ماذا جنت السعودية من عاصفة حزمها التي تزعَّمتها ضد اليمن، وجيَّشت لها الجيوش، وأعدَّت لها كل أنواع الإرهاب، وقصفتها بكل الأسلحة الذكية والغبية؟
لم، ولن ننسى ما حدث في بداية العدوان السعودي على اليمن، كيف كانوا يقتلوننا زاعمين أنهم جاؤوا لإنقاذنا.. ممن؟ لا ندري!
نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية في صبيحة يوم العدوان الـ26 من مارس 2015م، خبراً رئيسياً عنوانه (انطلاق عاصفة الحزم الخليجية لإنقاذ اليمن)، كان هذا العدوان بتوجيه سلمان بن عبدالعزيز، وبتأييد واشنطن، ومشاركة عشر دول. كل هذا لأجل قتال اليمن الأعزل المسالم الذي لم يعتدِ على أي دولة أو شعب منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها.
في حوار معه على القناة السعودية، قال محمد بن سلمان: «نستطيع اجتثاث الحوثي وصالح خلال أيام قليلة». أي غباء يملأ رأس هذا الرجل حتى يقول هذا الكلام، وعلى أي أساس استند في قدرته على هذا الاجتثاث، وهو يوقن أن جيشه الرخو لن يستطيع فعل شيء. وها هي الأيام القليلة قد صارت سبع سنوات عجاف جعلتهم يحسون بحجم الورطة التي أقحموا أنفسهم فيها، دون أن يدركوا أنهم فاشلون لا محالة. ودائماً ما أتذكر قول الله عز وجل: «فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب، يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، فاعتبروا يا أولي الأبصار».
في 2017م قال بن سلمان، على شاشة العربية: «قوات الشرعية وقوات التحالف تبتعد عن العاصمة صنعاء عشرين كيلومتراً، ونستطيع أن نجتاحها برياً غداً».
يا للهول! يتحدث بكل جدية أنه يستطيع أن يجتاح صنعاء غداً.. ولا ندري أين هو (غداً) هذا؟ ومادام يستطيع فلماذا لم يفعل؟
ولكي يقنعوا أنفسهم بهذا الاجتياح المستحيل قامت قناة العربية بتصوير محمد العرب وهو في أرض خاوية يصرخ قائلاً: نحن هنا، أين أنتم؟
سؤال محمد العرب هذا جعل مذيعة العربية تنفجر بالضحك على الهواء، وانفجرت بالضحك مرة أخرى حين زعم أنهم في مطار مأرب.
نحن هنا، فأين أنتم؟ والله يا عزي إحنا في الربوعة وجيزان ونجران، فأين أنتم فعلاً. ألا تخجلون؟
بكل وقاحة يتحدث عن اجتياح صنعاء، بينما في الواقع تم اجتياح أرضه وحدوده، وصارت الربوعة فارغة من أهلها، ومليئة بصوت عيسى الليث.
* نقلا عن : لا ميديا