منذ أن عرفتُ يميني من شمالي.. وأنا أسمعُ واعظين كُثْراً يتحدثون عن يوم القيامة وعرصاتها وعن الجنة والنار وتفاصيل ذلك العالم الآخر..
وكان بين أُولئك علماءُ لم يكن له من عظة ولا حديث إلا الحديث عن الجنة والنار ويوم الحساب..
وأنا شخصيًّا كنتُ ولا زلت أحاولُ تقديمَ بعض المحاضرات وخطب الجمعة، حول هذه الموضوعات..
لكن الحق يقال بأن السيد العَلَم عبدالملك الحوثي فاق كُـلَّ مَن سمعْتُهم من الواعظين والخطباء..
في خلال السنوات الأخيرة خصص – سلام الله عليه – جزءاً من محاضراته الرمضانية عن هذه الموضوعات، وفي كُـلّ مرة أسمعه أحسب أنه يتحدث عنها لأول مرة..
لقد تميز طرحه – رضوان الله عليه – عن هذه الموضوعات بأنه دقيق جِـدًّا، وذو تفاصيل دقيقة، وخال من المبالغات التي تأتي عن طريق روايات أهل الترغيب والترهيب، والتي لا تخلو من شطحات ونطحات، وقبل كُـلّ ذلك أنه يستقي جُلَّ معلوماته عن ذلك العالم من القرآن الكريم..
العجيب أنه حين يتحدث عن عالم اليوم الآخر لكأنه قد ذهب إليه وعاش جميع تفاصيله معاينة، ثم عاد ليخبرنا عنها بريشة فنان مبدع ومُبْهِر، أَو بلسان وصّافٍ بليغ ومقتدر..
فهو والجنة كمن قد رآها فهو فيها منعّم، وهو والنار كمن قد رآها فهو فيها معذب..
لقد أعطاه الله القدرةَ العجيبةَ على استفصال وتقصِّي أحوال ومراحل ذلك العالم بعمق ودقة وإمعان، وأعطاه الله أَيْـضاً القدرة التعبيرية الفائقة على تصوير ذلك وتقديمه في قوالب لفظية بديعة ومعبرة..
دعوا عنكم حديثَه عن السياسة والاقتصاد والحرب والسلم والأمن والاجتماع والتاريخ والجغرافيا والعلوم المختلفة، وغيرها، والتي ما طرق منها موضوعاً مع أهله إلا وشعروا أنه يشاركهم فيه، بل ويتفوق عليهم في كثير من الأحيان..
دعوا عنكم إدارته وقيادته للأُمَّـة في كُـلّ تلك المجالات..
لا غرابة أن اللهَ بارك في هذا الرجل وعِلمه ومواهبه وقدراته السياسية والدينية والعلمية والأدبية والخطابية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والقيادية؛ لأَنَّنا ندعو في كُـلّ صلواتنا: (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد)، وها هي البركة ظاهرة فيه، تفيض عنه بأنوار الحكمة، وتشرق بشموس الإبداعات والفتوحات..
اللهم إني أحمدك يا الله أن جعلتني من أتباع هذا الرجل ومحبيه..