إن العدوان على اليمن يستهدفُ اليمن (الأرض والإنسان)، وهذا الإنسان ليس محصوراً بجماعة أنصار الله، التي كان لها الشرفُ في تصدُّرِ مشهدِ التصدي للعدوان منذ ما قبل البداية، وإنما الإنسانُ اليمني، بكل توجّـهاته، وبكل فئاته.
الأصلُ أن يذهبَ المعتدون على هذا الشعب، وفي مقدمتهم النظام الأمريكي وأدواته في المنطقة وفي المقدمة النظامان السعودي والإماراتي، إلى البحث عن وسائلَ للمخارجة، بما يحفظ للشعب اليمني حريته وحقوقه المشروعة كسائر البشر على هذه الأرض، وبما يجنبهم هم المخاطرَ حال استمر عدوانهم وحصارهم لشعب لا ذنب له، إلا أنه وقف الموقف السليم في مواجهة العدوان والتصدي له؛ حفاظاً على كرامته واستقلاله.
أما الذهابُ إلى التصعيد بمحاصرة الشعب اليمني أكثر، فهذا مما يجب رفضُه، وعلى كُـلّ الأحرار في هذا العالم أن يخرجوا عن صمتهم، ويقفوا إلى جانب الشعب اليمني بكل الوسائل والطرق، وعلى قوى العدوان أن تدرك أن اليمنيين أمام كُـلّ تصعيد لهم لن يتعاملوا معه إلا بتصعيد مماثل وأشد وأوجع، والحقوق تنتزع انتزاعاً، وعلى الغزاة والمحتلّين أن يتحملوا تبعات إجرامهم وصلفهم.
كما أن على قوى العدوان أن تخرج من عش الوهم الذي تعيشه، وهو أنها باستهدافها لليمن هي تستهدف جماعةً بعينها، (فهذا جهل مركب وغباء وحمق لا نظير له)، فالشعب اليمني بكل توجّـهاته لن يزيدهم هذا السلوك الأرعن إلا وعيا وبصيرة، وسيتحول الشعب كله إلى أنصار الله؛ لأَنَّ أنصار الله في الموقف الطبيعي الذي تقتضيه الفطرة الإنسانية منذ أول لحظة من العدوان؛ وكونهم المكون الوحيد الذي يسعى بكل جدية لتحرير اليمن من الوصاية الخارجية وبناء الدولة القوية، ذات الاستقلال والسيادة، وقد أثبتت الأحداث أن هذا الخيار هو الخيار الصائب، وبالتالي فلن ينطليَ على الشعب اليمني اليوم مثل هكذا ترَّهات وتضليل وتزييف للحقائق.
اليمنيون سيكونون صفاً واحداً إلى جانب أنصار الله، وهذا ما نؤكّـد عليه، وسنشتغل عليه على كُـلّ المسارات، وسيعزز اليمنيون ثقتهم بقيادتهم الحكيمة أكثر، فليغسل الغزاة أيديهم، ورهانهم على استسلام الشعب محال، كما أن مراهنتهم على عزل أنصار الله بعيد عليهم بعد عين الشمس، فالقضية قضية اليمن كله، وإن لم تفهموا، فهذا شأنكم.!!
أما عن مرتزِقة اليمن، فنقول لهم:
لقد خسرتم أخلاقياً وفي كُـلّ المسارات، لكنكم اليوم تظهرون على حقيقتكم وأنكم بالفعل مرتزِقة منحطون تافهون وبإخلاص في عمالتكم وخساستكم، ولن تغيروا من المعادلة، وبسقوط أسيادكم ستسقطون، وستلفظ اليمن ما تبقى من عملاء وسماسرة آخرين، ليلحقوكم في الخزي والعار، والتسكع في شوارع الخارج، ولن يبقى فيها إلا الأحرار الوطنيون الأوفياء، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
ومشيئة الله وإرادته ماضية في إحقاق الحقل وإبطال الباطل، المتمثل في المشاركة بالظلم والعدوان على بلدكم اليمن.