قدم وزير الخارجية الأمريكي مشروع قرار لتصنيف الأنصار وقيادتهم كمنظمة إرهابية، ورغم الردود المستهجِنة للمشروع من قبل بعض أعضاء الكونجرس، وعدم رسمية المشروع، إلا أن فيه من الغباء الشيء الكثير، وذلك للأسباب التالية:
من هم الأنصار: هم تنظيم غير محدد، جديد على الساحة السياسية الدولية تجاوز كل الإرث القديم والشكل القديم لكل الحركات السياسية منذ منتصف القرن الماضي، فليسوا من مذهب معين، وليسوا من قبيلة معينة، وليسوا من محافظة معينة، وليسوا من فكر سياسي مؤطر ومغلق، فهم فكر عابر للحدود والمذاهب.. ولا يمكن التعرف عليهم إلا من خلال أمر واحد وهو عداء المشروع الإمبريالي الصهيوني الذي يستهدف أمتنا.. وهذا الأمر يشترك فيه معظم العرب والمسلمين وجزء كبير من شعوب أمريكا اللاتينية وغيرهم.. فكيف سيتعرف عليهم من يريد التصنيف؟!
ما لونهم...؟! ما شكلهم...؟! ففكرهم ليس باقة واحدة مطلقة، بل إن النسبية هنا تعمل بشكل كبير.
التبعات السياسية والعسكرية: لن يتأثر الأنصار سياسياً نتيجة هذا التصنيف، بل يعتبر ذلك خدمة كبيرة لهم، وتأكيداً لمصداقياتهم في كل أدبياتهم.. أما خصومهم فهم من سيتأثر، فالسعودية و»إسرائيل» اكتمل حولهم طوق (المصنفين) اليمن وإيران والعراق وسوريا ولبنان، وهذا يجعل من خيار الرد الموحد ـ بعد هذا الحشر في الزاوية ـ خيارا قريباً من أي وقت مضى، وأي تحرش بهذا المحور بعد الآن سيزيده توحشاً، فقد سد خصمه أمامه كل نوافذ السلام.. رغم أن المثل يقول «اترك الباب موارباً لعدوك».
حينها سيتعذر على السعودية الجنوح للسلم متى ما أرادت وإنضاج أية مقاربة سياسية لإنقاذها وهي المترفة التي تعتمد على غيرها في حمايتها، وخصوصاً لو تم تفعيل عمليات توازن الردع واكتملت منظومة الدفاع الجوية التي يعمل عليها الجيش اليمني منذ سنوات، وسيصبح الثمن الذي ستقدمه السعودية لإحلال السلام حينها باهظا، لأن الخطوط الحمراء على العمليات العسكرية الكبيرة في العمق السعودي ستزول.
الخلاصة: صاحب فكرة التصنيف هو نتنياهو نفسه، فهو يخشى من تعاظم ثقافة الكره للاحتلال الصهيوني، ويحقد على من يتبناها، وبالتالي يريد تثبيت المسألة، لأن بايدن لن يستطيع التراجع عنها، وسينسد الأفق أمام الجميع.. وحكومة العميل هادي والإخوانج يصفقون فرحاً لأن هذا يعطي حكومتهم الزائفة عمراً جديداً.. تحياتي للشرفاء.
* نقلا عن : لا ميديا