إذن هي معركة النفس الطويل كما قالها قائد الثورة منذ بداية هذا العدوان الغاشم والحرب الكونية على بلد الإيمان والحكمة عندما قال :أننا مستعدون للمواجهة ولو عبر الأجيال جيلاً بعد جيل، وليس لعدة سنوات فقط،في الوقت الذي كان التحالف يجزم بحسم المعركة لصالحة خلال أسابيع بل وفي أيام قليلة.!
ومن خلال المعطيات على أرض الواقع نستطيع التنبؤ إن لم يكن الجزم بمن هو المنتصر حتى اللحظة أو الذي ترجح معادلة الغلبة والنصر لصالحه.
فبعد ما يقارب العامان يقوم أبناء الجيش واللجان الشعبية اليمنية بإطلاق صاروخ مدمر ومزلزل، ولكن ليصل هذه المرة إلى الرياض أي كأنها رصاصة قاتلة استقرت في صدر العدو، مما ينبيء بخطورة استهداف قلبه في المرة المقبلة.
وبعيداً عن الصدمة القوية التي حظي بها العدو أو الفرحة الغامرة التي مني بها أبناء الشعب اليمني ولم يتمكنوا بسببها من النوم تلك الليلة من شدة الفرح، إلا أن هناك دلالات كثيرة خلف تلك العملية النوعية والتي ربما قد يكون أبرزها وأهمها هو في الجانب المعنوي والنفسي.
صحيح أن كثيرين قد يتحدثوا عن أن الجاهزية القتالية اليمنية لا تزال تحتفظ بقوتها وأنها في أحسن حالاتها وفي أعلى جاهزيتها لتغير الموازين وتقلب المعادلات على أرض الواقع وأنها لا تزال تمتلك الكثير والكثير من المفاجئات للعدو وما لا يمكن أن يخطر على باله بل وبما قد يتجاوز أعلى توقعاته، لكن الجانب الآخر والذي هو في غاية الأهمية والذي يجب أن لا يتم تغافله أو تجاهله، فهو الجانب المعنوي لليمن شعباً وجيشاً والذي لطالما حاول العدو استهدافه بكل الطرق والوسائل الرهيبة والمضلله وبذل في سبيل ذلك كل ما أمكنه.
وهنا نستطيع القول بكل ثقة بفضل الله أولاً والرجال الأحرار والشعب العظيم الذي يقف معه ومن وراءه أننا انتصرنا وأنه مهما استمر العدوان فما هي إلا أيام تزيد من تعزيز هذا الانتصار ذلك أن اليمن بشعبه ومقاتليه لا يزال يمتلك معنويات مرتفعة جداً وكأنَّ العدوان بدأ بالأمس، فتوالي أيام العدوان لا تزيده إلا عزةً وصموداً وثقةً وشموخاً وأنه لا يزال في أتم الاستعداد والجاهزية للصمود والصبر وأنه لا يزال بجعبته الكثير من المفاجئات وتنفيذ اختيارته الاستراتيجية لا تزال في بدايتها وبالتالي فإن زمام الأمور والحرب بيده.
أما الطرف الآخر فهو يحتظر ويلفظ أنفاسه الأخيرة وهو مهزوم نفسياً ومعنوياً وبكل المقاييس فعلى الرغم من كل ما يمتلكه من أموال وإمكانيات هائلة وتواطؤ أممي معه فهو لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أي إنجاز وأي هدف بل كل ما يحققه هو الهزائم الساحقة والمتلاحقة في كافة الميادين وعلى مختلف الصعد وصنعاء بعيدة وأسوارها منيعة وأبوابها موصدة في وجه كل قبيح، والرياض أقرب فعلاً وقريبة جداً وأقرب من أي وقت مضى وقد كانت الرسالة التي أوصلها بركان1 واضحة وقوية جداً وعلى الباغي تدور الدوائر.
إذن من يمتلك الصبر يمتلك النصر بمظلوميته وبعون الله وتأييده وبالثبات والصمود الذي احترف فيه ما لم يسبقه إليه أحد من العالمين مقارنة بحجم التحديات التي تحوطه، والقوة المعنوية العالية التي أبداها والتي شكلت حاجزاً ضخماً منيعاً اصطدم به العدو البائس فزاد بؤساً وتعساً والذي أصبحت معنوياته في الحضيض فهو يقاتل الآن بنفسيات منهزمة مهما حاول أن يكابر أو أن يظهر خِلاف ذلك، وكيف لمن انهزم معنوياً وانهزم في نفسه أن ينتصر ميدانياً أو أن يحقق أي انتصار يذكر مهما طالت حالة الحمق به، وباختصار وبثقة مطلقة بالله الجبار و بالشعب الأبي والرجال الأحرار نستطيع القول:هُـزِمَ القوم..