من رضي على وطنه بالعدوان والحرب والحصار والغزو والاحتلال، ووضع يده في أيدي الغزاة والمحتلين البغاة المعتدين ، وباع نفسه وشعبه ووطنه من أجل المال المدنس ، وتحول إلى أداة رخيصة بأيديهم يحركونها وفق رغباتهم وبما يخدم أهدافهم ومخططاتهم ، وتجرد من كل القيم والأخلاق والمبادئ ، ولم يجد أي حرج في المتاجرة بالثوابت الوطنية والمساس بها ، وبات مرتهنا للسعودي والإماراتي يأتمر بأوامرهم وينتهي بنواهيهم ، ويسبِّح بحمدهم ليلا ونهارا ، وينفذ ما يطلبونه منه ، ويسعى لتنفيذ أي شيء يؤهله للحصول على رضاهم عنه ويمنحه القرب منهم ، فقد رضي لنفسه بالذل والمهانة والاحتقار ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحظى بالاحترام والتقدير ، ومن المستحيل أن يرضوا عنه ، رغم كل الذي قدمه لهم ، فهو في نظرهم مرتزق مأجور وخائن عميل ، غير مأمون الجانب..
وهذا هو حال الدنبوع هادي وشلته الفندقية الذين باعوا أنفسهم ووطنهم للسعودية والإمارات ، يتلقون الإهانات يوميا من قبل السعوديين والإماراتيين ، إهانات لفظية وسلوكية ، كم سمعنا عن عمليات صفع بالأيدي تلقاها عدد من المرتزقة من قبل ضباط ومسؤولين سعوديين وإماراتيين ، علاوة على عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفية ، والمنع من السفر وفرض الإقامة الجبرية ، والطرد من الفنادق التي يقيمون فيها والتخلي عنهم وصولا إلى تصفيتهم جسديا في الجبهات والمواقع العسكرية التابعة للمرتزقة ، وأخيرا يتم ترتيبهم في صفوف كالنعاج عشية عيد الأضحى من أجل أن يوزعوا عليهم ملابس وعسب العيد في مشاهد مخزية ومذلة ومهينة ، في الوقت الذي كان بالإمكان تسليمهم إياها دونما تصوير وتشهير بهم ، ولكنهم يتعاملون معهم باحتقار وينظرون إليهم نظرة ازدراء ، فهم في نظرهم لا يستحقون ذرة احترام مطلقا..
إذا كانت المخابرات السعودية قد نجحت في تهريب الدنبوع هادي من صنعاء إلى عدن ، ومن عدن إلى سلطنة عمان عبر المهرة بملابس نسائية ووثقت ذلك بالصوت والصورة وما تزال محتفظة بهذه الصور والتسجيلات لنشرها عند الحاجة ، فإن السفير السعودي قد وجه إهانة قوية للمرتزق الفار علي محسن الأحمر الذي شبهه بزوجته خلال عملية نقله من مقر السفارة السعودية إلى دار الرئاسة ومن ثم إلى السعودية ، حيث خرج في مقابلة متلفزة شارحا تفاصيل تهريبه له ومرافقيه بملابس زوجته وبناته ، ولن يتوقف مسلسل الإهانات والصفعات الواحدة تلو الأخرى للمرتزقة ، فهم من ارتضوا لأنفسهم هذه المكانة الوضيعة ، وتباكي بعض نشطاء المرتزقة على شبكات التواصل الاجتماعي إزاء إهانات السعودية لقياداتهم وتمسخرهم بهم ، والتنديد بذلك ومحاولة تهويل ذلك والتعامل معه كحدث وفعل جديد يحصل لأول مرة مجرد ضحك على الذقون ومحاولة لخلط الأوراق لا تخلو من الغباء ، خصوصا أن السعودية والإمارات دأبتا على إهانة هادي وشلته الفندقية منذ بداية العدوان وحتى اليوم ، وجلها إهانات موثقة بالصوت والصورة تم نشرها وتداولها..
حال هادي ومرتزقة الفنادق يجسد ما قاله أبو الطيب المتنبي “من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام”.