يمكن لأيٍ كان في العالم أن يتخير هدفاً بشرياً في اليمن ويضرب، متى شاء وكيف شاء، دون أن يستتبع ذلك أية عواقب ولو حتى في شكل صوتٍ احتجاجيٍ واحد.
حوالي 41 يمنياً قتلتهم الطائرات الأمريكية في البيضاء اليوم، بينهم نساء وأطفال، ثم ذهبت واشنطن تعلن ذلك، متباهيةً، وكما يليق تماماً بمجرمٍ وجد ضحيةً لا يهتم لأمرها أحد.
أرضٌ مباحة، وشعبٌ مشاع.. ودمٌ حلال.
ومافعلته أمريكا اليوم، وتفعله بشكل متكرر منذ سنوات؛ تفعله السعودية كل يوم على مدى سنتين حتى الآن.
ليس لليمني من يحميه
إن لم يُقتل من قبل عصابات القوة الإقليمية والدولية، باعتباره إرهابيا، فسيقتل، من قبل العصابات نفسها، باعتباره حوثياً أو عفاشياً، وإن لم يكن هناك لا قاعدة ولا حوثيين ولا عفاشيين، فسيقتلونه حتماً باختراع أي مسمىً آخر.
يحظرون عليه دخول بلدانهم ثم يقتلونه في بلده.
يوظفونه في الإرهاب المنظم من قبلهم في أفغانستان (زمان) و في سوريا، اليوم، ثم ينهون خدمته ويعيدونه إلى بلده ليقتلوه لاحقاً، ويقتلوا معه كل من يصادف وجودهم إلى جانبه أو مرورهم في طريقه.
بلدٌ مـستضعف، ومستفرد به على طاولة اللئام، كما لم يحدث لبلدٍ مثله.
تفشل أمريكا في لملمة فضائح إخفاقها في سوريا والعراق، فتتجه لقتل اليمنيين محاولةً اصطناع نجاح تعويضي، ولكن ضد عدو افتراضي، وبعمليات قتلٍ خارج القانون كلياً.
تفشل السعودية في حلب فتحاول التعويض في المخا..
وتفشل في الموصل، بالعراق، فتحاول في نهم أو ذُباب، باليمن.
اليمن ِقبلة الفاشلين إذاً.
وهي أرض مثالية لهذا الغرض:
بلد فقير، بدولة ممزقة، ونخب سياسية فاسدة، و "شرعية" تبيع عِرْضها لأول مشتري.
وهكذا يريدون لليمن أن تظل؛ ساحةً مفتوحة، وسالكة دوماً، لكل مهمة قذرة تضيق بها بلدان العالم.
ولكن للشعوب المظلومة كلمتها في النهاية، كما علمنا التاريخ دائماً.. وبلا أي استثناء.