بدون تحية وبعد
من المفارقات العجيبة هو اعتقادنا منذ أكثر من خمس سنوات مضت أن لا أحد في هذا العالم يكترث لشيء من أمرنا، كم يكون الشعور صادماً حد الفجيعة عندما تصرخ آلاف المرات دون رجع لصدى آهاتك ومعاناتك ولو كانت تفوق حجم السماء على سعتها.
هكذا قضينا هذه السنوات العجاف أو هكذا خُيل لنا، لتكون المفاجأة هو أن العالم لا يهتم لأمرنا فحسب، بل أننا نحتل المرتبة الأولى في اهتماماته عندما يعقد مؤتمرا يضم دول العالم من أقصاه إلى أقصاه على شرف التبرع لنا والتماس جراحاتنا، فهل كُنّا ظالمين لهذا الحد باعتقاداتنا وظنوننا السيئة، وأي خطيئة أكبر ونحن حتى الآن لم نشكر كل ذلك الجميل الذي حملته على عاتقها الأمم المتحدة وتحالف كبريات دول العالم بما فيه جارتنا، والتي تكفلت لوحدها ومن تلقاء نفسها بكل هذا الكَبد حتى من دون أن نطلبه منها، وهو هَم إعادة الشرعية إلينا والهم الأكبر وهو تحريرنا، وقد صرفت لأجل ذلك مليارات المليارات بشكل يومي حتى قبل إعلانها الأخير عن بضعة المليارات التي ستهديها إلينا، إذ أنها في حقيقة الأمر قد صرفت أضعاف ذلك لمرات فيالجحودنا وقلة شكرنا.
وهنا سنستعرض بعض ملامح هذا التحرير والتي كانت واضحة منذ أوائل عملياته، ولا يمكننا الحديث عن كل تفاصيلها وجزئياتها والتي قد تظل حديث الأجيال البشرية وشغلها الشاغل حتى آخر الزمان.
سادتي إن نتائج عملية التحرير لألف وتسعمائة يوم والتي لا تزال مستمرة حتى الآن ولا نعرف نهايتها كالآتي:
لأجل تنمية هذا البلد فقد ركزت بشكل كبير على بنيته التحتية وبالأخص ما يتعلق بتواصله مع دول العالم فقد تم تحرير 15 مطارا و 16 ميناءً
وحرصًا من قوات التحالف على المواطن اليمني وبسبب معرفتها بمخاطر الكهرباء فقد تم تحرير 300 مولدًا ومحطة كهرباء
وحفاظًا على الإنسان اليمني من أضرار المياه فقد تم تحرير 2.067 خزاناً وشبكة مياه.
وأما من ناحية دعم الاقتصاد ولتسهيل عملية التنقل في الطرق وبين المحافظات والأماكن المختلفة فقد تم تحرير 3.969 طريقًا وجسرًا، و 6.638 وسيلة مواصلات و 286 ناقلة وقود و 388 محطة وقود.
ولترشيد استخدام وسائل الاتصالات المختلفة فقد تم تحرير 525 شبكة ومحطة اتصال.
ولعلمها بأن اليمن مصنف بأنه من الدول الفقيرة ماديًا - غير أنه غني بكل مقوماته الأخلاقية والإيمانية- والذي صرحت به وسائل إعلامهم مراراً و تكراراً فقد كان التركيز كبيراً ومستمرًا في عمليات تحرير البنية التحتية والاقتصادية وتم صرف مليارات المليارات في سبيل ذلك، حيث قامت دول التحالف التي تمتلك ناطحات السحاب و ثروات اقتصادية هائلة بتحرير 1.951 منشأة حكومية، 1.085 مدرسة ومركزًا تعليميا و 175 منشأة ومبنى جامعي وهو يصب في اهتمام التحالف بتحرير التعليم و العملية التعليمية كذلك.
ويتضمن ذلك الحرص الشديد للجارة الكبرى ودول التحالف على تحسين المستوى المعيشي والتخفيف من معاناة المواطن اليمني ولأجل ذلك فقد تم تحرير 10.998 منشأة تجارية، 671 سوقا ومجمعا تجاريا، 869 مخزن غذاء، 768 ناقلات وشاحنات غذاء، 390 مصنعا، 460 قارب صيد.
والذي ساهم بشكل كبير وملموس في تحرير الدخل وفرص العمل للآلاف والآلاف من الأسر اليمنية.
ولاهتمامها الكبير بالمقدسات وحرمتها ولاعتنائها بزخرفة دور العبادة فقد قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين ومن تحالف معها من دول الخليج وغيرهم بتحرير 1.355 مسجدا. ً
كما لم يغفل التحالف عن الاهتمام بالجانب الرياضي حيث تم تحرير 131 ملعبًا ومنشأة رياضية.
الآثار هي الأخرى نالت جانبًا كبيراً من تركيز التحالف واهتمامه، فقد قامت دول السراويل العتيقة بتحرير حضارة عمرها آلاف السنين حيث تم تحرير 242 موقعًا أثريًا رافقه تحرير 361 منشأة سياحية.
ودعماً منها للزراعة وحتى لا تبقى اليمن مجرد سوق استهلاكية فقد تم تحرير 6.632 حقلاً زراعيًا رافقه تحرير 400 من مزارع الدواجن والمواشي.
ولتخفيف معاناة المرضى خاصة الحالات المزمنة والحالات التي أحدثتها عمليات التحرير الأخرى والتي لا تمتلك القدرة على السفر للخارج خاصة مع تحرير المطارات فقد تم تحرير 387 مستشفى ومرفقًا صحيًا.
ولاهتمامها البالغ بالجانب الإنساني فقد تم تحرير 562.687 منزلًا تم تحريره بشكل كامل أو جزئي.
والأهم والأكبر من كل ذلك وكحصيلة ونتيجة لكل عمليات التحرير السابقة سواءً للمنشآت الاقتصادية أو البنى التحتية والمنشآت الخدمية وغيرها والتي نال الإنسان اليمني الحظ الأوفر منها الذي يشغل كل هذه الأهمية لديهم والذي أنفقوا كل هذه المليارات لأجله، فإن:
42.751 إنسان يمني بين كبير وصغير و طفل وامرأة طالتهم عمليات التحرير كالتالي :
16.672 مدني تم تحريرهم بشكل كامل( 3.742 طفل_ 2.364 امرأة_ 10.566 رجل)قتلى
والذين نالتهم عمليات التحرير بشكل جزئي 26.079 مدنيا ( 3.992 طفل_ 2.742 امرأة_19.345 رجل)جرحى
ولتسهيل عمل الإعلام وتغطيته لهذه المنح والعمليات وإيصالها للخارج فقد تم تحرير 47 منشأة إعلامية.
وطبعا فإن عمليات التحرير هذه قائمة ومستمرة على قدم وساق إلى يومنا هذا، تحرير المنشئات والمنازل من الوجود وتحرير المدنيين الأبرياء من الحياة فهذه عملية التحرير المقدسة التي يقوم بها التحالف منذ أكثر من خمس سنوات والتي لم نرَ غيرها إلى الآن.
أعتقد أنه لم يبق شيء لم يتم تحريره
ولذلك الشعب اليمني ممتن كثيرًا لهذا التحرير ويحاول جاهدً أن يرد لكم هذا الجميل وبإذن الله يكون التوفيق حليفه.
ملاحظة: الأرقام والإحصائيات المذكورة أعلاه وفقا لإحصائية 1900 يوم من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي أصدره مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية أخيرا.