تثبيت توازن الردع.. عملية البنيان المرصوص إنجاز مفصلي في تاريخ المواجهة مع قوى العدوان ومرتزقته المحليين بتشكيلاتهم المختلفة، معركة مهمة ودقيقة تثبت من جديد أن موازين القوى في اليمن قد تغيرت وإلى الأبد وأن الهامش الذي كان متاحا لتعديلها في بداية العدوان على اليمن، طوته عقول اليمن وعبقريتهم الكامنة التي ظن أنها بادت في سنوات حكم التبعية والوصاية.. ثبتت عملية البنيان المرصوص معادلة توازن الردع وأخضعت قوى العدوان وبشكل كبير لخفض منسوب إسنادها الجوي للمرتزقة في مسرح العمليات وتحت ضغط زخات سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية التي وصلت إلى 15 عملية ضربت أهدافا حيوية… ولذلك يمكنا القول إن المواجهة بعد البنيان المرصوص دخلت منعطفا حاسما وهو ما يخشاه ويقر به في آن واحد المرتزقة والأعداء ويذهب إليه الخبراء والأصدقاء.. وأهم من هذا وذاك ما ورد بهذا الخصوص في تعليق رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبد السلام على عملية البنيان المرصوص وتأكيده تثبيت العملية ” معادلة الدفاع والمواجهة أمام معادلة العدوان والحصار “..
الإنجاز في السياسة..
إحراز الجيش واللجان هذا التقدم العسكري ينقل القوى الوطنية إلى دائرة جديدة من المكتسبات السياسية وهذا ما أصاب قوى العدوان المختلفة بصدمة قوية لم تكن تتوقعها على الإطلاق وأصابتها بحالة هستيرية عبرت عنها بريطانيا من خلال دعوتها إلى عقد جلسة مغلقة لمجلس
الأمن وهو ما تم بهدف رفع معنويات أذرعها المنهارة والمحطمة من جهة وإرهاب القوى الوطنية من جهة أخرى
وقد أخفق دلال الاستعمار البريطاني في الأمرين كما هو واضح من المجريات الميدانية التي لم تفرملها جلسة مجلس الأمن المغلقة..
اليمن سياسيا سيواصل معاركه الدبلوماسية وقد أمسك بأوراق جديدة ومن أرضية أكثر صلابة تعزز منطقه وصولته أمام المعتدين وبعد أن خنق مشاريع التقسيم والفدرلة وهدم سياجات المناطق الآمنة التي راكم صناعتها الغزاة طيلة أربع سنوات كاملة..
وما تزال المواجهة على أشدها ولا يبدو أن شيئا سيوقف قواتنا المسلحة الباسلة عن أولوية تأمين مدينتي الجوف ومأرب وانتشالهما من ميدان الابتزاز الميداني والسياسي للعدوان..
ضربة قاصمة للتقسيم..
في خضم التسارع المتوالي لإنجازات القوات المسلحة تلفظ قوات الارتزاق التابعة لحزب الإصلاح أنفاسها الأخيرة في الجوف وتعيش تحت قلق وفزع مرعب في مأرب واستكمال الإنجاز فيهما ينال من أهم هدف استراتيجي للعدوان وهو التقسيم والتفكيك.
وهو ما يجعل انعكاسات وتداعيات استكمال التحرير في المحافظتين الاستراتيجيتين، شديدة الوطأة وثقيلة ليس على مرتزقة الداخل فقط بل على العدو الخارجي وهو الأهم، أما لماذا؟
فلأن الغزاة أعدوا الإخونج وهنا بالذات خداما وخدما للمشاريع التآمرية التفتيتية وتثبيتها وترويجها والخ فضلا عن التعويل عليهم كوقود لإحداث متغير وازن على الأرض ذراع للسطو على الموارد والثروة، في منطقة غنية بالنفط والغاز والماء…
وهو ما يجعل تساقطهم كأحجار الدومينو خسارة مباشرة وضربة قاصمة لمشروع التقسيم الذي ظن صانعوه أنهم مع تمركز أدواته وتوزعها ضمن خارطة الأقلمة التي أعلنوها مطلع 2014 قد فرضوه أمرا واقعا لا فكاك لليمن واليمنيين منه، ناسين أن يمن السبعة الألف عام جزء لا يتجزأ، وأن وحدته حتمية في معطياتها التاريخية وسرعان ما كانت فترات التجزئة تلفظ أنفاسها أمام الإرث التاريخي المعمر لوحدة اليمن..
هذه عملية واحدة وبقوة معدودة وعتاد محدود _ في الجانب المحلي منها _ تقدم للغزاة شاهدا عمليا على أن مشاريع التقسيم ومهما سعى المحتلون والغزاة لمدها بالحياة عبر تكتيل كيانات وإعادة تركيب مجموعات سكانية، غير قابلة للبقاء بالنسبة لليمن..
كما أن للمستعمر الجديد استذكار تجربة الاستعمار البريطاني خلال 128 عاما من تخليق الكيانات وتسويق الهويات الهلامية _غير الهوية اليمنية _ سقطت بغضون شهر واحد وليس أكثر..
تغير قواعد المواجهة..
تفاصيل عملية البنيان المرصوص تعكس استراتيجية جديدة في المواجهة تتجاوز الهجوم على دُفعات وتوجيه ضربات قليلة على موقع هنا أو آخر هناك إلى تنفيذ هجوم شامل يقطع أنفاس العدو ويشل قدرته وإرادته وليس في جبهة واحدة فحسب بل في غير جبهة وبما يجعل العدو يجثو على ركبتيه تماما ويصيبه في مخططاته وصولا لإحراقها وهنا صورة واحدة لعبقرية قائد معركة التحرر الوطني..