• صرح الرئيس الأمريكي “ترامب”، الثلاثاء الماضي، في المؤتمر الصحفي اليومي، الذي يعقده ضمن تداعيات تفشي جائحة كورونا، بتجميد المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية، في إجراء استغربه الصحفيون، ومراسلو وسائل الإعلام.
• ورداً على أحد الصحفيين، قال “ترامب” : إن منظمة الصحة العالمية توجه الكثير من نشاطها باتجاه “الصين” ، مبرراً بذلك قراره التعسفي بتجميد المساعدات للمنظمة.
• ورداً على صحفي آخر، استغرب تجميد المساعدات في هذا الظرف الطارئ والخطير عالمياً، ذكر “ترامب” أن الجاليات الأمريكية في كل دول العالم، ومن ضمنها “الصين” ، هي الأكثر تعرضاً للإصابة بفيروس “كورونا”.
• لم يقتنع الصحفيون المشاركون بهذه التبريرات التي لا تكفي لاتخاذ إجراء كهذا، واستمرت أسئلة الصحفيين تنهال عليه، وتحاصره، لكنه لم يعط تبريراً حقيقياً يمكِّنه من إقناع المشاركين في مؤتمره الصحفي.
• الجدير ذكره أن اتخاذ ترامب إجراءً كهذا، في ظل هذه الظروف العاصفة، ليس له من دافع سوى أحد أمرين، فإمّا أن يكون ذلك بدافع الغيرة الشخصية والحقد على الصين، ما يجعل استهداف الإدارة الأمريكية للصين بهذا الفيروس أمراً مسلماً به، ضمن حروب أمريكا القذرة، ومن ضمنها “الحرب البيولوجية” ، وهو ما أكدته “الصين” ، عبر توجيه التهمة للإدارة الأمريكية غير مرة، وبثت هذا الاتهام وسائل الإعلام العالمية منذ منتصف الشهر الماضي مارس.. وهو أمر لا يستبعد على أمريكا التي بدأت مساعيها الجنونية للسيطرة، منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م.
• الدافع الآخر لإدارة ترامب، وهو الذي يؤكد يقيناً أن “كورونا” صناعة أمريكية، أن ترامب يضغط على منظمة الصحة العالمية لإيقاف جهودها، التي – ربما – وصلت إلى إنتاج لقاحات أو مضادات لهذا الفيروس، ويريد ترامب إيقاف هذه الجهود، وبقاءها طي الكتمان، في استباق منه لإعلان منظمة الصحة إنتاج معاملها لمثل هذه الأدوية، حتى تتم اللعبة الخبيثة مرحلتها وتعطي أمريكا ثمارها بأوهام السيطرة والتسلط من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى تنسب الولايات المتحدة أي نجاح في السيطرة على جائحة كورونا إليها حين تقرر اكتشافها للدواء، فتظهر نفسها أمام العالم باعتبارها المنقذ، كما يحدث في أفلام “هوليود” المتعلقة بالكوارث والأوبئة وأفلام التهديدات التي تأتي من الفضاء، وتمحو بذلك كل اتهام وُجِّهَ إليها بنشر فيروس كورونا.
• الجدير بالذكر أن جيوش دول العالم لا تمتلك معاهد ومراكز خاصة بالأمراض المعدية أو الحرب البيولوجية، كما تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية وأعتقد أن لقاح كورونا قد أوجدته معامل المعاهد التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية قبل نشره عالمياً، وأن الإدارة الأمريكية قد قامت بالتضحية بالشعب الأمريكي حتى تتم لعبتها البيولوجية، دون اعتبار يذكر لدافعي الضرائب الأمريكيين “الشعب الأمريكي” ، حتى يصدق العالم عدم ضلوع إدارة “ترامب” في أقذر حروب القرن بل وكل حروب التاريخ البشري.. وستظهر أمريكا كمنقذ عندما تكون قد ضغطت على كل دول العالم للرضوخ لإملاءاتها.
• يرى كثير من الخبراء السياسيين والإستراتيجيين، أن هناك تغييرات جيوسياسية عالمية، ستعقب جائحة “كورونا”.. فهل ما تزال اللعبة بأيدي الأمريكيين لإحداث تغييراتهم المقصودة من وراء حربها البيولوجية، أم أن الكرة لم تعد في ملعبها، ما يبشر بخلاص العالم من تسلط وغطرسة ووحشية أمريكا التي لا حدود لها ؟!!.. هذا ما ستنبئنا به الأيام المقبلة، وهنا أود القول إن المجتمع الدولي بكل دوله وشعوبه- في ظروف كارثية كهذه-هو أحوج ما يكون للتضامن لمواجهة جائحة “كورونا” ، وكذلك لمواجهة ما هو أخطر من كورونا، وهي الإدارة الأمريكية، والنظام الأمريكي بكل كوارثه وجوائحه ووحشيته وصلفه.