وصف جمال بن عمر المبعوث الاممي السابق حدث 21سبتمبر بالزلازل المفاجئ
خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي جاء صادما لكل التوقعات
فوز ترامب كان بمثابة زلزال صاعق لم يستوعب العالم بعد كيف حدث ؟ولماذا حدث؟
احداث كثيرة في اليمن وعلى مستوى الاقليم والعالم لا يكاد يحكمها منطق !!
تسلسل الأحداث يسلك مسارات خارج سياق التوقعات وخارج المجال الادراكي لمراكز التفكرير وصناعة الراي , وتحسم في الواقع على غير ما حسمت تحليليا في الخطاب السياسي والإعلامي !!.
لماذا هذا الفشل في قراءة الاحداث وتوقع مساراتها ؟
هل يعكس ذلك ازمة فهم ام ازمة منهج ؟
هل اصبح الانسان بليدا ام انها ازمة في جهازه المفاهيمي وادوات التحليل ؟
منذ انتصار الرأسمالية الليبرالية وامتداد هيمنتها إلى الحقل المعرفي ساد اعتقاد ان كل شيء اصبح تحت السيطرة وان المعرفة ليست عملية استكشاف للواقع بل انتاج الواقع واصبحت المعرفة احد اهم ادوات السيطرة والتضبيط
بورديار الفيلسوف الفرنسي وابرز منظري ما بعد الحداثة في غمرة الحماس ذهب الى ان ثورة المعلومات و وسائل الاتصال دمرت علاقاتنا بالواقع ,فالواقع لم يعد شيئا منفصلا بل مفهوم تقني يتم تصنيعه وانتاجه عبر وسائل الاتصال الالكترونية ووسائط الميديا والمنتجات الثقافية ومراكز الراي والتأثير.
الجهاز المفاهيم النيوليبرالي أصبح هو الموجه للتفكير العالمي والموفر لأدوات التحليل السياسية والاجتماعية التي يغترف منها الخبراء العالمين و المنظمات الاممية الدولية والاقليمية ومراكز التفكير والجامعات .
اهم هذه المفاهيم او الادوات التي اصبحت توجه النظر العلمي لدى مراكز السيطرة , فكرة استقرار التوازنات الاقليمية الكبرى, وضبط الهجرة غير الشرعية لاوربا ,النخبة ,التحديث .اقتصاد السوق, الطبقة الوسطى مكافحة الفقر, ترشيد الحكم والمؤسسات
وانصب تركيزها على :
الصراع بين السلطة والمعارضة وانزاح عن منظوره بقية قوى الشعب وديناميات الصراع خارج التعارض بين السلطة والنخبة .
الشرعية السياسية والانصراف عن الشرعية الاجتماعية والاقتصادية وعلى ومفهوم الإصلاح كعملية تدخل ترميمية إنقاذية كافية لاستعادة حالة الاستقرار والتوازن .
الفساد وصرف النظر عن الاستغلال .
مفهوم النخبة الذي تحول لأداة حجب للطبقات الاجتماعية للقوى التغييرية الكتلة الأوسع اجتماعيا وسياسيا والمنتجة اقتصاديا والمهمشة سياسيا
التأكيد على الانجاز والاستجابة لشروط السوق والانصراف عن توزيع الدخل والعدالة الاجتماعية
ونحو ذلك من الادوات ضمن الترسانة المفاهيمة الليبرالية وهي وان ادوات تفسير اتت اكلها حينا من الدهر الا انها بدأت تفقد قدرتها التفسيرية ودخلت مرحلة ازمة اعتقد انها ستسفر عن مراجعات وظواهر ترامبية على المستوى المعرفي