من يوم لآخر تثبت دويلة الإمارات ، دويلة الزجاج والقمار ، بأنها الأكثر يهودة وتصهينا ، وأنه لا صلة لها بالعروبة والإسلام، لا من قريب ولا من بعيد، وأن المسمى الذي يليق بها ويتناسب مع الأدوار والمهام التي تقوم بها هو ( الإمارات العبرية المتحدة )، فلم يعد فيها ما يشير إلى الهوية والقيم والمبادئ العربية، ولا ما يشعرك بالانتماء للإسلام . حيث سعت منذ فترة للتخلي عن هويتها العربية والتنصل عن القيم الإسلامية من خلال الانفتاح على الفسق والسفور والانحلال الأخلاقي، تحت شماعة مواكبة العصر والتحول إلى دولة عصرية تحاكي ما عليه الدول الأوربية من تفسخ وسقوط في القيم والأخلاق .
هذا التحول الخطير كان بداية السقوط الذي ظهر مع ذهاب النظام الإماراتي نحو التقارب مع الكيان الإسرائيلي، من خلال التبادل التجاري عبر شركات مملوكة لرجال أعمال صهاينة تعمل تحت غطاء أمريكي وأوربي ، والتي شهدت تزايدا ملحوظا مع مرور الوقت ، وظلت الإمارات تغازل الكيان الإسرائيلي من تحت الطاولة ، وبدأنا نسمع عن مشاركات لرياضيين إسرائيليين في محافل ومسابقات وبطولات رياضية دولية استضافتها الإمارات والسماح لتجار صهاينة بالتملك العقاري في دبي ، كل هذه الخطوات كانت الممهدة لتهيئة الأرضية أمام النظام الإماراتي للذهاب لما هو أخزى وأكثر مجلبة للعار والفضيحة نزولا عند الرغبة الأمريكية التي كانت تسيطر على الرئيس الأمريكي المهزوم دونالد ترامب في توسيع نطاق دائرة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية والحصول على أصدقاء عرب جدد للكيان الإسرائيلي إلى جانب مصر والأردن ، من خلال المشروع التآمري الكبير على فلسطين وقضيتها العادلة والمشروعة المسمى ( صفقة القرن )، والتي قدمها ترامب في إطار سياسته الإستقطابية لليهود، والتي ظن بأن قيامه بإعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقله لمقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ، وإعلانه عن صفقة القرن، ستمنحه أصوات اليهود الأمريكيين وسيحصل على دعم اللوبي اليهودي الأمريكي في الانتخابات الرئاسية ، ولكن الله خيب ظنه ، وأذله وأخزاه ، حيث تعرض لهزيمة ساحقة ومذلة مهينة ما يزال يعاني من تداعياتها وتأثيراتها حتى اليوم .
في 13 من أغسطس من العام 2020م أعلن النظام الإماراتي يهودته وتصهينه العلنية من خلال إعلانه التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والدخول في علاقات ثنائية مع هذا الكيان المحتل الغاصب ، والذهاب نحو تحفيز وتشجيع بقية الأنظمة لاتخاذ ذات الخطوة ، حيث تحولت إلى وكيل مروج للتطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي ، وخلال فترة وجيزة أظهر النظام الإماراتي تصهينا ويهودة لم تكون في حسبان الصهاينة أنفسهم ، في وقت قياسي جدا خلس الإماراتي ما تبقى من جلده العربي، وفاجأ الصهاينة بسرعة اندماجه معهم ، وحرصه على تطبيع العلاقات معهم بشكل كامل ، وباتت الأعلام الإسرائيلية تملأ الشوارع الإماراتية ، وتسابق الإماراتيون على طباعتها على قمصان أطفالهم وبدأت الرحلات الجوية المتبادلة بين الجانبين ، وفتحت الإمارات العبرية الباب على مصراعيه أمام الإسرائيليين لشراء وتملك العقارات في دبي وأبو ظبي ووصل التقارب الإماراتي إلى مستويات لم تصل إليها دول أوربية مضى على تطبيعها مع الكيان الإسرائيلي عشرات السنين .
وقبل أيام أعلن النظام الإماراتي المتصهين عن تعيين سفير له لدى الكيان الإسرائيلي في خطوة أثبتت يهودته وتصهينه وكشفت حقيقته ، وفضحته شر فضيحة ، وعلى الفور سارع السفير الإماراتي المتصهين محمد آل خاجه للسفر إلى تل أبيب لتقديم أوراق اعتماده ليحظى بقصب السبق في هذا الجانب ، قاطعا بذلك الطريق أمام أي محاولات تهدف إلى عدوله عن تصهينه وخطيئته الكبرى التي أقدم على اقترافها ، ليثبت أنه لليهودة والتصهين والعبرية أقرب من الانتماء للعروبة والإسلام ، والغريب أن خطوة بهذه الخطورة لم تستدع قيام أمين عام الجامعة العبرية المتصهين أحمد أبو الغيط بنشر تغريدة أو الخروج بتصريح أو بيان صحفي يدين فيه قيام الإمارات بها ، وكأنه متخصص فقط لإدانة عمليات الردع التي تنفذها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني داخل العمق السعودي ، ومهاجمة الجيش واللجان الشعبية على قيامهم بالدفاع عن وطنهم ضد الغزاة والمحتلين وأذنابهم من المرتزقة .
لم تعد الإمارات عربية ، ولم يعد فيها أي خير للعروبة والعرب على الإطلاق ، وباتت أداة متصهينة تعمل لحساب الكيان الإسرائيلي ومن المفترض على الأنظمة الحرة مقاطعتها التامة وفرض العزلة عليها ، وعلى الجميع الحذر من التماهي معها والتناغم مع سياستها المتصهينة، فقد تجاوزت كل المحظورات وصارت جزءاً لا يتجزأ من الكيان الإسرائيلي ، وعلى السلطة الفلسطينية أن تتخذ زمام المبادرة في مقاطعتها بعيدا عن المراوغة والدبلوماسية الزائفة والخادعة، التي لا جدوى لها مع عيال زايد وأذنابهم .