ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة شخصية مثيرة للجدل ، حكايتها حكاية في تعاطيها مع ملف الأزمة اليمنية وخصوصا ما يتعلق بالجوانب الإنسانية والإغاثية ، فبعد فترة وجيزة من تلويحها بتعليق المساعدات الأممية وتوجيهها الاتهامات الكاذبة للمجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي بعرقلة عمل المنظمات الإغاثية والتدخل في شؤونها زورا وبهتانا ، تماشيا مع السياسة الأمريكية الداعمة للهمجية والوحشية والعربدة السعودية الإماراتية في حق أبناء شعبنا، وذهابها لتقديم الشكر والثناء للسعودية والإمارات على ما أسمته دعمهما للجوانب الإغاثية والأعمال الإنسانية في اليمن حد زعمها ، حيث يبدو أنها ترى في عدوان السعودية وحصارها لقرابة ثلاثين مليون يمني غالبيتهم من النساء والأطفال دعما وإسنادا وإغاثة لليمن واليمنيين ، وإلا عن أي مساعدات أو دعم تتحدث عنه هذه (المرجفة) الأممية التي (تهرف بما لا تعرف) وتروج للأكاذيب والأباطيل التي لا أساس لها من الصحة ، والتي تسلبها صفة الحياد وعدم الإنحياز وتحولها إلى (غريم) حالها حال السعودي والإماراتي .
وها هي ( المرجفة ) الأممية ليز غراندي من جديد تثير الجدل مرة أخرى والحديث هنا عن المساعدات الأممية في جانب مواجهة وباء كورونا ، حيث بالغت في الإحصائيات والأرقام الخاصة بالمعدات والمستلزمات الطبية التي قدمتها الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية عبر منسقية الشؤون الإنسانية التابعة لها ، ففي الوقت الذي قدمت 98جهاز تنفس صناعي أعلنت غراندي عن توزيع 208 ، وذكرت غراندي بأنه تم توفير 520 سرير عناية مركزة بينما في الحقيقة لم يتم توريد أي أسرَّة عناية مركزة على الإطلاق ، وبحسب وزارة الصحة فما تم توفيره هو 96 سريرًا عاديًا بمواصفات لا تؤهلها لأن تستخدم في الطوارئ والعيادات الخارجية ، كما لم يتم توريد أي إسطوانات أوكسجين للمرافق الصحية، كما لم يتم توريد الأجهزة الطبية الخاصة بغرف العناية المركزة رغم أهميتها وحاجة غالبية المستشفيات والمراكز الصحية لها .
مغالطات غراندي لا تنتهي، ففي الوقت الذي تم الاتفاق بين وزارة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية على توزيع 39 جهاز تنفس موجودة في مخازنهم إلا أنه لم يتم ذلك ، في الوقت الذي ذكرت غراندي أن منظمة الصحة العالمية اشترت 1000 سرير عناية إضافة لـ400 جهاز تنفس ، ورغم عدم وصولها بعد، إلا أن هذه الكمية لا تتناسب مع الاحتياج الفعلي العاجل والذي يتجاوز الـ10 آلاف سرير عناية مركزة ، وذكرت غراندي بأنه تم تدريب 10000 متطوع و900 فرد من الكادر الصحي ، في حين أن ما حصل هو قيامها بتدريب عدد محدود من الأطباء وحتى اللحظة لم يتم البدء بتدريب المتطوعين ، و فيما يخص ادعاءات غراندي بزيادة 999 فريق استجابة فإن ما تم زيادته هو فريق واحد لكل مديرية بحسب الحد الأدنى من الاحتياج ، علاوة على شحة ما توفيره من مستلزمات الوقاية الشخصية والتي لا تغطي 1 % من الاحتياج الذي تم تعميمه على المنظمات الصحية .
بالمختصر المفيد، توضيحات وزارة الصحة التعقيبية على تصريحات غراندي أظهرت غياب الشفافية والمصداقية في تعامل الأخيرة مع الملف الإغاثي والإنساني في اليمن ، و أظهرت أن مهمتها التي كان من المفترض أن تكون إنسانية بحتة ، باتت ممزوجة بالسياسة ومتماشية مع مصالح قوى العدوان ، ومنحازة لها بشكل فاضح ، فلم تعد غراندي منسقة أممية ، فقد أضحت منسقة أمريكية سعودية إماراتية ، لا شفافية ولا مصداقية ولا حيادية في عملها ومواقفها وتصريحاتها ، فقد أضحت بوقا للعدوان وتحالفه ، فمن ينظر إلى القاتل المجرم السفاح ، قاتل النساء والأطفال بأنه المنقذ والمغيث وصاحب الأيادي البيضاء ، وعنوان الإنسانية ، من المستحيل أن يتحلى بالمصداقية ويسمي الأشياء بمسمياتها دونما أحكام مسبقة ، وانحياز قذر للجلاد على حساب الضحية ، ولا غرابة فـ غراندي انعكاس للأمم المتحدة بكل هيئاتها ومنظماتها ومكوناتها .
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً وإفطاراً شهياً وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .