جرت العادة عند استقبال الضيوف في المطارات أن تقوم المدفعية بإطلاق 21طلقة كتعبير عن الترحيب والحفاوة بهم، وبالأمس وأثناء وصول الطائرة السعودية التي تحمل على متنها ما يسمى بحكومة الفنادق إلى مطار عدن الدولي الواقع تحت سيطرة القوات السعودية والإماراتية، تم إطلاق عدد من الصواريخ والقذائف، ليس من باب الترحيب بالحكومة الفندقية الوافدة من الرياض، ولكنها استهدفت صالة الاستقبال بالمطار مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، في عملية يتبادل أذناب الغزاة والمحتلين الاتهامات بالوقوف خلفها.
إعلام الإصلاح والقوى الممولة من السعودية سارعت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تموله الإمارات، متهمة إياها بالوقوف وراء التفجيرات التي تعرض لها مطار عدن وأنها استهدفت حكومة الفنادق، محملة إياها كامل المسؤولية، و في الوقت الذي وصف المرتزق معين عبدالملك رئيس ما يسمى بحكومة الرياض الحادثة بأنها عمل إرهابي يستهدف الحكومة، كان المسخ العميل معمر الإرياني الوزير المدلل لدى السفير السعودي محمد آل جابر يطلق العنان لتصريحاته الشاذة التي تعكس شخصيته والتي قال خلالها بأن (الهجوم على مطار عدن نفذه الحوثيون وأعضاء الحكومة بخير) حد زعمه، وهو اتهام سخيف يكشف خواء هذا المسخ الأرعن، وعقليته الصغيرة التي تجعله يكيف كافة الأحداث والوقائع التي تحدث في المحافظات الجنوبية على أنها من تنفيذ (الحوثيين وإيران) رغم إدراكه العميق والمؤكد بأن ما حصل في مطار عدن بالأمس هو نتاج صراع النفوذ والتسلط والمصالح والمكاسب بين رفاقهم في العمالة والخيانة والارتزاق، ويدرك جيدا مصدر هذا الاستهداف والأطراف التي قامت به، ولكنه يبدو أنه بات مبرمجا على توجيه الاتهامات لأنصار الله وإيران، رغم أن الصراع القائم في الجنوب هو بين السعودية والإمارات، وعليه أن يسأل أسياده وسيخبروه من يقف خلف استهداف حكومة الفنادق.
هذا الاستقبال هو الذي يليق بحكومة الفنادق التي يديرها ويتحكم في شؤونها السفير السعودي محمد آل جابر، الحكومة التي جاءت إلى عدن من باب المكابرة، لتفادي حالة السخرية والاستهزاء التي تطالها جراء إقامتها الدائمة في الرياض، وغياب أي دور لها في الشارع الجنوبي، الذي بات محكوما بسلطة المليشيات التابعة للسعودية والإمارات، يريدون العودة إلى عدن والبقاء فيها ولو لفترة وجيزة، يعقدون خلالها الاجتماعات ويلتقطون الصور، والتي يرون أنها من ستقنع العالم بأنهم يمثلون الشرعية، بعد باتت تعرف بحكومة الفنادق، وها هي قد عادت ولكنها عودة مؤقتة ولن تدوم طويلا، حيث تنتظرها العديد من العمليات التي تترصد أعضاءها وتسعى لتصفيتهم.
الشارع الجنوبي ملتهب وحالة الغليان التي يشهدها عقب ما يسمى باتفاق الرياض والذي نص على خروج المليشيات المسلحة من عدن وبقية المحافظات الجنوبية، لا تمنح حكومة السفير السعودي أي حاضنة شعبية هناك، وتواجدها في عدن غير مرغوب فيه، وسبق لها وأن تلقت رسائل مباشرة بهذا الخصوص، لذا من الطبيعي أن تشهد عدن وبقية المحافظات الجنوبية مثل هذه الحوادث، فهذا ما تريده السعودية من وراء اتفاق الرياض، وهذا هو المخطط المرسوم للجنوب.
بالمختصر المفيد، حادثة مطار عدن مفتتح لسلسال الدم الذي يبدو أن عدن خاصة والجنوب عامة مقدمة عليه، وعودة حكومة الرياض يدشن فصلا جديدا من فصول صراع النفوذ والهيمنة السعودي الإماراتي، الذي يقدم الجنوب هدية على طبق من ذهب للإسرائيلي الوافد الجديد للساحة اليمنية، الذي أطل برأسه بعد سنوات من العمل من تحت الطاولة باستخدام الأذناب والأدوات والتي لم تنجح في تنفيذ المهام الموكلة إليها، ولا أستبعد أن يكون الكيان الإسرائيلي هو من يقف خلف استهداف حكومة المرتزقة في مطار عدن، على غرار ما يقوم به من عمليات زرع وتفجير ألغام بحرية في باب المندب، لتهيئة الأوضاع لتواجد قواته ضمن ما يسمى القوات الدولية تحت يافطة حماية وتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.