معرفةُ مَن هو عدوُّنا كمسلمين على ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، سيوفِّرُ علينا كَثيراً في جانب معرفة أساليبه وخططه التي يسلكها في محاربتنا وتمزيقنا وَ… إلخ، وأنها طرقٌ وأساليبُ مباشرةٌ وغير مباشرة، ومن بينها صناعة بعض المجموعات أوساطنا، فتصدرت المشهدَ باسم الله والدين وهو مَن يرعاها ويمولها، ومن خلالها استطاع التغريرَ على الكثير من المغفلين والسطحيين، واختراق من يريد من الجماعات، ومن ثم افتعال الأزمات عن طريقها والتدخل للمواجهة معها واستهداف من يريد من أفرادها؛ مِن أجلِ التضليل وإيهام الرأي العام أن حالة العداء كبيرة بينه وبينها، إلى جانب أنها أتاحت له الفرصة في انتهاك سيادتنا والعبث المباشر في أرضنا.
وهذا في أكثر من بلد وجد فيه هذه التنظيمات ومنها اليمن، وَإذَا دقت ساعة الصفر وتحَرّك الأحرار لإسقاط هذه المشاريع الأدوات المخلصة للعدو، سارع العدوُّ لمساعدتها العاجلة بالسلاح والمال، والتدخل عسكريًّا لإعانتها في معركتها، وهذا ما تجلّى مؤخّراً في البيضاء، فقد عرفنا كيف كثّـف تحالفُ العدوان من غارات طيرانه، وهو يناصر ما يعرف بداعش والقاعدة لمواجهة الجيش واللجان، وأدركنا بيقين أن الأمور تمضي وفق ترتيبات كبيرة منذ النشأة وحتى اليوم بينه وبينها بواسطة أدواته عربيًّا وأحذيتهم محليًّا، وأن كُـلَّ الحروب التي تخوضها بعض الأنظمة ومن ورائهم أمريكا في محاربة هذه الجماعات سابقًا هي كذبٌ في كذب.
ولهذا أرجو أن نستوعبَ كشعب يمني هذه الحقائقَ، وأن نستيقظ، وخَاصَّة في وسط بعض الجماعات الدعوية في الساحة، والتي اعتبرتها هذه التنظيمات بيئةً خصبةً للاستقطاب وبمبرّرات فكرية وثقافية موجودة في تراثنا الفكري، والأصلُ أن يُعاد النظر فيها اليوم من قبل عقلاء هذه الجماعات والعمل على تصحيح الكثير من المفاهيم السياسية والفكرية وفق قراءة واعية ومتجردة، وسينعكس هذا إيجاباً في واقع بناء العلاقات والتحالفات، وربطها فيما بعدُ على أُسُسٍ صحيحة وسليمة، وسيكون لهذا أثرُه الإيجابي على كُـلِّ المستويات الداخلية والخارجية بإذن الله.