عقب إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا وباء عالميا ، عقدت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة مؤتمرا صحفيا لوضع الرأي العام والشارع اليمني أمام ما يشهده العالم من انتشار مخيف لفيروس كورونا في أغلب بلدان العالم ، وخلو بلادنا من هذا الفيروس ، وضرورة المحافظة على هذا الوضع الإيجابي من خلال اتخاذ اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة مجموعة من القرارات والتدابير الاحترازية التي من شأن الالتزام بها ضمان عدم انتشار الفيروس في بلادنا وخصوصا بعد أن دخل العالم مرحلة الخطر بعد إعلانه وباء عالميا .
الإجراءات والتدابير الاحترازية التي شملت إيقاف الرحلات الواصلة إلى مطار صنعاء لمدة أسبوعين ، وإخضاع القادمين عبر المنافذ للفحص الحراري ، وإخضاع العائدين من الدول الموبوءة للحجر الصحي المنزلي لمدة 14يوماً، ووضع الحالات المشتبه بها تحت الحجر الصحي ، والحالات المصابة تحت العزل الصحي ، وتشكيل لجان فنية على مستوى المحافظات والمديريات وتوفير فنادق على مستوى المحافظات للعزل الصحي ، وقيام وزارات الإعلام والأوقاف والصحة بتكثيف البرامج التثقيفية والتوعوية التي تحث على منع التجمعات والمصافحة والاهتمام بالنظافة ، وحث وزارة الصناعة على توفير أدوات النظافة وتفعيل مصنع الغزل والنسيج لصناعة الكمامات وإلزام وزارة النقل بتجهيز الحجر الصحي في مطار صنعاء ، وإلزام شركة موانئ البحر الأحمر بعمل حجر صحي في الموانئ والمنشآت التابعة لها ، وإلزام وزارة التربية بتقديم الامتحانات ، وإلزام الخطوط الجوية اليمنية بتقليص عدد رحلاتها ابتداء من يوم أمس الأول ، وإلزام الأجهزة الأمنية بمنع الشيش في الأماكن العامة والنوادي والكافيات ، والعمل على دراسة اتخاذ قرار بإغلاق المنافذ البرية أمام القادمين من الخارج في حال استدعى الوضع الصحي ذلك .. كل ذلك يأتي في سياق الجهود الحكومية المبذولة لمنع انتشار هذا الفيروس من باب الاحتياط والاحتراز وليس في ذلك ما يدعو للقلق والذعر في أوساط المواطنين ، والسير خلف الشائعات والأكاذيب والأراجيف التي تستهدف السكينة العامة .
العالم كله ذهب لاتخاذ إجراءات احترازية فوق ما كنا نتصور وهذه مسألة طبيعية ولا مشكلة فيها ما دامت من أجل سلامتنا ، ثقتنا بالله كبيرة ، وإيماننا بالله أقوى من أي وقت مضى ، عليه توكلنا واعتمادنا ، فهو الضار والنافع ، وهو من بيده محيانا ومماتنا ، ونحن هنا مطالبون بالعمل بالأسباب والحرص على سلامة الجميع ، كواجب ديني وضرورة وطنية ولا ضرر على أحد جراء هذه الإجراءات الاحترازية ، والمطلوب أن نتحلى بالوعي والعقل والحكمة ، وأن نعمل على الالتزام بتوجيهات وقرارات اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة ، وأي إرشادات أو نصائح طبية من شأنها رفع مستوى الوعي بالطرق التي قد ينتقل عبرها هذا الفيروس وضرورة تجنبها ، فالمسألة ليست اختيارية ولكنها إلزامية ، ولا داعي لأن يغرق البعض في العناد والحمق ، فالضرر سيكون عاما وتداعياته ستكون كارثية على الجميع .
صحيح نحن في اليمن نتعرض منذ خمس سنوات لما هو أكثر خطورة من كورونا ، وهو عدوان آل سعود وآل نهيان والصهاينة والأمريكان ، الذي يقتل كل خمس دقائق طفلا من أطفالنا بدم بارد وسط صمت دولي وأممي مطبق ، ولكن لا يعني ذلك أن نتجاهل وباء كورونا ، ونقلل من خطورته وتداعيات انتشاره.. علينا أن نكون عند مستوى المسؤولية للحفاظ على بقاء البلاد خالية منه ، وهذا لا يتطلب منا سوى الاهتمام بالنظافة الشخصية والالتزام بما ذكر أعلاه من إجراءات احترازية ، خصوصا ونحن ما نزال تحت العدوان والحصار ، وتنتاب قوى العدوان الرغبة في انتشار هذا الوباء بغية التشفي ، وتوظيف ذلك في جانب تصفية الحسابات السياسية والمصالح النفعية الرخيصة .
بالمختصر المفيد: أنت وأنا ، وهو وهي ، الجميع معنيون بالصمود والثبات في مواجهة فيروس كورونا ، بنفس الروح الوطنية الجهادية التي نواجه بها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني ، نريد أن نثبت للعالم أننا على قدر عال من الوعي والالتزام ، وأن إيماننا وثقتنا بالله وتوكلنا عليه سيكون جرعات التحصين ضد هذا الفيروس الذي بات مصدرا للرعب والخوف على مستوى العالم ، وبات الكل مشغولين بمكافحته ومحاصرة انتشاره وإنقاذ حياة ملايين البشر من الموت ، ومن ثم نبحث عن مصدره والقوى الشريرة التي تقف وراء انتشاره .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .