التهديدات والتحذيرات التي تطلقها القيادة الثورية والسياسية لمملكة الشر بالكف عن حماقاتهم وإيقاف عدوانهم ورفع حصارهم ليست للاستهلاك المحلي، أو المزايدة الإعلامية، فقيادتنا أقوالها أفعال، فهي قيادة قول وفعل باعتراف وشهادة الأعداء أنفسهم، ومن يظن لمجرد الظن، بأن الوعيد اليمني لقوى العدوان ومرتزقتهم بالرد المزلزل على همجيتهم وإجرامهم وتوحشهم في اليمن مجرد (تصريحات صحفية) أو (فقاقيع إعلامية) أو (مناورات سياسية) فهو واهم كل الوهم .
للصبر اليمني حدوده التي لا يمكن تجاوزها على الإطلاق مهما حصل، صبرنا وتحملنا ما فيه الكفاية، بلغ السيل الزبى، قدمت قيادتنا الثورية والسياسية التنازلات تباعا من أجل حلحلة ملف الأزمة اليمنية التي زادها العدوان والحصار السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني تعقيدا وتوترا، من باب إلزام الحجة أمام الله عز وجل قدمت القيادة مبادرات من طرف واحد لإظهار حسن النوايا، والرغبة الصادقة في المضي بالتفاهمات والاتفاقات التي جاءت محصلة لجولات المفاوضات والمشاورات التي تمت بين الوفد الوطني ووفد حكومة الفنادق برعاية أممية، ولكن الطرف الآخر طغى وتجبر، وأبى واستكبر وأصر على غيه وغروره وغطرسته وضرب بكل هذه المبادرات والتنازلات عرض الحائط طاعة وامتثالا لتوجيهات سيده الأمريكي .
لذا من الطبيعي أن تتجه بلادنا نحو تعزيز قدراتها وقوتها الدفاعية، وتطور من قوة الردع، من خلال عمليات التحديث والتطوير لسلاح الجو المسير، وللقوة الصاروخية اليمنية، حيث شهدنا خلال السنوات الماضية قفزة نوعية في هذا المجال، صواريخ بالستية يمنية تضرب العمق السعودي والإماراتي، طائرات مسيرة يمنية تقطع المسافات الطويلة لتضرب مطار أبو ظبي الدولي وتدك العمق الاستراتيجي السعودي، ردا على استمرار العدوان والحصار والإجرام السعودي والإماراتي على بلادنا وأبناء شعبنا، كحق مكفول شرعا وعرفا وقانونا .
صاروخ قدس 2المجنح فخر دائرة التصنيع الحربي للقوات المسلحة اليمنية كان الإضافة النوعية الجديدة للقوة الصاروخية اليمنية والذي دخل للخدمة بعد تجارب ناجحة، دشن دخوله إلى الخدمة بعملية نوعية خاطفة ومسددة استهدفت محطة توزيع أرامكو في جدة، الصاروخ اليماني المجنح أصاب هدفه بدقة مخلفا خسائر وأضرار بالغة في المحطة المستهدفة، حيث هرعت سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء إلى المكان لإطفاء الحرائق التي خلفها الانفجار، الذي وثقته كاميرات هواتف العديد من الناشطين السعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما اضطر السلطات السعودية على لسان ناعقها الإعلامي تركي المالكي للاعتراف بسقوط ما أسماه ( بالمقذوف الحوثي ) على محطة توزيع أرامكو بمدينة جدة السعودية، في سياق مناشدته للمجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف ما أسماه بالانتهاكات الحوثية للسيادة السعودية حد زعمه .
عملية قدس 2المجنح لم ترعب السعودية فحسب، حيث وصل الرعب إلى البيت الأبيض وتل أبيب، مما دفع بالسلطات الأمريكية إلى أن ترعد وتزبد وتطلق التهديدات وتهاجم إيران من أجل التغطية على فضيحة فشل منظوماتها الدفاعية التي قالت أنها حديثة ومتطورة وقادرة على إسقاط الصواريخ الذكية والتي ابتاعتها للسعودية ضمن صفقات السلاح التي تقف حائلا أمام إيقاف العدوان على بلادنا ورفع الحصار المفروض على شعبنا، المنظومات التي تفوقت عليها صواريخ ( المبردقين اليمنيين ) والتي يطلق عليها الإعلام السعودي مسمى ( المقذوفات ) من باب التقليل من شأنها، وإذا بهذه (المقذوفات) تصيبهم بالذعر وتشعرهم بالرعب والقلق بعد أن لمسوا أثرها وقوة فاعليتها، ودقة إصابتها وخصوصا (المقذوف) اليماني المجنح قدس 2بمواصفاته المذهلة، حيث يمتاز بدقة عالية في إصابة الهدف، وقدرته على الوصول للهدف الذي رسم له، وعدم قدرة الأنظمة الصاروخية على اكتشافه أو اعتراضه، علاوة على أن هامش الخطأ يقارب الصفر.
بالمختصر المفيد، قدراتنا الدفاعية ومنظومة الردع اليمنية في تطور مستمر وبوتيرة عالية، ولن تتوقف مادام العدوان على بلادنا قائما، وما دام الحصار على شعبنا مفروضا، ومعه لن تتوقف عملياتنا النوعية التي تستهدف عمق العدو السعودي والإماراتي، ولا تعنينا تخرصات الأمريكي والإسرائيلي ولا نفاق بعران العرب ودراويش الوهابية السعودية ومن يقتاتون من موائد وعوائد القصور الملكية والأميرية السعودية، ستتواصل عملياتنا، وستكون كل عملية أشد فتكا وأبلغ ضررا من ذي قبل، وعلى الباغي تدور الدوائر.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.