الموعد والعهد الذي قطعوه على أنفسهم فأعلنوا رفضهم لها ، وعبروا في المسيرات الغاضبة والوقفات والفعاليات الاحتجاجية عن إدانتهم للصمت والتواطؤ الدولي والخيانة والانبطاح والتطبيع العربي الذي عليه السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان والأردن ومصر ومن دار في فلكها .
أعلن الشعب اليمني البراءة من المطبعين والخونة العملاء المثبطين ، وأرسلوا رسائل عدة لكل المتآمرين بأن فلسطين عربية وستظل وستبقى عربية ، وأن صفقة القرن لا تقل غباء عن وعد بلفور ، فمن لا يملك أعطى من لا يستحق ، ولا قبول بهذه الصفقة ، ولا يمكن تمريرها مهما بلغ حجم الضغوطات والإغراءات ، فالقدس خاصة وفلسطين عامة ليست للبيع في سوق النخاسة الأمريكي ، فأمريكا لا تمتلك الحق في مصادرة حق أبناء فلسطين في إقامة دولتهم المستقلة ومصادرة حق اللاجئين منهم في العودة إلى وطنهم ، وتجريم حقهم في امتلاك السلاح دفاعا عن أنفسهم وأرضهم وعرضهم .
على ترامب والنتن الإسرائيلي ومهفوف السعودية وغرَّ الإمارات ومسخ البحرين وبغل عمان ومرتزق الأردن وعميل مصر أن يدركوا أن الشعوب العربية والإسلامية لن تقبل ببيع القدس وفلسطين مهما كان الثمن ، ومن أجل القدس وفلسطين سيعلن الأحرار في العالم الجهاد ضدهم ولن تكون هنالك من سلطة عليهما سوى سلطة الشعب الفلسطيني ، من اليمن دق الأنصار ناقوس الخطر لكل الشعوب العربية والإسلامية بضرورة ووجوب التحرك الثوري الفعال لمواجهة صفقة ترامب ، ومحاصرتها والحيلولة دون تمريرها ، والوقوف في وجه كل المتورطين فيها وإعلان البراءة منهم ، وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تستفيق من غفلتها وتشعل نيران الغضب ليدرك ترامب ومن معه بأن لفلسطين والقدس رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، ولن يخذلوها في هذه المحنة والمؤامرة الكبرى التي تحاك ضدها .
لا لصفقة ترامب ، لا للتطبيع والمطبعين ، القدس عاصمة فلسطين الأبدية وستظل عربية عربية عربية .